facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قرار فصل 21 طالبًا بين الردع والإصلاح


شيرين العبادي
21-10-2025 04:00 PM

أثار قرار إحدى الجامعات الأردنية بفصل 21 طالبًا على خلفية مشاجرة جامعية، جدلًا واسعًا داخل الأوساط الأكاديمية والطلابية، بين من اعتبره خطوة ضرورية لحماية هيبة المؤسسة التعليمية وضمان بيئة آمنة، ومن رأى فيه إجراءً مفرطًا في الصرامة يهدد مستقبل الطلبة ويفتقر إلى البعد الإصلاحي.

القضية أعادت إلى الواجهة ملف العنف الجامعي، وهو ملف شائك يتكرر بين حين وآخر في الجامعات الأردنية، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة، ومدى فاعلية الحلول المعتمدة في الحد منها. فهل الردع وحده كافٍ؟ أم أن الإصلاح والتربية هما الطريق الأجدى لتجفيف منابع المشكلة؟

يرى مختصون في التربية أن العقوبة يجب أن تكون وسيلة للإصلاح لا أداة للإقصاء، مؤكدين أن الفصل النهائي، وإن بدا إجراءً حازمًا، قد يدفع الطلبة إلى مسارات أكثر خطورة، بدلًا من احتوائهم ومعالجة سلوكهم داخل الإطار الجامعي، ويقترح هؤلاء حلولًا بديلة تقوم على تعليق الدوام لفصل أو عام دراسي، مقرونًا ببرامج خدمة مجتمعية تسهم في تعزيز الوعي والانضباط والمسؤولية الاجتماعية.

ويشير أكاديميون إلى أن العنف الجامعي ليس ظاهرة أردنية محضة، بل هو تحدٍّ عالمي تعاني منه مؤسسات التعليم العالي في دول عدة، ويتطلب مقاربة شمولية تتجاوز العقوبات الإدارية إلى المعالجة التربوية والنفسية والاجتماعية، فالشباب في هذه المرحلة العمرية يتّسمون بالحماس والاندفاع، ما يستدعي توجيهًا وتربية على ثقافة الحوار واحترام القانون، لا الاكتفاء بالعقاب.

من جهة أخرى، يؤكد خبراء في الشأن القانوني أن تطبيق الأنظمة الجامعية يجب أن يتم بروح العدالة لا بروح الانتقام، بحيث يُراعى مبدأ التناسب بين الخطأ والعقوبة، وأن يبقى الهدف الأساس تصحيح السلوك لا الإقصاء الدائم. فالمؤسسة التعليمية التي تُعاقب دون أن تُصلح، تُخاطر بفقدان جوهر دورها التربوي والاجتماعي.

إن مراجعة قرار الفصل تمثل فرصة لإعادة النظر في آليات التعامل مع مثل هذه الحالات، والتفكير بنظام إصلاحي متكامل يوازن بين الحزم والإنصاف. فالحفاظ على هيبة الجامعة لا يتعارض مع منح الطلبة فرصة ثانية للتعلم والنضج، بل يعكس قوة المؤسسة وقدرتها على إدارة الأزمات بحكمة ومسؤولية.

إن بناء بيئة جامعية خالية من العنف لا يتحقق بالعقوبات وحدها، بل بنشر ثقافة الحوار، وترسيخ قيم المواطنة والانتماء، وتمكين الشباب من التعبير عن أنفسهم بطرق مسؤولة. فالتربية على التسامح ليست ضعفًا، بل هي قمة القوة التي تُخرّج أجيالًا قادرة على قيادة المستقبل بعقلانية ونضج.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :