facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك يكتب فصلاً في كبرياء الشعب الأردني


محمد الحباشنة
31-10-2025 02:16 PM

في مشهدٍ يختبر الذاكرة الوطنية ويمتحن أخلاق المسؤولية، تطلّ بين حينٍ وآخر أصوات من بعض رؤساء الحكومات السابقين أو المسؤولين الحاليين الذين تجرؤوا على انتقاد المواطن الأردني وكأنهم يتحدثون عن كائنٍ طارئ على هذه الأرض، لا عن الإنسان الذي صنع تاريخها وحمل أعباءها وصان كرامتها.

تُقال التصريحات بخفةٍ مؤذية، وبنبرةٍ تنمّ عن استعلاءٍ يبعث على الأسف، كأن الأردني هو السبب في الإخفاقات، لا من تحمل عواقبها منذ عقود بصبرٍ ووفاءٍ وصمت النبيل الشريف.

لكن ليت هؤلاء يدركون أن صوت الملك وحده هو المعيار، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني حين يتحدث عن الأردني، فإنه يتحدث عن الشريك لا عن المتهم، عن الإنسان الذي ينهض كل صباح ليبني لا ليهدم، عن الجندي والمعلم والعامل والطالب والأم والأب الذين ينهض بهم الوطن لا على حسابهم.

في كل خطابٍ ملكيٍّ تتجلى رؤية العدل والاحترام، إذ يُخاطَب الأردني بصفته قيمةً وذخيرةً وكرامةً لا تمسّ، أما أن يأتي بعض من تقلّدوا أرفع المناصب ثم يوجّهون سهامهم نحو الناس، فذلك انحرافٌ عن خطّ القيادة، وسقوطٌ في امتحان الوفاء للوطن وأهله.

الأردني لم يكن يومًا عبئًا على الدولة، بل هو من شيّد بنيانها، ووقف عند كل نداءٍ لها، ودفع من رزقه وأعصابه وعرقه وأحلامه وطموحات عمر شبابه ثمن بقائها متماسكةً وسط ضيق الظروف.

هو الذي صبر حين أخطأ السياسي، وتحمّل حين تراجع الاقتصادي، وأطاع حين أمر القائد..فمن ذا الذي يملك بعد ذلك أن يُحاكم صبره أو يستخفّ بحلمه.

ما قاله الملك عن الأردنيين ليس مدحًا عابرًا، بل عقيدةُ حكمٍ ونهجُ دولة "كل أردني وأردنية موضع فخر واعتزاز" بهذه العبارة اختصر جلالته فلسفة القيادة الهاشمية في احترام الإنسان وصون كرامته، فكيف يتجرأ مسؤول أن يناقض هذا النهج، أو يتعالى على من أقسم أن يخدمهم.

ليت من يعتلي المنبر يتذكر أن المسؤولية ليست سُلطة على الناس بل أمانة لهم ،وأن الشعب الذي صبر ووفى، لا يُلام بل يُكافأ ولا يُنتقد بل يُحتفى به، فمن انتقد الأردني انتقد روح الوطن ذاتها، واصطفّ في المكان الرديء من التاريخ.

ختامًا:
الأردن ليس مؤسسات فحسب، بل وجوه الناس وعرقهم وأحلامهم وطموحاتهم ودماؤهم التي نذروها لكرامته.. والحكمة ان فهم هذه المعادلة هو من يبني دولة، أما من يستخفّ بالشعب فسيسقط من عين الشعب والدولة.

وسيظل صوت الملك وحده هو النغمة التي تليق بسمعة الأردن وكرامة أبنائه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :