سؤال مُؤسف: هل تم أستدراج حماس إلى فخ مُميت؟
م. سليم البطاينة
23-10-2025 01:22 PM
ترددت كثيراً قبل ان اهم بالكتابة عن هذا الموضوع ،، وما سأكتبه سيشكل خروجاً عن المألوف في أطراب وإسعاد القراء ! لان الناس تحب من يستطيع ان يخدرها ، ويقول لهم ما يحبون !
لست ادري من أين ابدأ ؟ فـ الجُرأة هي أن تقول الحقيقة ولو كانت مُرة ،، وما أسعى له لا يتجاوز فكرة توسيع العدسة لقراءة عناصر أخرى لم ترصد من قبل ! وغايتي من هذا المقال هو تسطير خطوط أرسمها من بعيد لبعيد علّها تفتح نقاشاً جرئياً حول المغامرة الإنتحارية والحصيلة الصفرية لحرب غزة ، التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الأبرياء، وتدمير شبه كامل لقطاع غزة.
ومهما كتبنا وتكلمنا بلسان الحقيقة فلن يتغير شيئاً ! وليس من السهل ان تكون جرئياً عندما تكون الأمور معقدة ! فـ كل صفحات أوراق الارض لو امتلأت كلمات كي تعبر ، فلن تكفي ما حصل من إبادة ومجازر ودمار لغزة وسكانها ، يَصعب وصفها او اختزالها في كلمات أو صور منذ ثمانية عشر شهراً.
وقبل الذهاب الى تفاصيل لا زالت غامضة ! لابد لنا ان نسأل : هل فعلاً حماس سقطت في فَخٍّ نُصب لها لتصفية القضية الفلسطينية ! وتم استدراجها وجرّها إلى مواجهة عسكرية غير متكافئة لاستكمال حلقات المشروع الصهيوني في محو الهوية الفلسطينية وطمس تراثها الوطني.
في العادة وعند حدوث كل حدث مفصلي خطير ، يُطرح سؤال : من المستفيد ؟ وهو ما فجر أسئلة عديدة في الأذهان : هل حماس أغفلت التوازن ولم تكن تدرك التفوق العسكري والتفكك العربي ! ولم تضع في حساباتها الكلفة الباهضة لمصير الأبرياء من الأطفال والشيوخ والأمهات وعدم قدرة أهالي قطاع غزة على التحمل ؟
ألم تعلم حماس واخواتها ان التاريخ الطويل للصراع العربي الإسرائيلي كان دوماً يخضع لموازين القوى ، ولا يدور في الفراغ ! وان مواصلة التضحيات بلا عوائد سياسية ، او حتى أُفق سياسية لتسوية متوازنة هو استنزاف للفلسطينين وحدهم دون غيرهم !
وان ثمن المغامرات الإنتحارية سيدفع ثمنه الأبرياء العُزّل !
المشهد لم يحدث من قبل ! ومن أدرك حقيقة غير هذه فليأت بها وبأيّة لغة يريد أو صورة ! إسرائيل ماضية في مشروعها التوسعي ، ورسم جغرافيا سياسية جديدة على مرأى العالم أجمع ! ومخططها محكوم في إطار حرث أرض غزة كاملة ومخيمات الضفة الغربية ، وتهجير الفلسطينين الى وطن آخر بديل !
هل يريد الناس ان يصغوا الى الحقيقة ؟ دعك من التصريحات ، وأروي القصة كما هي بعيداً عن العواطف والمشاعر وطريقة استخدام الكلمات !
العناد القاتل هو الذي أدى الى تفاقم كارثة الإبادة ! وهو الذي تسبب في دمار غزة بالكامل ! وهو الذي جعَل من غزة مكان غير صالح للعيش ! فبعد أيام من بدء الحرب استيقظ الكثيرون على حجم الدمار الهائل ، وبدأوا يعيدون رويتهم وتقييمهم لتلك المغامرة الإنتحارية وتداعياتها الغير محسوبة العواقب ! ووجدوا ان حماس تفاوض إسرائيل على العودة الى ما كانت عليه الأوضاع قبل ٧/ اكتوبر ! بإطلاق مئات الاسرى في سجون الاحتلال مقابل ازهاق آلاف من المدنيين الأبرياء ! وإضعاف أضعافهم من الجرحى والمعاقين والمفقودين !
غزة هي الجرح في القلب العربي الذي لم يشف أبدا ،، ورغم ما يبدو من سوداوية القادم ، علينا ان نعرف ان غزة واهلها الشرفاء علمونا الكثير الكثير من الدروس ،، علّنا نفهم ونتعلم ونَصحوا !
بالتأكيد حماس اخطأت التقدير بالنظر إلى الفاتورة المكلفة التي تكبّدها أهالي غزة ،، وتتحمل المسؤولية الجسيمة في خوضها معركة دون تفكير في عواقبها وانعكاساتها على المدنيين ! باستغلال معاناتهم كورقة سياسية.
بات الجواب واضحاً ،، الحقيقة لا تناسب أحداً ! فليفرح من هلّل وكبر ! وليرفع إصبع النصر من عاند وكابر ! وأودى بغزة وأهلها الى الهلاك.