facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السياسة والتنمية في الزيارة الملكية للكرك


د. بسام البطوش
05-11-2025 09:08 AM

اتسم لقاء جلالة الملك بأبناء شعبه في محافظة الكرك بالدفء والبساطة، فكان عابقاً بالمحبة والعفوية، وهذه سنة هاشمية رسّخها ملوك بني هاشم منذ عهد الملك المؤسس، عندما جاب البلاد منذ شروعه في تأسيس الدولة الأردنية، وبنى جسور المحبة والتواصل مع أبناء شعبه في قراهم وبواديهم ومدنهم. وحافظ الهاشميون على هذه السنة الحميدة، وعززوها ببناء الثقة والصراحة والتواصل الدائم مع الشعب في جميع الظروف.

تعود بي الذكريات إلى احتفالات المملكة باليوبيل الفضي لعهد المغفور له الملك الحسين بن طلال عام 1977، فقد كنت في الإعدادية وكافحت في ظل مصاعب النقل آنذاك للانتقال من قريتنا الطيبة لحضور الاحتفال الرئيس في موقع جامعة مؤتة الحالي، وكان يسمى حينها "المشروع"، وكانت هذه المرة الأولى التي أرى فيها المغفور له الحسين ، وأستمع لخطابه مباشرة. ومرت بنا الأيام، وحضرت في العام الماضي 2024 احتفال الكرك باليوبيل الفضي لعهد الملك عبدالله الثاني في الموقع ذاته تقريباً!

في قناعتي أن كل أردني يختزن في ضميره ووجدانه صوراً لحضور هاشمي مهيب ممتد عبر قرن من الزمان، وفي قناعة الأردنيين أن وطنهم ما كان لينجو من براثن وعد بلفور والصهيونية، وما كانت دولتهم سترى النور وتبقى وتصمد وتستقل وتستقر وتزدهر لولا جهاد الهاشميين وحكمتهم وصمودهم، وكفاح الأردنيين وصبرهم والتفافهم من حول قيادتهم، فالأردن يقدّم نموذجاً لقدرة الدول على مواجهة التحديات والاصرار على البقاء والثبات في وجه الأعاصير، ومواصلة البناء والإعمار في قلب إقليم مضطرب قلق عانى ومازال ويلات الحروب والدمار والتشريد، وذاقت شعوبه مرارات كثيرة وسارت طويلاً في دروب الآلام. ومما يستحق التوقف عنده وتقديره في ظل كل ما يجري من حولنا، أن يستطيع الأردنيون قيادة وشعباً أن يجتمعوا بهدوء وأمان لتبادل الآراء والأفكار والمقترحات والتخطيط للتنمية والمستقبل! ففي اللقاء الملكي في الكرك يأمر الملك بإنشاء تلفريك ويوجّه الى دعم السياحة وإنعاشها في الكرك، ويحث المسؤولين على إنجاز مشاريع انتاجية توفر فرص عمل للشباب، وإدامة التواصل مع المواطنين. وفي الوقت نفسه يعرض جلالته موقف الأردن من مجمل الأحداث والتطورات الجارية من حولنا وخصوصاً في السنتين الأخيرتين. وهذا قدر الأردن أن يوائم بين الوطني والقومي، وأن يوزع جهده ليحمل همومه على كتف وهموم أمته على الكتف الآخر. وفي هذا السياق شدّد جلالته أن الأردن القوي هو القادر على مواجهة التحديات، وأن قوة الأردن مستمدة من عزم الأردنيين وبهمتهم جميعاً. وأن صوت الأردن كان مسموعاً في العالم، وأنه يجب أن نركز على بلدنا. وأن الأردن قدّم ما بوسعه لغزة والضفة الغربية، وبلا ريب فإن الجهود الجبارة التي بذلها جلالته وولي عهده خلال العام الأخير أثّرت إيجاباً في ملفات غزة ومنعت سيناريوهات التهجير، وأسندت صمود الضفة الغربية ومبدأ حل الدولتين والاعترافات بالدولة الفلسطينية، ولم يغب الأردن عن مقاربة أوجاع سوريا والعراق في الجوار!

كان لافتاً التناغم بين الحكومة والديوان لتنفيذ ما خطط له من مشاريع في الكرك، والعمل من أجل تذليل العقبات أمام تنفيذ مشاريع أخرى في القريب العاجل. وقدّرت أن رئيس الحكومة وهو يتحدث ويعلق في اللقاء الملكي الكركي كان على وعي كبير بجميع الملفات ودقائقها وتفاصيلها وتوقيتاتها ودرجة أولويتها، وهذا ما أكبرناه وقدّرناه وأشعرنا بأننا أمام نوع مختلف من رؤساء الحكومات، فالرئيس رجل ميداني ذو تفكير منظم ويؤمن بالتفاعل المباشر مع القضايا. وستبحث هموم المحافظة وملفاتها التنموية في اجتماع قادم لمجلس الوزراء ينعقد في الكرك في مطلع العام القادم. وأجد نفسي متفقاً مع دولته تمام الاتفاق بأن الحاجة ماسّة إلى تطوير البرامج والمضامين والأفكار، بموازاة التفكير في تطوير البنى التحتية، فكم من مبان أقيمت لتخدم قطاعات اجتماعية أو ثقافية أو شبابية أو نسائية أو صحية لكنها بقيت في حالات كثيرة مجرد مبان قائمة خالية من المضمون! فلنبحث في مضامين الأشياء قبل إقامة هياكلها!

ومن جانب الديوان الملكي تحدّث معالي الرئيس باختصار عن المشاريع التي أنجزتها المبادرات الملكية منذ عقدين في الكرك، وأجمل بإيجاز البصمات الخيّرة للمبادرات الملكية في الكرك منذ عام 2006، وما أنجزته في جميع القطاعات التنموية المختلفة، وهي منجزات ماثلة للعيان في أرجاء المحافظة، وسيتابع معالي رئيس الديوان وفريق المبادرات الملكية مع أبناء المحافظة في اجتماع عمل يعقد في الديوان الملكي هذا الاسبوع جميع المطالب والمقترحات والأفكار التي عرضت في اللقاء الملكي، والتخطيط لمشاريع جديدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :