مقالات تشبة صواريخ سكود * خالد سامح
26-08-2011 11:29 PM
تماماً كصواريخ سكود ( بقايا من نفايات الجيش السوفييتي) ، تافهه جدا، لا تصيب الهدف ولا تترك أثراً، يستخدمها اليائسون قبيل سقوط عروشهم ، رأينا صدام حسين يضرب بها الكويت قبل سقوط حكمه بأيام ، وتابعنا فلول جيش القذافي وهو يطلقها على معاقل الثوار قبل دخولهم المجيد الى ( باب العزيزية)،...هنا لا أتحدث عن نوع آخر حقيقي من الصواريخ، بل أقصد تلك المقالات التي يكتبها بعض الكتاب ( الأردنيين) في نصرة نظام آل الأسد المترنح في الشام، نقرأها فنشعر بالعار بقدر ما نشعر أيضاً بقرف وتقزز من حفنة ( متثاقفين) إحترفوا الاسترزاق على أبواق الطغاة والمتاجرين بقضايا الأمة بإسم المقاومة والممانعة المزعومتين، نفتش بين السطور لا نجد أي دعوة لإنقاذ البلاد والعباد من دكتاتورية متوحشة ومن فساد طالما إحتشدوا في ساحات عمّان خلال الشهور الماضية من أجل إسقاطه، لا نجد تلميحاً ( وهم خطباء المقاومة ومنظريها الأشاوس) لجبهات مغلقة منذ العام 1973 ، لا نقرأ ولو تأسف خجول على آلاف الأرواح التي تزهق يومياً في شوارع دمشق وحلب واللاذقية ودور الزور وحمص وحماه والبوكمال وغيرها من مدن وأرياف وبوادي سوريا الحبيبة التي فيها أهلنا وعزوتنا وعمقنا التاريخي والحضاري.
نعم أكتب الآن، بعد أشهرٍ من إستطلاع صحفي أعددته حول موقف المثقفين الأردنيين مما يجري في سوريا، أتهمت وقتها وكغيري من آلاف الصحفيين العرب بأننا جزء من ( اللنيوليبرالية الجديدة) والمخطط الأمريكي-الصهيوني... ، ليس لدي الكثير لأقوله، فقد سبقني المئات ممن هم أعمق وأطول خبرةً وإطلاعاً على الشأن العربي، كتاباً ومثقفين ومفكرين، عروا في مقالاتهم حقيقة ما يجري في قلب العروبة النابض، وتهافت بعضاً من زملائهم على إسترضاء أنظمة القمع والوحشية والتغني بأمجادها وبطولاتها المزعومة، وخطابها السياسي الذي لم يقتل وعلى مدى أربعين عاماً ذبابة – كما قال الراحل الكبير نزار قباني-.
نعم لقد قيل الكثير ..الكثير، لكن أسئلة لم يطرحها أحد حتى الآن، لو سقط نظام الحكم في دمشق، هل يمكن لهؤلاء المنافحين عنه أن يزورا سوريا الحرة مرةً أخرى؟ ماذا لو إلتقوا بزملائهم الكتاب والمثقفين الذين قمعوا على مدى سنوات من أمثال :الطيب التيزيني و ميشيل كيلو ونجاتي طيارة وفراس سعد وفايز سارة وهيثم المالح وعلي فرزات وغيرهم ؟؟، كيف سيكون اللقاء ياترى؟ وكيف سيبررون العلاقة الحميمة التي ربطتهم بجلاديهم على مدى أربعين عاماً؟ هل يقولون مثلاً أننا لم نصدر بيان تضامن معكم لأنكم لم تصدروا بيان مماثل بعد أحداث (دورا الداخلية)؟؟، أو ربما برروا دفاعهم بإستماتة عن بشار الأسد بالتصدي لما يسمونه ( المؤامرة)؟؟ ، صراحةً، أنا لا أتصور أي سيناريو لمثل ذلك اللقاء، لأني أرفض أصلاً فكرة أن تطأ أقدامهم أرض سوريا مرةً أخرى، وأن يتجولوا في سوق الحميدية وساحة المرجة وأحياء القابون والقدم والميدان وقلعة حلب وساحة العاصي ، أو أن يزورا مثلاً أهلهم وأقربائهم الذين فروا من جحيم الصهاينة الى مخيمات اليرموك والرمل حيث( دفء أحضان) نظام (الممانعة والصمود)وشبيحته....لا أتصور كل ذلك، هل يجول بخاطركم تصوراً ما للمشهد؟؟ أجيبوني رجاءً.