من هو عدو العرب ومن صديقهم؟ بمقياس الشعوب
د. بركات النمر العبادي
04-11-2025 11:09 AM
في عالم تختلط فيه المواقف وتضيع فيه البوصلة بين مصالح الدول وتحالفات النخب ، تظلّ الشعوب العربية بحاجة إلى معيار قيمي ثابت يميز بين من يقف معها ومن يقف ضدها ، فالسياسة متقلبة، والأنظمة قد تغيّر مواقفها تبعًا للضغوط، لكن القيم لا تخون ، ووعي الشعوب لا يُشترى.
العدو: من يعتدي على الكرامة ويغتصب الأرض
منظورًا إلى التجربة التاريخية ، فإن العدو الأول للأمة العربية هو كل من اعتدى على فلسطين ، لأن فلسطين ليست مجرد قطعة أرض ، بل محراب الكرامة وامتحان الصدق. يقول المفكر إدوارد سعيد: «قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحده م ، بل هي معيار يُقاس به شرف الأمة كلها قضية فلسطين، 1979.
وعليه ، فإن الكيان الصهيوني ومن يسانده في مشروعه الاحتلالي والتوسعي ، يظل العدو المركزي للعرب ، ليس فقط لأنه اغتصب الأرض ، بل لأنه يسعى إلى محْو الهوية وتفكيك الروابط العربية-الإسلامية عبر اختراق النخب وتطبيع بعض الأنظمة.
الصديق: من يحفظ العهد ويدافع عن الحق
أما الصديق الحقيقي للعرب، فهو كل من يقف مع حقوقهم العادلة ، ويدعم استقلال إرادتهم ، ويرفض المساومة على قضاياهم المركزية. الصديق لا يُقاس بكثرة الشعارات ، بل بمقدار التزامه بالعدل، قال الفيلسوف مالك بن نبي: «لا يمكن لأمة أن تكون حرّة إذا كان أصدقاؤها يبيعونها في كل سوق شروط النهضة، 1948.
الصديق إذن هو من يؤازر الشعوب لا الأنظمة، من يقف مع فلسطين لأنها رمز للحق ، لا لأنها ورقة للمساومة السياسية. قد يكون هذا الصديق دولة ، أو حركة شعبية، أو حتى أفرادًا أحرارًا في أصقاع الأرض ، يرون في العدالة قيمة إنسانية مشتركة.
المعادلة القيمية للشعوب العربية
يمكن صياغة معادلة بسيطة ولكن عميقة:
• العدو: كل من يعتدي على الكرامة العربية ، يشارك في احتلال فلسطين ، أو يساند المشروع الصهيوني مباشرة أو عبر التطبيع والخذلان.
• الصديق: كل من ينصر قضايا العرب العادلة ، يحترم إرادتهم ، ويقف مع فلسطين باعتبارها قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية.
بهذه المعادلة، لا يعود تحديد الموقف خاضعًا لمصالح النخب المتقلبة ، بل لوعي الشعوب وقيمها الثابتة.
إن وعي الشعوب العربية هو السور الأخير الذي يحمي القيم من الانهيار ، فالنخب قد تُطبع ، وقد تساوم ، وقد تبيع ، لكن الشعوب تظل تحفظ ذاكرة التاريخ وتعرف أن العدو من يغتصب الأرض ، وأن الصديق من يحفظ العهد ، وبهذا يصبح المعيار واضحًا: فلسطين هي الميزان ، ومن يقف معها فهو صديق، ومن يتنكر لها فهو عدو ، مهما تلونت شعاراته أو ادّعى القرب ، مهما كانت الديانة او الطائفة .
حمى الله الوطن وسدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه