عمون - نفذت هيئة شباب كلنا الأردن الذراع الشبابي لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية في العاصمة جلسة حوارية بعنوان "بين التكافل والتكلف: حوار شبابي حول التوازن للعادات والظواهر الاجتماعية"، حيث ناقشت الجلسة الحوارية دور الشباب في تعظيم العادات الايجابية ومواجهة للعادات الدخيلة التي باتت لها اثار اجتماعية ذات أثر سلبي وكيفية خلق حوار مفتوح بين الأجيال لتحديد ما يمكن تبنيه من العادات الاجتماعية السائدة دون تكلف ، وتأتي هذه الجلسة استجابة للمبادرة التي أطلقتها وزارة الداخلية حول تنظيم المظاهر الأجتماعية مؤخراً .

وبين الدكتور عامر الحافي استاذ الاديان في جامعة ال البيت والمستشار الأكاديمي للمعهد الملكي للدراسات الدينية بأنه لا يمكن لاي مبادرة للتعامل مع العادات الاجتماعية المتصلة بالافراح والعزاء ان تنجح دون التأكيد على قيم التكافل والتراحم وبناء المفاهيم الصحيحة حول الاعتدال والابتعاد عن مظاهر الانفاق المبالغ فيها ،وهذا يستدعي إعادة فهمنا للعادات وتصنيفها في ضوء النفع العام،فمن العادات ما يمثل جزء من الهوية الثقافية للمجتمع ومنها ما يمثل مشكلة يجب التخلص منها .

وبدوره أكد الأستاذ الدكتور إسماعيل الزيود رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية على أهمية الجلسات الحوارية التي تساعد على تعزيز الفهم العميق للقضايا الاجتماعية الراهنة ما يسهم في بناء وعي اجتماعي نقدي يمكن الشباب من فهم التحديات التي يواجهها المجتمع والعمل على إيجاد حلول مبتكرة وواقعية لها، مشيداً بالمبادرة التي أطلقتها وزارة الداخلية والتي تمثل خطوة مهمة في تنظيم الظواهر الأجتماعية وضبط تأثيراتها على النسيج الاجتماعي، ويجب ان تدعم هذه المبادرة من خلال إجراء دراسات علمية ميدانية لتحليل تأثير هذه الظواهر على الشباب والمجتمع، وتوجيه الجهود نحو تعزيز القيم الإيجابية مثل التكافل الاجتماعي والاعتدال في ممارسات العادات والتقاليد .

وبدوره أشاد الاب الدكتور رفعت بدر المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام بأهمية الحوار المجتمعي حول الاقتصاد والاعتدال في العادات الاجتماعية، وبين ان الكرم والصيافة هما من شيم الشعب الاردني، منذ اقدم العصور، الا انه دعا الى عدم الاسراف والتبذير، وشدد على اهمية العدالة الاجتماعية والتفكير بالقريب المحتاج و الفقراء، مبينا انه بالامكان التبرع لجمعيات خيرية، بدل تبذير اموال في بعض المناسبات .

وقالت الأستاذة أمال شابسوغ مديرة الجمعية الخيرية الشيشانية النسائية بأن هناك أدوار رئيسية للمرأة قي تبسيط المظاهر الاجتماعية ، حيث تعتبر المرأة وكيل التغيير الاول عبر ترسيخ مفهوم ان القيمة الاجتماعية لا تقاس بحجم الانفاق بل بالروابط الاسرية والتكافل والاعتدال ، فهي المسؤولة عن الثقافة الاستهلاكية في اسرتها وتبني البساطة والاعتدال ، وهذا ينعكس على دورها في صناعة القرار والتأثير عليه في المناسبات ، على سبيل المثال : التوجيه لقبول مهر معتدل وميسر ، او رفض العادات الدخيلة التي تشكل اعباء مادية اضافية ، وعلى صعيد المؤسسات التي تقودها النساء فهي الاقرب في مجال تحليل الاوضاع الاقتصادية وهي الصف الاول المسؤول عن تشكيل رأي عام نسوي مؤثر من خلال قيادة الحوار مع اصحاب المصلحة من اسر ووجهاء بالاضافة لمقدمي الخدمات .

وأكد عثمان العبادي منسق هيئة شباب كلنا الأردن في العاصمة على أن الهيئة تسعى الى تعزيز الحوار الهادف بين الشباب واصحاب الأختصاص حول القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع الأردني، حيث نسعى من خلال برامج الهيئة وأنشطتها المتنوعة إلى أيجاد مساحة شبابية حوارية تمكّن الشباب من التعبير عن آرائهم ومناقشة التحديات الاجتماعية مع الخبراء والمختصين، بما يسهم في إيجاد حلول عملية لمواجهتها، حيث تأتي هي الجلسة لمناقشة كيفية التوازن بين الحفاظ على العادات والتقاليد الأردنية وبين الانفتاح على المتغيرات الاجتماعية الحديثة والتي نسعى إلى تحفيز الشباب على التفكير النقدي حول الظواهر الاجتماعية التي تسبب تكلف غير مبرر وله أثاره الاجتماعية والاقتصادية مع التأكيد على أهمية التكافل والتعاون الاجتماعي بعيدًا عن المبالغة مع التأكيد بأن العادات جزءًا من هوية المجتمع دون التأثير على تطور الأفراد والمجتمع بشكل عام.

وفي نهاية الجلسة الحوارية دار نقاش بين الشباب والمتحدثين والذي تم من خلاله طرح عدد من الأفكار والرؤى الشبابية حول ضبط الظواهر الأجتماعية وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية لتفعيل المبادرات التي تهدف إلى تعزيز القيم الاجتماعية الحقيقية وتقليل الظواهر السلبية ليبقى مجتمعنا ركيزته الحوار والوعي والأعتدال ، وهذا يعكس قيم التكافل والتعاون التي كانت دائماً جزءاً من هوية الأردن .