facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوسف العيسوي .. رجل الدولة الذي جعل من الولاء فلسفة حياة


د. بركات النمر العبادي
05-11-2025 04:05 PM

في عالمٍ تتغيّر فيه الوجوه وتتبدّل فيه المبادئ ، يظلّ بعض الرجال ثوابت لا تهزّها رياح المناصب ولا تُغريها بريق السلطة ، هم الرجال الذين يصنعون من الإخلاص طريقًا ، ومن الولاء منهجًا ، ومن العمل عبادةً يومية ، من بين هؤلاء يسطع اسم معالي يوسف حسن العيسوي اب حسن ، رئيس الديوان الملكي الهاشمي ، الذي جعل من خدمته للوطن والعرش سيرةً تنبض بالحكمة والعطاء ، وفي هذة السطور نتنسم عبق سيرة رجل لم يغيره بريق المنصب و لا حتى قربه من راس الدولة .
من ميادين الجندية إلى رحاب القيادة

وُلد العيسوي في زمنٍ كان الانضباط فيه لغة الشرفاء، التحق بصفوف القوات المسلحة الأردنية ، فكان جنديًا يعرف أن الخدمة ليست وظيفة ، بل نذرٌ للوطن ، تدرّج في الرتب ، وتعلّم أن الانتماء ليس كلمة تُقال بل سلوكٌ يُمارس ، وأن القيادة تبدأ بالقدرة على الطاعة ، وبالإيمان أن العمل في الظل لا يقلّ شرفًا عن الظهور في الضوء ، من ساحات الجيش انتقل إلى الديوان الملكي العامر ، حاملاً معه ذات الروح العسكرية التي تُقدّس الواجب ، وذات التواضع الذي يعلّمك أن الكِبر لا يليق إلا بالوطن.
الديوان الملكي… بيت الأردنيين

منذ أن تولّى رئاسة الديوان الملكي العامر عام 2018، أعاد العيسوي تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن ، لم يرَ في الديوان جدارًا رسميًا فاصلًا ، بل بيتًا كبيرًا يجمع الأردنيين.

كان ومايزال يستقبل الناس بابتسامةٍ صادقة ، يفتح الأبواب قبل أن تُطرق ، ويسمع بإنصاتٍ من يعرف أن الشكوى هي لغة المواطن الباحث عن العدالة لا عن الشفقة.

في حضرته، يصبح الحوار جسراً بين همّ المواطن وضمير الدولة ، ويصبح اللقاء وعدًا بأنّ الوطن لا يترك أبناءه مهما اشتدت الظروف.
فلسفة العطاء الصامت

في معالي يوسف العيسوي ، تتجلّى فلسفةٌ نادرة في الإدارة : أن العمل الصامت أبلغ من التصريحات ، وأنّ الأثر الحقيقي يُقاس بما يتركه الإنسان في نفوس الناس لا بما يُكتب في العناوين ،

هو رجلٌ يمشي على الأرض بهدوء ، لكنه يترك أثرًا يشبه نبض الوطن ، تراه بين الناس كأنه واحدٌ منهم ، يحمل همّ البسطاء ، ويجعل من كل لقاء فرصة لزرع الأمل ، وحين يتحدث، تشعر أن كلماته تُكتب بالحكمة ، وتُوقّع باسم الأردن.

وسام على صدر الوطن

نال العيسوي أوسمةً رفيعة من الدولة الأردنية ومن دولٍ شقيقة ، لكنها ليست ما يميّزه ؛ فتكريمه الحقيقي يسكن في قلوب الأردنيين الذين رأوا فيه تجسيدًا نقيًا للولاء والصدق ، لقد تجاوز دوره حدود المنصب ، ليصبح رمزًا لمدرسةٍ أردنيةٍ عريقة تؤمن بأن خدمة الدولة شرفٌ لا يُشترى ، وأن الإخلاص للوطن هو أعلى وسامٍ يمكن أن يحمله إنسان.

ليس يوسف العيسوي اسمًا في سجلّ الوظائف ، بل معنى يُجرِّبُه الوطن حين يريد أن يرى نفسه على هيئة إنسان ، وفي سيرته تتصالح القوة مع الرحمة ، ويغدو المنصبُ امتحانًا للضمير لا منصّةً للظهور، هو الرجل الذي فهم الدولة بوصفها عهدًا لا إدارة ، ومسؤوليةً تُقاس بعمق الأثر لا بضجيج القول.

إذا كان بعض الناس يترك وراءه إنجازًا يُذكر، فإن العيسوي يترك طريقةً في الفعل : أن تعمل كأنك غير مرئي ، وأن تُصيب الهدف دون أن تُصيبك الأضواء ، لذلك يبدو تكريمه الأصدق في سكينة الوجوه التي اطمأنّت ، وفي ثقةٍ صارت عُرفًا بين المواطن وبيته الكبير—الديوان الملكي العامر ، وكل ذلك تشربة من مدرسة ال البيت الاطهار وعميدهم جلالة الملك القائد عبد الله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهده الامين .

هو خلاصة مدرسةٍ أردنيةٍ تقول إن الولاء ليس شعارًا ، بل ممارسةٌ يومية ، وإن الكرامة لا تُستعار من وسام ، بل تُكتَب في السلوك ، وهكذا ، لا يمرّ العيسوي من التاريخ مرورَ عابرٍ مُجتهد ، بل يمكث فيه كمبدأ : أن تكون كبيرًا بقدر ما تُصغِّر من نفسك ، وأن ترفع الوطن كلّما رفضت أن ترفع صوتك.

ذلك هو حقّه علينا : أن نراه كما هو— رجلًا بحجم قيمة ، لا بحجم لقب.

حمى الله الاردن وحفظه من كل كريهة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :