في كل عام، وفي شهر تشرين الثاني تحديدًا، تتجه أنظار العالم نحو حدث يحتفي بروح الإبداع والابتكار: أسبوع الريادة العالمي.، وهو مساحة كونية تشعل الخيال، وتمنح الأفكار الصغيرة فرصة أن تصبح مشاريع كبيرة.

وفي الأردن، حيث طموح الشباب لا يقل اتساعًا عن سماء الوطن، بات هذا الأسبوع محطة مهمة للتقدير وللتعلّم والتشبيك وبناء المبادرات وتحويل الحلم إلى حقيقة.

لكن… دعونا نقترب أكثر، إلى المفرق تحديدًا؛ تلك المدينة الهادئة بالظاهر، الصاخبة بالآمال وبالعمل في جوهرها، التي تخبئ بين شوارعها ووجوه أهلها قصصًا تستحق أن تُروى.

في هذا الأسبوع العالمي، نرفع رؤوسنا فخرًا بشباب وشابات المفرق الذين أثبتوا أنّ الريادة ليست مجرد مشاريع اقتصادية، بل هي روحٌ ورسالةٌ وإصرارٌ على التعلم والبناء.

في المفرق… ، لقد رأينا كيف انطلقت أفكار بسيطة من مقاعد المدارس والجامعات، من مقاهٍ صغيرة، من جلسات عائلية متواضعة، لتصبح فيما بعد مشاريع حقيقية تغيّر حياة الناس وتثرّي مجتمعنا.

شباب وشابات المفرق بعضهم أسّس شركات ناشئة في التكنولوجيا والتسويق، وآخرون أطلقوا مبادرات اجتماعية تُلهم الآخرين، وفريق ثالث دخل عالم التجارة والصناعات الصغيرة والخدمات بكل القطاعات بجرأة وثبات، وجميعهم، دون استثناء، تركوا أثرًا يلامس القلب قبل أن يلامس السوق.

أنتم لستم مجرد رواد أعمال؛ أنتم صُنّاع أمل، وبناة مستقبل، وروّاد قصة جميلة تُكتب كل يوم على أرض المفرق وسماء الاردن .

لقد شاهدناكم وأنتم تحولون أحلامكم الجريئة إلى مشاريع واقعية، وشاهدناكم وأنتم تفتحون أبواب الفرص لغيركم، وتمنحون الأمل لشباب وشابات كانوا يبحثون عن خطوة البداية، لذا فكل مشروع أطلقتموه هو بصمة حب على جبين هذه المدينة التي تبادلكم الوفاء.

معكم نسير نحو الغد ، في هذا الأسبوع، وفي كل أسبوع، نقولها بصدق ومحبة:
أنتم فخر المفرق، وعنوان أملها، وركيزتها الأساسية في مسيرة التنمية.

سنبقى إلى جانبكم، نرافق رحلتكم، ونحتفل بنجاحاتكم التي تشبهكم: رحلة صادقة، مشرفة، ومُلهمة.

ولأننا نعرف الطريق… نقف معكم..... فنحن نحتفي بكم اليوم، ولا نغفل لحظة عن حجم التحديات التي واجهتموها وتواجهونها كل يوم.

نعرف طريق الريادة جيّدًا؛ نعرف أنه طريق مليء بالصعوبات، بالخطوات المجهولة، بالقرارات الصعبة، وبالأعباء التي يتحملها الريادي الشاب وهو يبني مشروعه بيده وبقلبه، وكل اهله وصحبه يرقبون عمله بقلق وحرص.

نعلم أنكم خضتم معارككم بصمت، وواصلتم عملكم بإصرار، وتجاوزتم العراقيل التي كان يمكن أن توقف الكثيرين، لكنكم لم تتوقفوا، لذلك، نحن نتضامن معكم، ونقف إلى جانبكم بكل ما نستطيع.

ونقولها بوضوح وبلا تردد:مطالبكم محقّة، واحتياجاتكم مستحقّة، ومن واجب الحكومة وصنّاع القرار الالتفات إليكم، والاستماع إلى أصواتكم بجدية وحرص، والعمل على إزالة كل الصعوبات التي تعترض طريقكم.

فأنتم لستم فقط أصحاب مشاريع؛ أنتم القوة التي تحرّك الاقتصاد، والروح التي تُنعش التنمية، والصوت الذي يستحق أن يُسمع.

نحن نؤمن بأن في كل واحد منكم بذرة قائد للمستقبل يستحق كل الدعم والتمكين، وأن الاستثمار فيكم ودعمكم هو أثمن استثمار لمدينتنا وتنميتها.

في أسبوع الريادة العالمي، نبعث لكم تحية من القلب إلى قلب المفرق النابض شبابها وشاباتها الرياديين الأوفياء تحية تحمل في طياتها الاحترام العميق لعزيمتكم، لشغفكم، لجرأتكم في مواجهة الواقع وتغييره، ولثقتكم بأنفسكم رغم كل التحديات، وتحية وتقدير لكل من ساندكم وساعدكم في سعيكم .

* محاضر ومدرب بالتمكين السياسي والاقتصادي