facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من هو عدو العرب ومن صديقهم؟ بمقياس الشعوب


د. بركات النمر العبادي
04-11-2025 11:09 AM

في عالم تختلط فيه المواقف وتضيع فيه البوصلة بين مصالح الدول وتحالفات النخب ، تظلّ الشعوب العربية بحاجة إلى معيار قيمي ثابت يميز بين من يقف معها ومن يقف ضدها ، فالسياسة متقلبة، والأنظمة قد تغيّر مواقفها تبعًا للضغوط، لكن القيم لا تخون ، ووعي الشعوب لا يُشترى.

العدو: من يعتدي على الكرامة ويغتصب الأرض

منظورًا إلى التجربة التاريخية ، فإن العدو الأول للأمة العربية هو كل من اعتدى على فلسطين ، لأن فلسطين ليست مجرد قطعة أرض ، بل محراب الكرامة وامتحان الصدق. يقول المفكر إدوارد سعيد: «قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحده م ، بل هي معيار يُقاس به شرف الأمة كلها قضية فلسطين، 1979.

وعليه ، فإن الكيان الصهيوني ومن يسانده في مشروعه الاحتلالي والتوسعي ، يظل العدو المركزي للعرب ، ليس فقط لأنه اغتصب الأرض ، بل لأنه يسعى إلى محْو الهوية وتفكيك الروابط العربية-الإسلامية عبر اختراق النخب وتطبيع بعض الأنظمة.

الصديق: من يحفظ العهد ويدافع عن الحق

أما الصديق الحقيقي للعرب، فهو كل من يقف مع حقوقهم العادلة ، ويدعم استقلال إرادتهم ، ويرفض المساومة على قضاياهم المركزية. الصديق لا يُقاس بكثرة الشعارات ، بل بمقدار التزامه بالعدل، قال الفيلسوف مالك بن نبي: «لا يمكن لأمة أن تكون حرّة إذا كان أصدقاؤها يبيعونها في كل سوق شروط النهضة، 1948.

الصديق إذن هو من يؤازر الشعوب لا الأنظمة، من يقف مع فلسطين لأنها رمز للحق ، لا لأنها ورقة للمساومة السياسية. قد يكون هذا الصديق دولة ، أو حركة شعبية، أو حتى أفرادًا أحرارًا في أصقاع الأرض ، يرون في العدالة قيمة إنسانية مشتركة.

المعادلة القيمية للشعوب العربية

يمكن صياغة معادلة بسيطة ولكن عميقة:

• العدو: كل من يعتدي على الكرامة العربية ، يشارك في احتلال فلسطين ، أو يساند المشروع الصهيوني مباشرة أو عبر التطبيع والخذلان.

• الصديق: كل من ينصر قضايا العرب العادلة ، يحترم إرادتهم ، ويقف مع فلسطين باعتبارها قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية.

بهذه المعادلة، لا يعود تحديد الموقف خاضعًا لمصالح النخب المتقلبة ، بل لوعي الشعوب وقيمها الثابتة.

إن وعي الشعوب العربية هو السور الأخير الذي يحمي القيم من الانهيار ، فالنخب قد تُطبع ، وقد تساوم ، وقد تبيع ، لكن الشعوب تظل تحفظ ذاكرة التاريخ وتعرف أن العدو من يغتصب الأرض ، وأن الصديق من يحفظ العهد ، وبهذا يصبح المعيار واضحًا: فلسطين هي الميزان ، ومن يقف معها فهو صديق، ومن يتنكر لها فهو عدو ، مهما تلونت شعاراته أو ادّعى القرب ، مهما كانت الديانة او الطائفة .

حمى الله الوطن وسدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :