facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءَة مُبكّرة في المستقبل السياسي لنتنياهو


أ.د أحمد بطَّاح
22-10-2025 06:00 PM

مع بداية النهاية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وفقاً لخطة الرئيس الأمريكي ترامب أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أنه سوف يترشح لرئاسة وزراء إسرائيل العم القادم 2026 مخالفاً بذلك توقعات كثيرين من المحللين السياسيين الذين اعتقدوا بأنّ نهاية الحرب سوف تكون أيضاً نهاية الحياة السياسية لنتنياهو حيث سينفرط عقد حكومته اليمينية المتطرفة، وقد ينتهي الأمر به في السجن بسبب الاتهامات الخطيرة المُوجّهة له بالفساد من قِبل المحاكم الإسرائيلية المختصة، ناهيك عن الاتهامات الخطيرة الأخرى المُوجهة له من قبل محكمة الجنايات الدولية التي صنفتّه كمجرم حرب مع وزير دفاعه السابق يوآف غالانت. 

وإذنْ فعلامّ يعتمد نتنياهو عندما يُعلن بأنّه سوف يترشح لرئاسة الوزراء بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في العام القادم 2026؟ 
إنه يعتمد في الواقع على جملة اعتبارات هامة لعلّ من أبرزها: 

أولاً: أن هناك انتخابات داخل حزبه "الليكود" ومن المتوقع ألا ينافسه أحد على زعامة هذا الحزب، ومعروف أنّ "الليكود" هو أكبر الأحزاب الإسرائيلية الآن، ويحظى بأكثرية المقاعد داخل البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، وقد أشارت الاستطلاعات الأخيرة التي أجريت في إسرائيل بعد وقف الحرب إلى أن من المتوقع أن يظفر الحزب بمقاعد أخرى، إضافةً على مقاعده الحالية. 

ثانياً: إذا وضعنا آراء عائلات الأسرى أو الرهائن الإسرائيليين وداعميهم جانباً فإنّ نتنياهو وفقاً لمعظم الاستطلاعات ما زال يحظى بشعبية مُعتبرة في إسرائيل، وهي بالقطع تفوق شعبية أقرانه زعماء الأحزاب الأخرى مثل: بينت، وغانتس، ولبيد، وليبرمان وغيرهم، وذلك عائد بالطبع إلى أن الإسرائيليين يعتقدون بأنّه حقق لهم انتصارات عديدة في الإقليم كضربه لحزب الله في لبنان، وتدميره لكثير من المنشآت الذرية الإيرانية، واستيلائه على معظم أراضي الجنوب السوري وقمة جبل الشيخ وهم يعرفون في الواقع بأنّه لم ينتصر انتصاراً "مطلقاً" على حماس في قطاع غزة، ولكنهم يغفرون له ذلك لأنهم يعرفون أنّ خطة ترامب سوف تحقق ذلك (نزع سلاح حماس، وإنهاء سلطتها في غزة)، كما أنهم يغفرون له حدوث السابع من أكتوبر في عهده حيث أنه تصرف بحزم و"ضرب أعداء إسرائيل" بقوة على جميع الجبهات السبع التي بدأت الحرب بها في أعقاب السابع من أكتوبر (غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، العراق، إيران، اليمن). 

ثالثاً: عدم وجود أيّة زعامات إسرائيلية منافسة له على الصعيد الداخلي، فجميع زعماء الأحزاب الحالية لا يُعتبرون بديلاً مقنعاً لنتنياهو الذي تمرّس بالسلطة أكثر من أيّ زعيم إسرائيلي آخر بما في ذلك مؤسس الدولة ديفيد بن غوريون، والذي عرف كيف يُدير اللعبة السياسية بدهاء يفتقر له أقرانه بوضوح، وقد أشارت معظم الاستطلاعات داخل إسرائيل حتى أثناء الحرب إلى تقدمه على غيره من الزعماء الإسرائيليين. 

رابعاً: دعم الولايات المتحدة له، وقد يكون ذلك عائداً إلى تماهي الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب مع توجهات اليمين الإسرائيلي الذي يمثله نتنياهو، وقد دل على هذا الدعم بوضوح "توسل" ترامب للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ أثناء خطابه في الكنيست الإسرائيلي من أجل إصدار "عفو" خاص عن نتنياهو فيما يتعلق بالقضايا التي تلاحقه بها المحاكم الإسرائيلية، كما دلّ عليه قبل ذلك تقديم الولايات المتحدة لدعم غير محدود وغير مسبوق له في حرب الإبادة والتجويع التي شنها على قطاع غزة. 

صحيح أن هناك بعض الخلافات بين ترامب ونتنياهو، ولكن هذه لم تكن لتُذكر مقارنةً بالدعم الهائل المُقدم من الأول للأخير، وقد كانت آخر الشواهد على هذا الدعم أن البنود الإحدى والعشرين التي اتفق عليها ترامب مع رؤساء الدول العربية والإسلامية تمّ تعديلها من قبل نتنياهو وبرضا ترامب بحيث أصبحت 20 بدلاً من 21، وقد كانت أخطر هذه التعديلات وأهمها ضرورة قيام دولة فلسطينية في المرحلة النهائية من مراحل تنفيذ خطة ترامب للسلام في قطاع غزة. 

إنّ دور الإدارات الأمريكية مهم ومعروف فيما يتعلق بالزعماء الإسرائيليين والسياسات الإسرائيلية، وغني عن القول أنّ الإدارة الأمريكية -وهو ما حصل تاريخياً- تستطيع حين تشاء "التأثير" على الوضع السياسي في إسرائيل وتنجيح بعض الساسة وتفشيل آخرين حسبما تقتضيه المصالح الأمريكية، ومن الواضح أنّ الإدارة الأمريكية الحالية بزعامة ترامب تلعب دور "المؤيد" وبقوة لنتنياهو، وهذا ما يعطيه أفضلية واضحة على غيره من الزعامات الإسرائيلية. 





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :