يشهد قطاع الصحة العلاجية الخارجية في الأردن تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كان لعقودٍ طويلة وجهة علاجية رائدة على مستوى الإقليم. فقد استقبلت المملكة مرضى من العراق واليمن وفلسطين وليبيا والسودان ودول الخليج، وقدمت لهم خدمات طبية متقدمة ارتبطت بها سمعة الأردن المتميزة في هذا المجال.

لكن هذا الزخم بدأ يتراجع تحت ضغط مجموعة من التحديات، أبرزها:

• ارتفاع الكلف التشغيلية في القطاع الصحي الخاص،

• ضعف التسويق الخارجي وغياب الحملات المنظمة،

• تعقيدات التأشيرات لبعض الجنسيات.

• المنافسة المتصاعدة من دول إقليمية تقدم حزمًا علاجية شاملة بأسعار أقل وجاذبية أعلى.


الوضع مرشح للتفاقم

إن ترك القطاع دون تدخل سيُفاقم المشكلة، إذ لن يقتصر تأثير التراجع على المستشفيات والعيادات، بل سيمتد ليطال سمعة الأردن الطبية ويؤدي إلى انخفاض واضح في أعداد المرضى القادمين للعلاج.

وقد ظهرت مؤشرات مقلقة مؤخرًا، تمثلت في إغلاق بعض المستشفيات أو تعليق نشاطها بسبب الضغوط المالية وانخفاض عدد المرضى. ومثل هذه المؤشرات تُقرأ خارجيًا على أنها دلالة لعدم استقرار البيئة الصحية، مما يدفع المرضى للبحث عن وجهات أخرى.


تعزيز دور السفارات الأردنية في الترويج الطبي

يُعدّ تنشيط دور السفارات خطوة استراتيجية لإعادة إحياء السياحة العلاجية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

• تكثيف حملات الترويج المنظمة عبر السفارات، خاصة في الأسواق الأكثر أهمية: العراق، اليمن، ليبيا، السودان، ودول الخليج.

• التعريف بالمستشفيات الأردنية والبنية التحتية الطبية الحديثة.

• إبراز الكفاءات الطبية الأردنية عبر قصص النجاح والندوات الطبية داخل السفارات والمشاركة بالفعاليات الصحية الخارجية.

• عقد اتفاقيات مع شركات التأمين الصحي لتسهيل تحويل المرضى إلى الأردن.

• إعداد مواد تسويقية احترافية تُرسل إلى المستشفيات والوزارات ذات العلاقة.

• دعوة البلوغرز والمؤثرين الصحيين لزيارة الأردن والاطلاع على أحدث الخدمات والتقنيات العلاجية المتقدمة.


المعارض الخارجية

(تنظيم واشتراك وتعريف)

تُعد المشاركة في المعارض الصحية الإقليمية والدولية إحدى أبرز الأدوات المباشرة للوصول إلى المريض الخارجي وتعريفه بالخدمات الأردنية. ويمكن عبر هذه المعارض تحقيق الآتي:

• تنظيم مشاركة مهنية تضم المستشفيات الأردنية والكفاءات الطبية لعرض خدماتهم مباشـرة للجمهور والمؤسسات الصحية.

• دعوة الإعلاميين وذوي الاختصاص لتغطية الفعاليات وتسليط الضوء على التقدم الطبي في الأردن.

• تقديم عروض علاجية خاصة خلال هذه الفعاليات، مع توفير مكاتب تنسيق للمتابعة.

• توقيع اتفاقيات تعاون طبي مع مستشفيات وشركات تأمين في الدول المستهدفة.

• عرض قصص نجاح طبية أردنية لتعزيز الثقة بجودة الخدمات.

• تخصيص ميزانية سنوية ثابتة للاشتراك في المعارض الدولية على مدار العام.


خلاصة

إن السياحة العلاجية تعتبر رافعة اقتصادية تعكس مكانة الأردن الإقليمية. والتراجع الحالي يتطلب تحركاً بمسار تسويقي منظم يعيد للاردن بريقها كوجهة علاجية أولى في المنطقة.