رئيس الوزراء يستجيب لنداء الاستثمار
د. بركات النمر العبادي
24-11-2025 11:32 AM
*خطوة في الاتجاه الصحيح
في وقتٍ تمر فيه المنطقة والمملكة بتحديات اقتصادية معقدة وتصاعد فية ارقام المديونية ، تأتي الاستجابة الحكومية للمستثمرين المحليين كرسالة إيجابية تؤكد أن الأردن لا يزال حاضنة حقيقية للاستثمار الوطني وانه يحرص على المحافظة عليها ، وقد برزت هذه الرسالة بوضوح في اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان مع رجل الأعمال المعروف المهندس زياد المناصير، والذي استمر لأكثر من ساعتين ونصف ، بحضور وزراء معنيين بالشأن الاقتصادي والاستثماري.
دعم المستثمر المحلي واجب لا خيار.
ما شهدناه من تحرك سريع واستماع مباشر من قبل رئيس الحكومة يعكس وعيًا بأهمية الاستثمار المحلي ، وبأن المستثمر الأردني ليس طرفًا خارجيًا أو طارئًا ، بل هو شريك حقيقي في بناء الاقتصاد وخلق فرص العمل.
المهندس زياد المناصير، الذي تُعد مجموعته من أكبر المجموعات الاقتصادية في البلاد ، طرح خلال اللقاء مشكلات حقيقية تواجه استثماراته ، وقد وجد استجابة مباشرة من الرئيس ، الذي أوعز بدوره للجهات المعنية ، بما فيها هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ، بالاطلاع على الوثائق والتفاصيل ، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في تعطيل المشاريع.
توجيهات واضحة ورسالة طمأنة
التوجيهات التي صدرت من رئيس الوزراء خلال اللقاء ، والتي شملت الإسراع في منح التراخيص، والتعامل الجاد مع أي جهة تُعرقل الاستثمار ، هي بمثابة رسالة طمأنة لكل مستثمر بأن الدولة تقف إلى جانبه إذا كان يعمل بنزاهة وبما يخدم المصلحة العامة.
كما أن تأكيد الرئيس حسان على أهمية دور المؤسسات في حماية المستثمرين من التضييق ، يأتي انسجامًا مع توجيهات جلالة الملك وولي العهد الداعية إلى تهيئة بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار.
من التنمر إلى التقدير
من المؤسف أن البعض في مواقع المسؤولية ، بدلًا من دعم المستثمر، قد يمارس ما يشبه "التنمر الإداري" عبر تعطيل التراخيص أو خلق بيئة طاردة ، وهنا يأتي هذا اللقاء كتصحيح لمسار العلاقة بين الدولة والمستثمر: علاقة تقوم على الاحترام والدعم المتبادل.
ما نأمله كمواطنين ومراقبين هو أن لا يكون هذا اللقاء مجرد حالة فردية أو استجابة لحالة خاصة ، بل بداية نهج مؤسسي واضح في التعامل مع كافة المستثمرين، صغارًا وكبارًا، على قدم المساواة، بما يضمن العدالة ويحفز الاستثمار ويقلل من نسب البطالة.
فمن يعمل ويُشغّل الناس ويُنتج ، يستحق أن نفتح له الأبواب لا أن نضع أمامه الحواجز و العراقيل، و خاصه فيما يتعلق بالمستثمرين الكبار بحجم استثمارات المناصير.
حمى الله الاردن من كل كريهة وسدد على طريق الخير خطاه.