facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"انفتاح المدرسة والجامعة على الأهل" حوارية بملتقى النخبة


04-11-2025 10:40 PM

عمون - أقيمت ندوة ضمن حوارات ملتقى النخبة (Elite) الثلاثاء، بعنوان: «هل انفتاح المدرسة والجامعة على الأهل.. تجاوز أم مسؤولية؟».

وشهد الحوار نقاشًا ثريًّا بين المشاركين حول حدود العلاقة بين المؤسسات التعليمية والأسر، ودور كل طرف في دعم العملية التربوية وتطوير بيئة التعليم، إلى جانب تسليط الضوء على التحديات التي قد ترافق هذا الانفتاح وسبل تحويله إلى شراكة مسؤولة وبنّاءة.

لم يكن المشهد غريباً.. حين جلس الطالب على الرصيف بجانب حقيبته.. بل الغرابة كانت في جوابه.. حين سأله أحدهم عن سبب عدم ذهابه إلى المدرسة.. فقال بهدوءٍ كأن الأمر عادي.. أنا مفصول.. ثم أضاف بخجلٍ أكثر عمقاً.. أهلي لا يعلمون.. فإن علموا سيقطعون عني المصروف..

وفي زاوية أخرى من الحكاية.. كانت عائلة تحتفل بخريجٍ مزعوم.. تجهز له الحفل والهدايا.. وتستعد لتفاخر به أمام الأقارب والجيران.. بينما هو في الحقيقة غارق في الرسوب.. معدله في أدنى الدرجات.. وقد بنى قصراً من الوهم.. لأن الجامعة لم تُطلع ذويه على واقعه الحقيقي.. من هنا يبدأ الحوار.. هل من حق المدرسة.. أو الجامعة.. أن تُخفي عن ذوي الطالب تفاصيل غيابه وفصله ومستواه؟!.. وهل مبدأ الخصوصية يُقدَّم على مبدأ المسؤولية؟!..

إننا اليوم أمام معادلةٍ تتشابك فيها الجوانب التربوية والاجتماعية والقانونية.. وتستحق أن تُناقش بعمقٍ ومسؤولية.. ونقيم هذا الحوار لا لنبحث عن إجابات جاهزة.. بل عن وعيٍ جمعي.. يعيد تعريف العلاقة بين البيت والمؤسسة التعليمية.. وبين الثقة والرقابة.. وبين الحب والمحاسبة..

- هل يُعد إطلاع الأهل على وضع أبنائهم الدراسي والالتزامي.. أمراً إيجابياً يعزز التربية والمسؤولية المشتركة.. أم أنه تدخلٌ في خصوصية الطالب وحقه في الاستقلالية؟!..
- ما هو الإطار القانوني الذي يحدد العلاقة بين المؤسسة التعليمية وولي الأمر.. وهل هناك نصوص واضحة تُلزم المدرسة.. أو الجامعة بإعلام الأهل عن أي خلل أو تقصير؟!..
- من الناحية الاجتماعية والتربوية.. هل معرفة الأهل بكل التفاصيل.. تساعد في تصويب المسار.. ودعم الطالب نفسياً وتعليمياً.. أم أنها قد تُسبب ضغطاً نفسياً.. يؤدي إلى نتائج عكسية؟!..
- في ضوء التطور التقني ووجود أنظمة إلكترونية للمتابعة.. هل من واجب الأهل المطالبة بوسائل تواصل وتفاعل مباشرة مع المدرسة والجامعة.. أم أن المسؤولية تقع على المؤسسة لتوفيرها دون طلب؟!..
- هل يمكن وضع معادلة توازن بين حق الأهل في المعرفة.. وحق الطالب في الخصوصية.. بحيث تُصان الثقة.. دون أن تضيع الحقيقة؟!..



*البروفيسور صالح الشرايعة تحدث عن الأمر من خلال تجربته الشخصية.. وكيف أدارها

إن سمعة التعليم العالي في وطننا الحبيب تتعرض لتحديات كبيرة. في خضم سعي إدارات الجامعات للنهوض بالبنية التحتية، والتي تُعد الركيزة الأساسية لتوفير بيئة تعليمية ناجحة، كما نشهد في الثورة التنموية للجامعة الأردنية على سبيل المثال؛ أصبح لزاماً علينا الالتفات إلى الجانب الآخر المتمثل في إشراك أولياء أمور الطلبة لاستكمال العملية التعليمية.

هذا الإجراء لا يُعد انتهاكاً لاستقلالية الطالب أو خصوصيته، بل هو شراكة داعمة، شريطة وضع ضوابط وإرشادات واضحة من قِبَل مجالس حوكمة الجامعات لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. نحن نسعى لتفادي المفاجآت الصادمة التي قد يواجهها الأهل بعد سنوات من اعتقادهم بمواظبة أبنائهم، وهي حالات مؤسفة شهدتُها في عملي وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى تفكك أسري كامل.

وتأكيداً لذلك، اسمحوا لي أن أسرد تجربتي كعميد لفرع الجامعة الأردنية في العقبة: بعد فصل دراسي، أظهرت دراسة داخلية توقعات بتدني التحصيل الأكاديمي لبعض الطلبة. قمنا بوضع خطة شملت إقامة دورات تقوية للمواد التالية، تلاها حفل تكريم دعونا إليه أولياء الأمور لتشجيع أبنائهم وتبيان مواطن القوة والضعف. بتكرار هذه العملية كل فصل، وخلال سنتين، لم يسجل أي طالب معدلاً أقل من 2.0.

إن شعور الطالب بأن الإدارة والأسرة مهتمون به ويسعون لتشجيعه وتوجيهه، يوقد لديه دافعاً قوياً ليكون عند حسن ظنهم، وبالتالي يرتفع مستوى تحصيله بشكل ملحوظ.





*البروفيسور نجيب أبو كركي رئيس جامعة الحسين بن طلال سابقا والاستاذ في الجامعة الأردنية.. اختصر وجهة نظره بالآتي:

يحتاج الطالب بكافة مراحل الدراسة الى التحفيز والتوعية والتوجيه السليم بالحوار والاقناع كشريك مهتم و متفاعل وليس كمتلقي وحسب وبالاسلوب الذي يعزز شخصيته ويشعره باهميته واهمية ما ينتظر منه في المنظومة التعليمية التي تعنى به و بالمحصلة ببناء الوطن. كي يعم النجاح والفلاح ثمة حاجة ماسة لتعزيز ان يكون المعلم بمركز القدوة للطالب مما يتطلب العناية بهذه القدوة والحرص على تمكينها من ان تكون قدوة حسنة. نحتاج للصدق و الاهداف الواضحة المتطورة التي تتناسب وتتناغم مع مجتمعنا وموروثه العظيم. دون انغلاق ولا انسيابية مطلقة.




*اللواء المتقاعد الدكتور المهندس هشام خريسات.. وضع وجهة نظره في هذه النقاط:

عطفا على النقاش حول الموضوع ستكون مداخلتي على شكل اضاءات سريعة..


١. أرى ان انفتاح المدرسة بالتحديد على الاهل ليس ترفا او رفاهية بل هي ضرورة تربوية اجتماعية خصوصا في هذا الوقت ومع الجيل الحالي ..
٢. اما بالنسبة للجامعات لا أرى ذلك ضرورة ملحة لكن يمكن ان يكون له اشكال وطرق غير مباشرة للتواصل..
٣. من المهم للجامعة والمدرسة إدامة التواصل من خلال تطبيقات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي (الشراكة الذكية المبنية على التواصل الرقمي التكنولوجي) والذي تعمل على تسهيل العديد من مناحي الحياة ومنها التواصل مع القطاع الاكاديمي.
٤. يمكن ان يكون الهدف من التواصل ليس اكاديميا بحتا فقط بل المتابعة السلوكية والنفسية والسمات الشخصية والقيادية لدى الطلبة للعمل والتعاون المشترك في سبيل التصويب قبل فوات الاوان.
٥. يجب المحافظة على الخصوصية ووضع ضوابط وحوكمة للتواصل الامن الفعال.
٦. يجب مراعاة الفوارق الطبقية والمعيشية لانه ليس جميع الاهل لديهم المقدرة على ادامة التواصل بسبب الترابط الاسري او الوضع المالي والمادي احيانا.
٧. ألا يكون التواصل أداة للتأثير على الجوانب الاكاديمية يمارسة الطرف الاقوى بل هو متابعة مجتمعية وعلاقة تشاركية ما بين المدرسة والاهل .
٨. أؤكِّد على ان يكون التواصل منظم بضوابط ويساهم في التطوير التربوي وزيادة الدافعية والانضباط السلوكي لدى الطلبة ..
٩. يمكن ايجاد طرق مستحدثة بالاطلاع على التجارب في الدول الاخرى للمسؤولية المجتمعية للمدارس من خلال ورش العمل والندوات والنشاطات التي تركز على الجانب الانساني وليس الاكاديمي فقط .
١١. ان يكون الهدف الاسمى من التواصل هو لتعزيز القيم المجتمعية القائمة على ضبط السلوك والارتقاء بجميع مفردات العملية التربوية..





*النائب السابق واستاذ العلوم السياسية الدكتور هايل ودعان الدعجة.. كانت مداخلته كما يلي:

متابعة الاهل لابنائهم في المدرسة والوقوف على مستواهم التعليمي وحتى السلوكي ، مسألة صحية وتنم عن حرص على ابقاء الابناء في دائرة الاهتمام والمراقبة بما يعود عليهم بالنفع وتحقيق الغاية من ذهابهم الى المدرسة وهي ظاهرة محمودة على اي حال بحيث يشعر الابناء من خلالها انهم تحت مراقبة الاهل مما يجعلهم اكثر حرصا على التعلم وتحقيق النتائج المتقدمة . دون ان نغفل طبيعة العلاقة ما بين الاهل والابناء ، والتي يفترض ان تكون قائمة على اسس تربوية سليمة يحكمها الاحترام والانضباط والحزم والثواب والعقاب ويحسب فيها الابناء حسابا للاهل بما يعكس بيئة منزلية صحية ، قادرة على استثمار البيئة المدرسية في تحقيق نتائج تربوية وتعليمية ايجابية من شأنها الاسهام في تحقيق مستقبل الابناء .


اما فيما يخص متابعة الاهل للابناء في الجامعة ، فلا ارى انها مسألة عملية كون الطالب انتقل الى مرحلة جديدة اساسها الاعتماد على الذات وتعزيز الثقة بالنفس وبناء الشخصية وصقلها . إذ لا يمكننا تصور متابعة الاهل للابناء في هذه المرحلة ، لا بل فربما يكون لها عواقب سلبية على نفسية الابناء وشخصيتهم وتكوينهم .. ثم وهذا الاهم .. ما هي الاليات او الوسائل التي يمكن للاهل من خلالها متابعتهم بالجامعة ؟.


وعليه .. فان البيئة المناسبة والصحيحة لمتابعة الابناء في تعليمهم وتربيتهم وسلوكهم هي البيئة المدرسية وليس الجامعية التي تمثل مرحلة متقدمة في شخصية الفرد اساسها الثقة والاعتماد على الذات.





*الدكتور الصيدلاني ايمن هاني خريسات.. أوجز رأيه كما يلي:

حقيقة موضوع مهم جدا .. التربية تبدأ من البيت والتعليم واقعا يبدأ من المدرسة الى الجامعة.

وحقيقة في الاردن هناك شغف واضح بالتعليم رغبة بالحصول على المؤهل، لكن هل من حصل على المؤهل تعلم؟

مخرجات التعليم هي محصلة التربية والتعليم لكن واقعنا زخم بالمؤهلات وضعف واضح بالمخرجات سببه الزحام بساحات المدارس والجامعات وعزوف عن الدخول لقاعات المحاضرات.





*الدكتور محمد جرار آل خطاب من جامعة الحسين بن طلال كانت وجهة نظره كما يلي:

هل انفتاح المدرسة والجامعة على الأهل تجاوز... أم مسؤولية؟
في زمن تتسارع فيه مفاهيم الحرية والخصوصية، يبرز سؤال جوهري: هل من حق الأهل أن يعرفوا تفاصيل وضع أبنائهم الدراسي والسلوكي، أم أن هذا انتهاك لخصوصيتهم؟
من الناحية التربوية، لا شك أن اطلاع الأهل على واقع أبنائهم يعزز المسؤولية المشتركة، ويمنع كثيرًا من حالات التراجع أو الانقطاع الصامت التي نسمع عنها اليوم... فكم من طالبٍ غاب أو فُصل أو فشل، لأن المدرسة التزمت الصمت احترامًا لخصوصيته، بينما كان البيت يعيش وهم الاطمئنان!
القضية ليست في نقل المعلومات فحسب، بل في بناء الثقة بين المؤسسة التعليمية والأسرة، فالمعرفة لا يجب أن تتحول إلى رقابةٍ خانقة، ولا الخصوصية إلى جدارٍ من العزلة.
قانونيًا، يختلف الموقف بين المدرسة والجامعة، لكن تظل المسؤولية الأخلاقية قائمة: فالتعليم ليس سلعة، بل شراكة تربوية تتطلب تواصلًا صادقًا ومنتظمًا.
إن الانفتاح المسؤول على الأهل ليس تجاوزًا، بل هو استثمار في وعي الطالب نفسه، حتى يتعلم أن الحرية لا تعني الانفصال، وأن الاستقلال لا يتحقق إلا في ظل الثقة والشفافية.
فحين تصمت المدرسة والجامعة باسم الخصوصية، وتغيب الأسرة باسم الثقة، يكون الخاسر الأكبر هو الطالب ... والجيل بأكمله.

الحل المقترح:
الحل لا يكون في كسر الخصوصية، ولا في تجاهل مسؤولية الأهل، بل في وضع إطار واضح للتعاون بين المدرسة أو الجامعة والأسرة، يقوم على ثلاثة

مبادئ:
أولا: الشفافية المنظّمة: أن تعتمد المؤسسات التعليمية أنظمة تواصل إلكترونية أو دورية تُطلع الأهل على مؤشرات الأداء والالتزام، دون خوض في تفاصيل شخصية لا لزوم لها.
ثانيا: الشراكة التربوية: عقد لقاءات دورية تجمع المربين بالأهالي لمناقشة التحديات العامة وأدوار كل طرف، بدل أن يكون التواصل موسميًا أو عند وقوع المشكلات فقط.
ثالثا: التربية على الثقة: أن يُربى الطالب على أن المشاركة لا تعني الوصاية، والسؤال لا يعني عدم الثقة...وأن الأهل حلفاء في نجاحه، لا سلطة تراقبه.
بهذا التوازن، نحفظ خصوصية الطالب، ونؤدي في الوقت ذاته واجب المسؤولية المشتركة، لتبقى المدرسة والجامعة والبيت أطرافًا في منظومة واحدة لا تتنازع، بل تتكامل من أجل بناء إنسانٍ مسؤولٍ وواعٍ.





*المستشار فيصل تايه خبير تربوي.. كانت مداخلته كما يلي:

من خلال خبرتي الميدانية التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما، أود القول : عندما نتحدث عن انفتاح المدرسة والجامعة على الأهل، فنحن لا نتحدث عن إجراء إداري، بل عن منظور تربوي يعكس فلسفة المجتمع تجاه التربية ، فالعلاقة بين البيت والمؤسسة التعليمية ليست علاقة (تبليغ واستقبال)، بل علاقة تشاركية تقوم على الوعي المتبادل بالغاية التربوية ، اذ اننا وفي بناء جيل متوازن، لا بد أن نأخذ بالاعتبار ان يكون الانفتاح بين الطرفين ضرورة ، لكنه في الوقت ذاته يحتاج إلى ضبط في المفاهيم والحدود، لأن أي انفتاح غير منضبط قد يتحول إلى تدخل، وأي انغلاق مطلق قد يصبح قطيعة تربوية ، فالمدرسة حين تفتح قنواتها للأهل، فإنها تفتحها لمصلحة الطالب أولا، لأن مشكلاته الأكاديمية والسلوكية تمتد من البيت الى المدرسة والعكس صحيح ، لكن الإشكالية تظهر حين تتحول المشاركة إلى وصاية، أو حين تفقد الثقة المتبادلة توازنها، فيبدأ كل طرف بالنظر إلى الآخر بعين الشك لا بعين الشراكة ، لذلك، فان التربية المعاصرة تنادي بما يسمى "الشراكة الذكية" بين الأسرة والمؤسسة التعليمية، شراكة تقوم على احترام التخصص، وتبادل المعلومات، وتكامل الأدوار، وليست مبنية على التداخل أو المحاسبة المفرطة ، فللأهل حق المعرفة الهادفة التي توجه نحو الدعم والتقويم، لا نحو الإدانة او المراقبة، وفي المقابل للمؤسسة التعليمية حق في حفظ خصوصية الطالب وتقدير نضجه، لكن هذا الحق لا يجب ان يحجب الحقائق التي تمس مصلحة الطالب أو مستقبله ، وبين هذين الحدين يبرز التحدي الحقيقي في : كيف نحمي الطالب من الانكشاف الضار دون أن نحجبه عن رعاية أسرته؟ ، فالقانون قد يضع خطوطاً عامة لتنظيم الإبلاغ والمسؤولية، لكن الجانب الأعمق يكمن في الضمير التربوي لكل من الأسرة والمؤسسة ، فالتقنية اليوم أتاحتها منصات متابعة الكترونية شفافة، لكنها وحدها لا تكفي ، ما نحتاجه تواصل تربوي واع يحافظ على المسافة الصحية بين الحرية والمسؤولية ، وفي بعض البيئات التعليمية، نفتقد الى الاتفاق على الهدف المشترك وهو : طالب منضبط أكاديميا، وإنسان ناضج قادر على تحمل مسؤولية ذاته ، فالمدرسة والجامعة ليستا نقيضاً للأسرة، بل امتداد لها في المجال المعرفي والتنموي، وكلما اتسعت مساحة الحوار بينهما، ارتفعت احتمالات نجاح الطالب في بناء ذاته بثقة وتوازن.

وفي النهاية، المسألة ليست في فتح الأبواب او إغلاقها، بل في القدرة على إدارتها بوعي ومسؤولية وضوابط، بعيدا عن الانغلاق دون تواصل، وبروح تفاهم مبني على الاحترام، ليثمر تربية حقيقية تنضج فيها الشخصية ويصان فيها مستقبل الأبناء.






*الاستاذة التربوية منى الفاعوري.. كانت وجهة نظرها كما يلي:

قال الله تعالى:" المال والبنون زينة الحياة الدنيا"، فالخوف على الذرية من فتن الدنيا يدفعنا الى اصلاح انفسنا اولا لانه اساس صلاح الابناء.

وكما قال الله تعالى:" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا"، فتربية الابناء تبدا اولا من البيت ثم تستكملها المؤسسات التعليمية من المدرسة والجامعة والتي تلعب دورا مهما في بناء المجتمعات لانها ليست ترف فكري او مضيعه للمال والجهد بل لها دور اساسي في السعي نحو تطور والتقدم وارتباطها بحاجات الانسان وطموحاته فهي تغير في طريقه التعامل مع الحياة ومشاقها وحل مشكلاتها المستعصية.

ومن هنا تعتبر المؤسسة التعليمية هي معرفة ومنهج وسلوك الا ان العلاقة بين الاسرة والمؤسسة التعليمية تكاملية وتبادلية فهي الاساس بناء الحياة ونجاح الطالب في بناء مستقبله الا ان الاسرة هي المصدر الاساسي الذي يبعث الاستقرار في نفس الطالب والامان والطمأنينة لذلك يجب التعاون بين الطرفين ولا يجوز وجود تعارض وتضارب بينهما من اجل رفع مستوى تحصيل الطالب وحمايته من الانحراف باستمرار الاتصال المستمر بين البيت والمدرسة وزرع الثقة المطلقة بين الطالب والمدرسة وان اي طالب يسمى مقصرا سببه انشغال الوالدين بأمور الحياة ومتطلباتها الزائدة على حساب رعاية ابنائهم مما يؤثر سلبا على تعلمهم ويبدأ اللوم عند وقوع المشكلات على ادارة المدرسة المتابعة للطالب بالتواصل مع ولي الامر واطلاعه على وضع ابنائهم اولا باول، لكن في بعض الاحيان يفسر التقصير عند الابناء بسبب معاناة الاهل من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية تشغلها عن اداء دورها فنلقي المسؤولية على عاتق المدرسة.

وكذلك الامر بالنسبة للمجتمع الجامعي، فأي تقصير من قبل المؤسسة التعليمية ينعكس سلبا على الطالب وعدم وجود الثقة بين الطالب واسرته ستؤدي الى تقصيره العلمي وانحرافه الخلقي، فالمسؤولية بهذا الموضوع يقع على الطرفين داعين الله أن يسدد خطى الآباء لحسن رعاية الابناء والمؤسسات التعليمية بأمانة التعليم والعطاء فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فسلاما لمن كتب الحروف فأتقن جمال رسمها وسلاما على من قرأ الحروف فأبدع في فهمها.





*اللواء الركن المتقاعد هلال الخوالدة .. اختصر رأيه بما يلي:

الذوات الكرام شكرا على طرح هذا الموضوع الهام ومن وجهة نظري يعد الانفتاح والتواصل بين الأهل والمؤسسات التعليمية المختلفة خاصة ما قبل مرحلة الثانويه تجاوزا بل هي مسؤولية مشتركة ويجب ان تكون مسؤولة ومنضبطة وليس بأسلوب التعدي على المؤسسات التعليمية وعرقلة قيامهم بواجباتهم
نعم أولياء الامور لهم الحق ان يعوا ويعرفوا مراحل تقدم واستيعاب أبناءهم ليس للمعاقبة، بل للمشاركة مع المدرسة والجامعة لحل المعاضل التعليمية والإدارية التي يواجهها أبناءهم والمساعدة في تهيئة البيئة التعليمية المناسبة .


والمؤسسات التعليمية يجب ان تراعي عمر الطالب واستقلاليته وان تراعي اختلاف قدراتهم وبيئتهم البيتية والبنيوية والتباين بين بيئاتهم خاصة في مرحلة الجامعة وتتعامل مع الموضوع بتوازن بين حقه بالخصوصية وحق الأهل بالمعرفة ومتابعة ابناؤهم، لذلك أرى ان العلاقة المثالية بين الطرفين يجب ان تكون شراكة واعية دون ترك الامور لطرف دون الاخر.




*السيد جميل خالد القماز.. كانت مداخلته تحت عنوان: "الطالب والاهل والمدرسة"

ما يربط الاهل والمدرسة او الجامعة هو الطالب الذي هو حجر الاساس وهو عماد المجتمع ومستقبل الامة، ولا يعني ارتباط الابناء بالمدرسة او الجامعة هو انفصام للعروة الوثقى التي تجمعه مع الاسرة وتجعله ذو خصوصية واستقلالية مطلقة.


ما هو ملاحظ اننا اصبحنا نتحدث عن خصوصية واستقلالية ليست في مكانها.

ما يتعرض له بعض الابناء من قرارات مصيرية (كالفصل مثلا) لا يمكن ان نجعلها في خانة الخصوصية والاستقلالية للابناء فهذا الامر يتجاوزهم،وهم في اعمار تعجز عن اتخاذ قرارات بالشكل الصحيح، ويعتبر مصيريا في حياتهم.


فالبعض يرى ان كل ذلك من خصوصية واستقلالية الطالب وهو من يعالج اخطائه بنفسه ويتحمل تبعات اعماله، وهذا برأي الشخصي غير صحيح بتاتا فالاستقلالية والخصوصية ليست مفتوحة على الغارب وبلا حدود، وكذلك نحن لا زلنا مجتمع محافظ والاسرة تشكل لنا شيء عظيم نحن لسنا كالغرب وهذه المصطلحات التي حلت على راسنا كغيرها من المصطلحات المقيتة كالتمكين والمساواة والحقوق،والتي جميعا ظاهرها شيء وباطنها شيء اخر حتى اصبح ذكرها منفر.


ولا ابالغ اذا ما قلت ان حالة ابنائنا الاخلاقية والاجتماعية والدينية ستسوء كثيرا اذا ما تشبثنا اكثر بكل المصطلحات المستوردة،فنحن الان على فوهة بركان اخلاقي لا نعلم متى ينفجر.


راقبوا ابنائكم ومكنوهم من القيم.





*الشيخ عبدالله المناجعه.. شيخ عشائر المناجعه الحويطات.. كانت وجهة نظره كما يلي:

في مفهوم التربية ان لايكون العقاب مزعزع للثقة بين ولي الأمر والطالب بمعنى ان التربية تعني زرع الأخلاق والقيم النبيلة من بداية العمر وليس بعد الدخول للمدرسة بحيث ان يكون الطالب قد تربى على الصدق ولايخاف نتائجه مهما كانت. وان يكن شعاره كن صادقا.

وهذا يترتب عليه جهد العائلة قبل المدرسة فالخلل في المغالاة او الدلال مفسدة للابن، فلنكن وسطيين مع ابنائنا وان نفهم متى نحتاج الشدة او اللين.

أما بالنسبة هل من حق المدرسة او الجامعة إخفاء النتائج عن الاهل فلا اعتقد ان من حقهما ذلك وفي المقابل المتابع لابنه او بنته سواء في المدرسة او الجامعة يأخذ نتائجه اول بأول، لكن ان كنت تاخذ المعلومة او النتيجة من ابنك فهي ناقصة لان الطالب حتى لوكان صادقا يكون للمعلم رأي آخر يغاير احيانا رأي الطالب في النتيجة لان التحصيل العلمي مضاف له السلوك في المدرسة او الجامعة وهذا اما يرفع العلامة او يخفضها وعليه فإن النجاح او الرسوب في التحصيل النهائي الذي تعلنه المدرسة او الجامعة، لكن ما قبل ذلك لابد من اطلاع الأهل على سير تعليم الطالب على مدار العام وأحيانا الأهل غائبين عن العملية التعليمية ويكون دائما العقاب المشدد لأتفه الاسباب هو سبب في الكذب الذي يوهم الأهل بالنجاح مع العلم ان الأهل سيعلمون وحينها تكون الكارثة التربوية التي تودي بكل شيء ونتائجها تلازمه سنين طويلة.




*العقيد المتقاعد موسى محمد مشاعرة.. ابتدأ مداخلته بهذا الشكل "الموضوع متشعب وهام لذا ساناقش فقرة واحدة":

- هل يُعد إطلاع الأهل على وضع أبنائهم الدراسي والالتزامي.. أمراً إيجابياً يعزز التربية والمسؤولية المشتركة.. أم أنه تدخلٌ في خصوصية الطالب وحقه في الاستقلالية؟!..


إن وجود المرشد في المدرسة هام جدا وضروري ..وهو حلقة الوصل بين المدرسة وأؤلياء امور الطلاب، وهو المسؤول بالتنسيق مع مدير المدرسة عن سلوكيات الطلاب وارشادهم وتوجيههم، وكذلك وضع الاهل في الصورة عن ابنائهم سلوكيا وعلميا ، ومن هنا فإن إطلاع الأهل على وضع أبنائهم الدراسي والالتزامي يمكن أن يكون أمراً إيجابياً جداً وليس تدخلاً مزعجاً في خصوصيتهم ، فالاهل همهم ان يكون ابنائهم ملتزمين وجادين لتحقيق مستقبل واعد يحلم به الاباء والابناء ..وان يكونوا بعيدين عن اي سلوك منحرف سببه الاهمال ورفاق السوء.. وهذا السلوك يجب ان يراعى فيه الطريقة والنية وعمر الأبناء.

  • من الجواانب الإيجابية:

    ١..يعزز المسؤولية المشتركة بين الأسرة والمدرسة في تربية الأبناء.

    ٢...يتيح للأهل فرصة الدعم المبكر وتصحيح مسار الابناء إذا ظهرت مشكلات دراسية أو سلوكية.

    ٣...يشعر الطالب بأن هناك من يهتم به ويتابعه، مما قد يشجّعه على الجدّ والانضباط.

    *أما الجوانب السلبية..

    ١..إذا كان الأسلوب يعتمد على الرقابة الصارمة أو التوبيخ، فقد يشعر الطالب بأن خصوصيته تُنتهك.

    ٢..، يؤدي التدخّل المفرط خاصة مع المراهقين إلى فقدان الثقة أو تمرد الطلاب على الأهل.

    واخيرا.. إن التواصل مع المدرسة واطلاع الاهل على خصوصيات أبنائهم بحد ذاته ليس تدخلاً سلبياً، بل هو حقٌّ تربوي وواجب، شرط أن يُمارس بأسلوب حكيم قائم على الحوار والثقة، لا على التفتيش والمراقبة والمحاسبة والعنف مع الابناء.. أي أن المطلوب هو مشاركة داعمة لا رقابة خانقة.





    *السيد محمود الملكاوي.. أوضح وجهة نظره بنقاط كالآتي:

    -هناك ضرورة وأهمية لإشراك الأهل وأولياء الأمور في العمليّة التعليميّة ، لما لذلك من انعكاسات إيجابيّة على التحصيل الدراسيّ ، وتطوير المهارات الفكريّة ، وتعزيز الدافعيّة للتعلُّم ، والحدّ من المشكلات السلوكيّة والأخلاقيّة لدى الأبناء ، وخاصة المتنمرين منهم.
    -لا بدَّ من التشديد على الانضباط المدرسي كأسلوب حياة مبني على قواعد وسلوكيات تؤدي إلى نجاح الطالب في حياته الأكاديمية والشخصية على حدٍّ سواء ، ويمتد أثر الانضباط المدرسي إلى نجاح الطالب في حياته المهنية من خلال تطوير شخصيته واكتساب مهارات إيجابية متنوعة ، وهنا نشير الى دور أولياء الأمور في الانضباط المدرسي وكيفية حلّ مشكلة عدم الانضباط بالتعاون مع الإدارة المدرسية.
    -نظراً لما يشهدهُ العالم من تطوّرٍ سريع ، أصبحت فيه التكنولوجيا / " وخاصة وسائل التواصل والاتصال " جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة ، يجد الأهل في كثيرٍ من الأحيان صعوبةً في السيطرة على المستجدّات ، وإقناع أبنائهم بتجنّب مخاطرها ، لهذا لا بدّ من إيجاد علاقة تكامليّة بين الأسرة والمدرسة ، على أسسٍ متينةٍ قوامها الثّقة والتّعاون المُشترك.
    -كثيرٌ من التربويين يؤكدون على أنّ الامتحانات الرسميّة لا يمكن أنْ تكون المعيار الحقيقيّ والوحيد لنجاح المدرسة أو أي مؤسّسة تعليميّة ، فالمكان الفعليّ للتقييم هو سوق العمل ، حيث تظهر مدى كفاءة الطالب بعد التخرُّج ، والذي ينعكس في أدائه ومهاراته المتنوّعة التي اكتسبها داخل المؤسّسة التعليميّة ، لا سيّما المهارات الاجتماعيّة ، والتفكير النقديّ والإبداعي ، والإدارة الذاتيّة ، والتواصل ، وهي مهارات جوهريّة يحتاجها الفرد في حياته العمليّة بعد تخرُّجه من المدرسة ، ثمّ من الجامعة ، فالتميُّز في المؤسّسات التعليميّة يكمن في إعداد مُتعلِّم يمتلك القدرة على التواصل مع الآخرين والتعاون لتحقيق الأهداف ، وحلّ المشكلات بأسلوبٍ إبداعيّ ، بعيدًا عن النمطيّة التقليدية ، الأمر الذي يتطلّب تنمية التفكير خارج الصندوق ، بما يمكِّنه من تحقيق التميّز في مجاله المستقبليّ ، فأيّ قيمة للّغة العربيّة إنْ حصلَ الطالب على علامة مرتفعة في الإمتحان ، من غير أن يكتسب المنطق التحليليّ !؟ أو المقاربات البحثيّة اللازمة لبناءِ عقلٍ نقديٍّ تحليليّ.





    *السيد عادل احمد النسور.. اختصر مداخلته كما يلي:

    موضوع هذا المساء هام جدا، واعتقد ان البيت والمدرسة وحتى المرحلة الجامعية مكمل لبعضه بزرع السلوكيات الطيبة والاخلاق الحميدة، ولكن كثيرًا ما طرأ على المسيرة التعليمية وخاصة مراحلة المدارس. وهي أهم مرحلة وخاصة المدارس الحكومية التي غالبية الطلبه بها. أبناء الطبقة الفقيرة وان بقي المتوسطة بالتزامن مع التطوير التربوي وتقييد المدرسين ببعض التعليمات التي افقدت المعلم مكانته من الناحية المالية والاجتماعية.
  • واذكر بأنه كان فيه مجالس أباء بكل مدرسة وللأسف عند الاجتماعات لا يحضر الا قلة قليلة وهي وسيلة ضرورية للتواصل مع المدرسة والاطلاع. على تحصيل الأبناء والتزامهم وسلوكباتهم .. أذكر كان عندي أبناء بمدرسة حكومية بآخر 3 سنوات من مرحلة المدارس ازورهم بالاسبوع من 2 الى 3 مرات بالاسبوع، وكان دائما يشيد المدير والمعلمين بمدى متابعتي الحثيثة لابنائي.. وتعلمون اخواني ان أي بيت مثل مصنع ينتج لا قدر الله بضاعة سيئة او منتج يفتخر به، وهكذا هو الحال مع اولادنا امانة برقابنا جميعا .

    وحتى المرحلة الجامعة يستطيع ان يتابع الاهل سلوكيات وتحصيل ابنائهم العلمي، وأنا بنظري لا أرى بأنه هذا الإجراء فيه أخطاء.




    *الدكتور خالد الجايح.. اختصر رأيه تحت عنوان "الحوار، ثم الحوار، ثم الحوار":

    هذا الأمر المفقود في البيت بين الوالدين والأولاد (بنين وبنات)، ومفقود في المدرسة بين المعلم والمعلمة والطلاب، اعتبره الأساس فيما يتبع من تربية وتعليم وتقبل وصراحة وغير ذلك، فالولد عندما يعلم أنه عندما يصرح عن موضوع هو مشكلة او مخالف للمعتاد، على الاهل او المعلم، يجد تفهما وحوارا فيه اخذ وعطاء، فإنه لن يتردد أبدا في طرح اي أمر او حادثة تحصل معه او وجهة نظر لديه، وحينها سيتم مناقشة الموضوع من جميع جوانبه، ويتم السماح للجميع إبداء الرأي بشكل يؤدي للوصول إلى اتفاق والتقاء وتوافق او تقاطع في عدة جوانب.

  • أما عندما يعلم (من خبراته السابقة) إن الأهل والمدرسة لن يتفهموه ولن يسمعه أحد،بل يبدؤون باستصغار فكرته، وإلقاء الأوامر عليه من جهة، وتهديده من جهة أخرى بـ" افعل ولا تفعل.. ويا ويلك، شو انت مجنون"؟..

    فكيف بعد عدة مواقف من هذه، سيقوم بمصارحتهم؟.

    إذن المشكلة ليست في الجيل، بل مشكلة الجيل انه لا يجد من يسمعه ويصغي اليه ويستوعبه، ويعزز ايجابياته، ويمتص سلبياته بهدوء.





    *النائب السابق الدكتور عيد النعيمات.. اختتم الحوار بمداخلة لخصت الكثير مما نعانيه تحت عنوان: "التعليم بين الأمس واليوم":

    كل شيء في هذا الزمان قد فرِّغ من مضمونه وزيح عن سكته وصرنا عند الحديث عن أية قضية معاصرة نعود إلى الوراء على الفور، ولسنا بحاجة إلى استيراد النماذج من الخارج وبالأمس القريب كنا وكانت…ولدينا المخزون الذي نستدعيه أنَّى شئنا وكيفما أردنا، وكم أعجبني شعار لأحد مرشحي البرلمان في بدايات الألفية الثالثة عندما كتب: "لنعد الأردن كما كان" وأعتقد أنه لم يقصد إعادة الحياة إلى ما كانت عليه، وإنما أراد المحافظة على كثير من البنى الأساسية التي كانت موجودة في القطاعات جميعها، وهي القواعد الصلبة التي قامت عليها نهضة الأردن وأسهمت أيضا في نهوض العديد من بلدان المنطقة، وقد أخذت بالتغير شيئا فشيئا وحل مكانها ما يجعلنا أن نستدعي السابق ونتشبث به رافضين الجديد وإن بدا مسايرا للعصر أو في هيئة أجمل.

    والتعليم بمستوياته المختلفة برهان واضح على هذه الفرضية- إذا جاز التعبير - فعلى الرغم من التحديث الذي نلمس أثاره في مختلف محاور العملية التعليمية إلا أننا ما زلنا نتوق إلى طقوس المدرسة القديمة في صرامتها ونظامها وانفرادها في مسؤولية التربية والتعليم وكانت بالفعل وحدة إشعاع وتنوير في مجتمعاتنا وكان للعنصر البشري مديرا ومعلما دور مهم جدا، ما يجعل ولي الأمر مقدرا وشاكرا وحقيق به ذلك، لأن المدرسة كانت مصعنا حقيقيا لصناعة الإنسان ذا الجودة العالية والقيمة الرفيعة.

    ولم تكن الأسرة في ظروفها ببعيدة عن المدرسة التزاما ورعاية فالأب يمثل مدير المدرسة الذي يعمل على ضبط إيقاع الجميع وفقا لقوانين البيئة المحيطة التي تنبثق منها تعليماته، والجدية والإنجاز هما حجر الزاوية في إدارة شؤون البيت.

    وعندما يلتحق الطلبة بالمراكز التعلمية المتقدمة يكونوا على درجة من النضج والمسؤولية متأثرين بما مروا به من علم وأدب وما نهلوه في حياتهم البيتية والمدرسية ويكونوا متهيئين للمزيد النافع المفيد.

    ما يجعلني أطيل في هذه المفارقة هو أنني التقيت رئيس الجامعة الأردنية قبل أسبوع وعلقت باختصار عما حدث قائلا " الذنب ذنبنا لا ذنب للجامعة" ؛ ولذا علينا أن نتغير أفرادا وأول خطوة في هذا التغير هو نقد الواقع الذي نعيش، ثم نهيئ أنفسنا لاستيعاب الجديد النافع، ولا بد لنا من ذلك حتى لا نبقى أسرى الماضي الجميل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :