facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إذا لم تتغير ستُستبعد


محمد بلقر
09-11-2025 04:20 PM

في زمن لا يرحم المنعزلين والمتراخين، بات الثبات نوعاً من التراجع، والركود صورة أخرى من صور الغياب. لم يعد البقاء للأقوى ولا للأذكى، بل للأكثر قدرة على التغير ، والأسرع إستجابة لموجات التحول، فالإدارة الحديثة لم تعد تُقاس بحجم المكاتب ولا بعدد الموظفين، بل بسرعة القرار، ودقة البيانات، وذكاء البنى الرقمية التي تدير كل ذلك.

في عالم المال والإدارة ، لم تعد الخبرة وحدها كافية، ولا العلاقات وحدها ضامنه للبقاء، اليوم تدار المؤسسات بالتحليل لا بالحدس، وبالخوارزميات لا بالمجاملات. الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً في القرار، والأنظمة الرقمية تقرأ السوق قبل أن يفكر فيه البشر. فهل ما زال بيننا من يُصر على إستخدام أدوات الأمس لإدارة تحديات الغد؟

إن من لا يتغير لا يخسر فقط، بل يُستبعد من المشهد دون ضجيج، فالتاريخ المهني لا يٓرحم من تجاهل إشارات التطور، ولا يغفر لمن ظن أن المجد الإداري يمكن أن يورث ، فالموقع اليوم لمن يتقن لغة المستقبل: لغة البيانات، والتقنيات، والحوكمة الذكية.

الإدارة الناجحة اليوم ليست التي تكدس الملفات، بل التي تفتح نوافذ التحليل الرقمي، وتستثمره في بناء قادة قادرين على قراءة المتغيرات قبل وقوعها، أما المالية الحديثة، فهي لم تعد سجلاً وأرقاماً جامدة، بل منظومات ذكية ترصد كل حركة وتحولها الى قرار إستراتيجي لحظي.

ولأن التغيير لم يُعد خياراً، فإن من يرفضه إنما يوقع على إستبعاده بيده. المستقبل لا ينتظر أحداً ، ولا يلتفت لمن يحن الى الورق في زمن السحابة الإلكترونية.

فمن أراد البقاء، فعليه أن يواكب. ومن أراد التميز ، فعليه أن يتعلم. ومن أراد القيادة ، فعليه أن يتغير وإلا فليتهيأ لان يُستبعد من طوابير الغد.

أما مراكز الإدارة، فهي اليوم في إختبار حقيقي. فوجودها لم يعد شكلياً أو بروتوكولياً، بل محكوم بقدرتها على الفهم السريع، والتحول الذكي، وإتخاذ القرار المستند الى البيانات لا الى الإنطباعات. الإدارات التي لا تُعيد تعريف أدوارها ستتحول الى عبء على منظومتها الإدارية والمالية، مهما كانت عراقتها أو أسماؤها. من ينتج أثراً واضحاً يُقاس ويُرى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :