facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العابد يكتب: نموذج الحكمة المفرطة .. نموذج القوة المفرطة!


عاصم العابد
28-08-2011 06:41 AM

مياه كثيرة مرت من تحت الجسرالاردني، وانفراجات واختراقات عميقة واصيلة تحققت في اكثر من حقل ومجال، اسهمت متضافرة في ان يكون وقع تسونامي الربيع العربي على بلادنا، وعلى شعبنا، اخف وطأة واقل ضررا، مما توقع اكثر المتفائلين تفاؤلا، فارواح المواطنين العرب وحرماتهم وكراماتهم، تسفح وتنتهك وتهدر في العديد من اقطار امتنا، ورغم الجرائم الجماعية والعسف والوحشية والايغال في الدماء الزكية الطاهرة، فقد استمر هدير الجماهير التواقة الى الحرية والكرامة في تصاعد واتساع وامتداد.

لقد ظلت اعداد الشهداء تحسب بالمئات، في الاقطار العربية، التي تداعت قياداتها وتقصفت كنمور من ورق واندلقت كهياكل من الشمع، اما في الاقطار العربية التي اصر حكامها على اللجوء الى العنف والوحشية والبلطجة والقوة المفرطة، فكانت أعداد الشهداء بالالاف واعداد الجرحى والمهشمين بعشرات الالاف واعداد المعتقلين بمئات الالاف!! وما تزال ماكينة الدم وطاحونة القتل هادرة، وتزيد في عنفها عبثا ودون جدوى، فقد اكتشفت الشعوب خواء الانظمة وضعفها وخرجت من القماقم، وتحررت من الخوف ومن الاغلال وحطمتها وهي تغذ الخطى في الطريق الواضح الصعب الى الخلاص والانعتاق والحرية الدانية.

وكان بلدنا الغالي، هو الوحيد الذي ما أزهقت فيه روح مواطن، وما حطم ابناؤه المتظاهرون، الممتلكات العامة او الخاصة، رغم الاف الفعاليات والاعتصامات والمسيرات، فقد استجاب ملك البلاد الحكيم الى حاجات الشعب، وتفاعل مع تطلعاته، ولبى طموحات ابنائه التواقين الى مملكة الحق والعدل والكرامة والديمقراطية الحقة والبرلمان المعبر بأمانة عن شعبنا، والى دستور معاصر حداثي واضح حاسم في الفصل بين السلطات، والى المزيد من الانفتاح والرقابة والمحاسبة، والضرب بيد من حديد وبهراوة من فولاذ، على ايدي الفاسدين ورؤوسهم واوكارهم، وتحقيق الشراكة والتعاون بين جميع الطبقات والفئات والاحزاب السياسية الاردنية.

وترافق مع اطلاق الملك مفاعيل الاصلاح والانفتاح والحوار الوطني، حصول الملك على مساعدة اخوية سعودية، قدمها الملك السعودي الشهم، لشقيقه الهاشمي، الذي الحق ارتفاع اسعار النفط والأزمة المالية العالمية واسباب اقليمية ومحلية، افدح الاضرار بموازنته العامة وبوضعه الاقتصادي عموما.

كما حصل الملك على منح ومساعدات وقروض ميسرة من اصدقائه قادة الدول الصديقة، لإنقاذ الخزينة وللحيلولة دون اتخاذ قرارات مالية خانقة، تزيد بؤس المواطن وتزيد من ضائقته المالية والمعيشية.

وفي مقابل القوة الرعناء المفرطة، فان الحكمة الاردنية المفرطة، من القيادة والشعب، هي التي تعلن عن نفسها نهجا معتمدا وتفرض نفسها طريقا مجربا، للوصول الى كل الاهداف الوطنية المبتغاة، بالحوار الصعب وبالاختلاف على طاولة النقاش والجدال، وبالتوافق الحضاري السلمي، بدون التفريط بالمكتسبات وبالتنمية وبالإصلاح وبالتقدم، وبدون استجرار التوتر واستمطار العنف، او التفريط بالامن وبالديمقراطية وبالاصلاح وبالسلام الاجتماعي.

ان فرادة النموذج الاردني وعقلانيته وحكمته ونجاعته في التعاطي مع اكثر الأحداث والعواصف خطرا ودموية وتدميرا، كثورة العرب في ربيعهم المجيد، اذ تدعونا الى حمد الله وشكره على نعمائه وعلى ما الهمنا من وعي ويقظة وحكمة، فإنها تدعونا كذلك الى تطوير هذا النموذج وتحصينه وابقائه نزيها شفافا، هدفه البناء لا المغالبة، والاصلاح لا المناورة والوطن لا المصالح الضيقة وحل المشاكل لا الخوف من مواجهتها وترحيلها.

Assem.alabed@gmail.com

(الرأي)





  • 1 حزير 28-08-2011 | 04:33 PM

    ابدعت

  • 2 ابو سند 28-08-2011 | 05:01 PM

    يا رجل اشتقنا لهذا الطرح الراقي


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :