facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيران ومحاولة إعادة التموضع بمواصفات غربية


هزاع البراري
23-10-2025 12:40 AM

منذ دخول أمريكا كشريك فعلي في ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، تغيرت قواعد اللعبة الأممية اتجاه إيران، لم يعد ثمة خطوط غربية حمراء، ولم يعد التهديد والوعيد الإسرائيلي / الأمريكي مجرد خطابات أو أوراق ضغط فقط، بل صارت الاستباحة عنوان المرحلة، وهذا ما يفسر تشدد الترويكا لأوروبية اتجاه إيران في المفاوضات الأخيرة وتفعيل آلية الزناد، التي نتج عنها إعادة تفعيل العقوبات الأوروبية على إيران، في وقت تطلعت فيه إيران إلى إلغاء العقوبات أو تأجيلها على أقل تقدير، لكن تغير المعادلة الإقليمية غير كل شيء.

من المؤكد أن عوامل متعددة أوجدت هذه الحالة أو سرعت في بروزها، فلقد أزعجت المسيرات الإيرانية الفاعلة في الحرب الروسية الأوكرانية الغرب كثيرا، كما أن الدعم الإيراني للحوثيين الذين هددوا الملاحة الدولية في البحر الأحمر، قد كبد الغرب خسائر مالية باهظة، وأعاق انسيابية التجارة العالمية في مضيق باب المندب وقناة السويس، ناهيك مواصلة دعم حزب الله رغم تراجع فعالية هذا الدعم الإيراني بعد سقوط نظام الأسد، وانتخاب رئيس جديد في لبنان تعهد مع حكومته بنزع سلاح حزب الله، لكن المعادلة اللبنانية مازالت بالغة الصعوبة والتعقيد وإيران مساهم مؤثر في هذا التعقيد الداخلي اللبناني، كما أن الغرب الداعم لإسرائيل لن ينسى ما فعلته المسيرات والصواريخ الإيرانية في المدن الإسرائيلية، حتى وإن جاء ذلك في إطار الرد على الهجوم الإسرائيلي على المنشآت والمدن الإيرانية، أضف إلى ذلك ما تشير إليه بعض الوثائق والتقارير بعلاقة ما لإيران بمخطط 7 من أكتوبر.

إيران تعي كل ذلك، وتعرف أن قواعد الاشتباك السياسي والعسكري تغيرت، وأن أذرع إيران الرادعة لم تعد فعالة، بل ربما تحولت هذه الأذرع إلى عبئ على كاهل إيران، كما أن إيران أدركت باليقين السياسي أن الأسوأ قادم لا محالة، وأن تفعيل " آلية الزناد " مقدمة لتفعيل زناد الطائرات والصواريخ، لذا تحاول إيران إعادة التموضع بما يتفق مع المعايير الغربية، وهي تعمل على ذلك بالتزامن مع خطاب عالي النبرة لطمئنة الداخل والتخفيف من قلق الأذرع الخارجية، ولعل أهم مؤشرات ذلك تصريح جواد ظريف الذي وجه نقدا لاذعا لروسيا واعتبر التحالف معها حبرا على ورق، وألمح أن روسيا لم تقدم شيئا لإيران، ونحن نعرف أن جواد ظريف أبرز رموز النظام الإيراني، وأن تصريحا كهذا اتجاه حليف تاريخي واستراتيجي لم يكن زلة لسان، أو هفوة دبلوماسي عريق، بل هي رسالة تصل إلى مستوى يد تسحب من روسيا تمتد نحو الغرب، هو تصريح بدرجة بيان، وهو ما أثار غضب روسيا التي عبرت عن ذلك من خلال وزير خارجيتها سيرجي لافروف.

استدارة إيرانية كبيرة، أو خطوة تمهيدية كبيرة لهذه الاستدارة، وهي تنبئ بسلسلة من التحولات في العقيدة الإيرانية ما ظهر منها الآن فهو قليل، وما يتفاوض بشأنه في الخفاء كثير ومؤثر، فالساسة في النظام الإيراني يدركون عمق هذه التغيرات، ويدركون أن ما يجري من اتصالات من أجل إنهاء الحرب الروسية الأركرانية، ستكون عواقبة وخيمة على إيران، وأن روسيا تقدم المكاسب على الجبهة الأوكرانية على مستقبل تحالفها مع إيران، فأرادت إيران أن تسبق ذلك بخطوة تكون رسالة إيجابية للغرب، فبتقديري أن إيران غيرت أولوياتها، لم يعد الحصول على السلاح النووي أولوية ولا إدامة الأذرع الخارجية أولوية ولا التحالف مع روسيا والصين أولوية، الأولوية الآن في المحافظة على النظام الإيراني، ومحاولة الاستفادة من الدرس العراقي بعدم تكرار الحالة التي أفضت إلى سقوط نظام صدام حسين، وحتى تنجح في ذلك على النظام أن يغير من جلده وعقيدته، وأن يعيد تأهيل نفسه دوليا وإقليميا بمواصفات الغرب ومقاساته، وهذا بالطبع بالنسبة للغرب إذا تحقق أقل كلفة وأقل مخاطرا، من كلف تغيير النظام بالقوة، مع عدم القدرة على ضبط نتائج هذا التغيير القسري في إيران والمنطقة. إذا إيران تتهيأ للتغير من أجل سلامة نظامها، هل تنجح في ذلك؟ وهل يأخذ الغرب بيدها؟ الأشهر القادمة ستكشف كثيرا من هذه المعطيات.

"الرأي"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :