facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مداهمة الرمثا: مواجهة مع الفكر التكفيري


صالح الشرّاب العبادي
26-11-2025 11:22 AM

شهدت مدينة الرمثا ليلة الثلاثاء واحدة من أكثر العمليات الأمنية حساسية خلال الفترة الأخيرة، بعدما نفّذت قوات من مديرية الأمن العام مداهمة استهدفت شقيقين مطلوبين للاشتباه بحملهما الفكر التكفيري. العملية لم تكن روتينية؛ فقد واجهت القوة إطلاق نار مباشر، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل المطلوبين وإصابة عدد من أفراد القوة نرجو لهم السلامة دائماً ، إضافة إلى ضبط أسلحة وعتاد داخل الموقع.

هذه الحادثة، رغم خصوصيتها الميدانية، تعيد فتح ملف أوسع: كيف يتشكل الفكر التكفيري؟ وكيف يتحول من انحراف فكري إلى تمرّد مسلح داخل المجتمع؟

أولاً: جوهر الفكر التكفيري

الفكر التكفيري ليس مجرد تشدد ديني؛ بل هو منظومة مغلقة تقوم على عدة ركائز اهمها :

احتكار فهم النص واعتبار أي تأويل آخر “انحرافاً .

تكفير الدولة الوطنية بزعم أنها لا تحكم بما أنزل الله، وبالتالي تصبح في نظرهم دار حرب .

تكفير الجيش والأجهزة الأمنية والمواطنين باعتبارهم “موالين للدولة الكافرة ”، وهو تعبير يستخدم لتبرير الاعتداء على المجتمع ومؤسساته.

هذه المنظومة تنتج بالضرورة سلوكاً عدائياً، يبدأ من الانعزال وينتهي بالتصادم المسلح، كما رأينا وسمعنا في الرمثا.

ثانياً: لماذا يلجأ التكفيريون إلى العنف؟

التنظيمات التكفيرية – سواء أفراد منفردون أو خلايا صغيرة – تعتمد العنف وسيلة وحيدة لإثبات الوجود، لأنها لا تؤمن بالدولة ولا بالمجتمع ولا بالوسائل السلمية. وهي تستغل عدة عوامل أساسية اهمها :

الشعور بالظلم أو المظلومية الفردية كمدخل للتجنيد .

أزمات اقتصادية واجتماعية تُسهّل التأثير على البعض .

التمرد على السلطة باعتباره “عملاً جهادياً” وفق تصورهم المنحرف.

ومن الواضح أن الشقيقين اللذين واجهتهما القوة الأمنية كانا قد وصلا إلى مرحلة “التسليح والاستعداد للمواجهة”، وهو مؤشر على تطوّر الحالة من فكر إلى فعل.

ثالثاً: البعد الأمني لعملية الرمثا

تكشف العملية عن نقاط مهمة في طريقة تعامل الدولة:

العمل الاستباقي: الوصول إلى المطلوبين قبل تمكنهم من تشكيل خلية أكبر .

استخدام تقنيات متقدمة مثل الروبوت الأمني، ما يعكس انتقال الأجهزة إلى أنماط مواجهة أكثر احترافاً وتقليلاً للخسائر البشرية .

الحسم السريع في الاشتباك، رغم خطورته، ما حال دون توسّع دائرة المواجهة أو انتقالها إلى المدنيين.

التمييز بين المطلوبان ووالدتهما اللذان استخدماها كدرع بشري والتضحية بها لإنقاذ نفسيهما وتحييدها بحرفية لما لها من بعد إنساني واخلاقي تتمتع به اجهزتنا الامنية .

رابعاً: ما وراء الحادثة

لا يمكن اعتبار ما جرى مجرد اشتباك عابر؛ فهو يفتح سؤالاً أكبر: هل نحن أمام حالات فردية متناثرة، أم أن هناك بيئة صغيرة يجري اختراقها من قبل خطاب متطرف؟ الرمثا ليست مدينة خارجة عن السيطرة، لكنها مدينة حدودية، تتعرض لضغوط اقتصادية وتداخلات اجتماعية، وهذا يجعل بعض الأفراد أكثر هشاشة أمام دعاة التطرف.

عملية الرمثا تُذكّر بأن تحدي الفكر التكفيري لم ينتهِ، وأن الدولة مطالبة دائماً بالتوازن بين الأمن الصارم من جهة، وتعزيز الوعي المجتمعي من جهة أخرى. فالفكر الذي يرفض الدولة ويستبيح الجيش والمجتمع لا يواجه فقط بالرصاص، بل أيضاً بتجفيف جذوره الفكرية والاجتماعية لكي لا تتكرر ليلة كتلك مرة أخرى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :