الهيئة الهاشمية .. ضمير الدولة
م. عامر البشير
18-10-2025 10:38 AM
من عمّان إلى غزّة ...
العطاء يكتب المعنى
وينطق باسم الانسانية ..
فعلٍ جمعيّ من الإغاثة إلى الإعمار، ومن التعاطف إلى الشراكة .. الهيئة الخيرية الهاشمية رأس الحربة، في سردية الصمود الفلسطيني
في زمنٍ تُقاس فيه الأوطان بمساحتها، اختار الأردن أن يُقاس بضميره.
في عالمٍ تتبدّل فيه موازين السياسة بسبب المصالح، ظلّ الضمير الاردني ميزانًا للعدل الإنساني حين اختلّت الموازين، وصوتًا للرحمة حين خفتت الأصوات، وذراعًا امتدّ من قلب عمّان النابض إلى غزّة الصّامدة، لا يحكمها سوى وجدانٌ عربيٌّ أصيلٌ يؤمن بأنّ الكرامة لا تُجزّأ، وأنّ المصير لا يُقسَّم بحواجز أو حدود.
العطاء الأردنيّ — وجدانٌ لا تحدّه السياسة
ليس في الأردن من ينتظر إذنًا ليعطي، فالعطاء هنا فعلٌ فطريّ يُورَّث كما يُورَّث الاسم، ترى الأردنيَّ الفقير قبل الغني، يمدّ يده لا ليقدّم مالًا فحسب، بل ليقدّم معنى.
من الطرّة إلى الدرّة، ومن الكرامة في الرويشد إلى الكرامة على نهر الأردن، ومن حيّ الطفايلة في عمّان الذي قدّم درساً في الكرامة، حين تكلّم الفقر بلغة العطاء، تفجّرت المساعدات لا من فائض الرفاه، بل من فائض الإيمان بالقضية.
الناس هنا يتقاسمون الرغيف مع الغزيين كما تقاسموا دوماً الأمل مع الفلسطينين، يرون في إغاثة الشقيق عبادة، وفي حفظ كرامة الجار فريضة.
لقد تجاوز الأردنيّ حدود الصدقة إلى فضاء الفعل الجمعيّ؛ إذ تحوّل الإحسان من مبادرةٍ فرديةٍ إلى ثقافةٍ وطنيةٍ تمشي على قدمين، تمثّل الدولة حين تغيب السياسة، وتنطق باسم الإنسان حين يصمت العالم.
الهيئة الخيرية الهاشمية — ضمير الدولة حين تنطق باسم الإنسانية
لم تعد الهيئة مجرّد مؤسسة إغاثية، بل أصبحت سردية إنسانية وطنية مستدامة، ومن قصص الخير الأردنيّ، هي الجسر الذي عبرت عليه الإنسانية إلى غزّة، والممرّ الذي حملت عليه الدولة وجدانها إلى العالم، في كلّ شاحنة مساعداتٍ، وفي كلّ طرد غذائي، توقيعٌ غير مكتوب باسم الأردن — توقيعٌ من ضميرٍ حيّ
لقد أثبتت الهيئة أنّ العمل الإنسانيّ ليس ردّ فعلٍ على مأساة، بل فعلٌ منظمٌ ومستمرّ لتوفير الكرامة، وخلق فرصٍ للحياة، استعادت الثقة بين الدولة وضميرها.
في كل عمليةٍ لوجستيةٍ دقيقةٍ تُدار من عمّان، يتجلّى وطنٌ بأكمله في سلوكٍ واحد، كيف يكون الإنسان هو الأولوية وكيف تكون القضية هي السبيل.
من الإغاثة إلى الإعمار — “أحياء صمود” فلسفة لا كحملة
في غزّة، حين تهدم الحرب بيتًا، يبني الأردنيّ أملًا، وحين تُمحى ملامح حيٍّ، تُعيد الهيئة رسمه من جديد على خرائط الرجاء.
إنّ مبادرة “أحياء صمود
” الشعبية، بشراكتها مع الهيئة الخيرية الهاشمية، ستتحوّل اليوم — بدعم الأردنيين — إلى مشروعٍ مستدام، ليس عملًا خيريًا عابرًا، بل فلسفة حياةٍ تقول إنّ كرفان في احد احياء "صمود" ليس قدرًا، بل جسر عبور إلى الكرامة، التي تبدأ من لبنةٍ في جدار الصمود، ومن نافذةٍ تُطلّ على الأمل.
البيت الذي يُنشأ بثلاثة آلاف دينار ليس رقمًا في ميزانية، بل حياةٌ جديدة لعائلةٍ خرجت من تحت الرّكام.
والحيّ الذي يُشيّد بمليون دينار ويتوفّر له جميع الخدمات، ليس عمرانًا فحسب، بل وطن مصغّرٌ يستعيد ذاكرة المكان وكرامة الإنسان.
فلسفة العطاء الاقتصادي — من التبرع إلى الاستثمار في الصمود
لم تعد المساعدة مجرّد عاطفةٍ تذوب بانتهاء الأزمة، بل أصبحت أداةً لبناء الاقتصاد الوطنيّ وترسيخ صمود الغزيين على أرضهم على السّواء.
كل دينارٍ يُجمع لغزّة ويُصرف في عمّان هو دورة حياةٍ جديدة لعاملٍ اردني أو مصنعٍ محلّي في منتجٍ وطنيّ.
لقد أعادت مبادرة "صمود" الأردنية الشعبية، بشراكتها مع الهيئة الخيرية الهاشمية، تعريف الإغاثة كفعلٍ إنتاجيّ تنموي يخلق فرص عملٍ، وينعش الصناعة المحلية، ويربط الأخلاق بالاقتصاد الوطنيّ.
من ورشات الألمنيوم، الى معامل الحديد والصّاج، ومشاغل تصنيع الكرفانات والأثاث، ينبض قلب “صمود” الاقتصاديّ، حيث يلتقي الواجب الإنسانيّ بالحافز التنمويّ.
إنها معادلةٌ تنصهر فيها المواطنة مع العطاء، أن تُغيث الغزّي بالتوازي مع رفاه الأردني، وأن نبني هناك ونُنعش هنا.
الحجر كذاكرة — البناء فعل مقاومة
كلّ حجرٍ يوضع في غزّة هو سطرٌ جديد في كتاب الصمود الفلسطيني، الذي كتبه الأردن منذ بواكير النكبة من القرن الماضي وما زال، فكلّ جدارٍ يُقام في غزّة او في غرب النهر هو شاهدٌ على أنّ الذاكرة أقوى من الدمار، وأنّ الأوطان تُبنى بالمعنى قبل المادة.
حين تُرفع الحجارة في غزّة، تُرفع معها قيمة الإنسان في عمّان، فالبناء هناك ليس إعمارًا فحسب، بل مقاومةٌ لمشروع التهجير، واستعادةٌ للحقّ في البقاء.
الدينار هنا ليس صدقة، بل موقف، والبيت هناك ليس مأوى، بل وطنٌ يُعاد بناؤه لبنةً لبنة.
فلسفة الصمود — التنمية بوصفها فعلًا أخلاقيًّا
الصمود ليس شعارًا يُرفع في الخطب، بل سلوكٌ جماعيّ يتجسّد في أبسط الصّور،
يدٌ أردنية تزرع الأمل في تربة غزّة، وصوتٌ يعلوا من عمّان يقول للعالم إنّ الكرامة لا تُجزّأ.
فعلٌ حقيقيّ، في مدرسةٍ تُبنى على الأرض الغزّية، تزرع البسمة على وجه كل طفلٍ، وفي مرآة امرأةٍ تجد مأوى بعد فقد، يتجسّد المعنى الأسمى للتنمية الأخلاقية — تنميةٌ تُعيد تعريف الحياة لا كمكسبٍ ماديّ، بل كحقٍّ إنسانيٍّ مقدّس، إنها العدالة التي لا تُوزَّع بقراراتٍ دولية، بل تُزرع في القلوب وتُروى بالتكافل.
الهيئة كضميرٍ وطنيّ — القيادة حين تصبح فعلًا
لقد أثبتت الهيئة، بتوجّهات قيادتها الميدانية الحكيمة، أنّها ليست جهازًا بيروقراطيًا، بل مرآة لقيادتنا الهاشمية في فعلها النبيل وإصرارها الذي لا يلين، قيادة لا تعرف المظاهر، بل تعرف الطريق إلى نبض الناس وتعرف كيف تكسر الحصار، تحمل الخبز والدواء لا خطابات ووعود، وبالحملات الجوّية عندما أُقفلت البوابات في وجه القوافل البرية.
تجسّد الهيئة في كلّ خطوةٍ معنى القيادة التي تترجم الوطنية إلى عطاء، والعروبة إلى شراكةٍ في الألم والأمل معًا.
من تحت الرايات الهاشمية خرجت قوافل الخير تحمل على أكتافها تاريخ دولةٍ آمنت بأنّ الإنسانية هي السياسة العليا، وأنّ فلسطين توأم الروح والمصير.
من عمّان إلى الأمة — نداء الضمير العربيّ
أيّها الأردنيون…
من وجدان الفرد إلى ضمير الأمة، العطاء ليس ترفًا، بل موقفٌ وطنيّ يعبّر عن معنى التضامن، لا يُقاس بما نملك، بل بما نشارك، ومن عمّان، بوّابة العروبة، نوجّه نداءنا:
الأمن الإنسانيّ لا يُجزَّأ، والكرامة العربية لا تُقاس بموازين القوى.
غزّة ليست وحدها، لأنّ في هذا الوطن قلوبًا تنبض بالعروبة، وأيادٍ تعمل بصمتٍ لتصنع الفرق، الأردن الصغير بمساحته، الكبير برسالته، يكتب اليوم بفعل أبنائه ملحمةً جديدة من الإيمان بالإنسان، ومن الكرامة التي لا تنكسر، فالعطاء الأردنيّ لا يسير على الطرقات فقط ... بل يصنع المعجزات.
لنُحوّل وجداننا إلى فعلٍ … وضميرنا إلى بيتٍ
نفتح باب التبرّعات لإنشاء مساكن في غزّة
من خلال الحملة "أحياء صمود"الشعبية الأردنية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية:
CliQ: ALLFORGAZA
بنك الاتحاد
IBAN: J043UBSI1030000040101659915102
"كلّ دينارٍ يُصرف في عمّان … يشيّد حجراً في جدار صمود غزّة"