facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ستصبح طبيباً يا ولدي


د.سهيل الصويص
26-11-2025 02:38 PM

منذ أن عاد الدكتور حنا القسوس من بيروت عام 1910 ليصبح بذلك أول طبيب في منطقة شرق الأردن حتى عام 1954 عندما أسس الدكتور مصطفى خليفة أول نقابة أطباء في المملكة كان تعداد الأطباء المؤسسين 207 طبيباً ليزداد العدد تدريجياً ويصبح اليوم أكثر بقليل من 48 ألف طبيب .

هذا يعني وحسب اَخر إحصائية رسمية 32.7 طبيب لكل عشرة اَلاف نسمة أي قرابة ضعف المتوسط العالمي ) 17.2 عام 2022 ( ، ومع ذلك اكتظت وسائل الإعلام بصراخ البعض وتهويلهم من الخطر المحدق بحدوث نقص في الأطباء وذلك من أجل تمرير وتبريرافتتاح كليات طب خاصة .

وهذا التخبط واللاعقلانية ليس بجديد فعلى النقيض قبل عشرين عاماً كان متوسط عدد الأطباء في الأردن 26.4 لكل عشرة اَلاف نسمة) المتوسط العالمي كان 10 ) لكن قرر وزير الصحة بتهور أن هناك نقص في عدد الأطباء ويجب جلب أطباء من الهند وأوكرانيا قبل إجهاض أهل الخير لاندفاعه الخطر اللامبرر .

يتم ذلك في الوقت الذي أهملنا منذ عام 2013 تحذيرات وزير التعليم العالي الأكاديمي المخضرم وجيه عويس بأننا نقذف بالخريجين الجدد في أحضان البطالة حيث كان وقتها عدد الخريجين 1800 طبيب في السنة .

وتواصلت المسيرة الكارثية لتوصلنا عام 2023 لتسجيل 2081 طبيب جديد في النقابة و 1997 طبيب جديد عام 2024 ، أوليس هذا ناتج عن عدم الإصغاء لتحذيرات الدكتور عويس وعدم التريث والبحث عن سبل كبح جماح رغبة الوالدين قبل الطلبة حيث يقدر الناطق الرسمي في نقابة الأطباء بأن هناك اليوم بين 4 اّلاف و 4300 طبيب ( بل وتتحدث النقابة عن ضعف هذا العدد العام المقبل ) دون وظيفة بينما قدرة القطاع الحكومي لا تتجاوز 1200 طبيب سنوياً .

قبل بداية العام الدراسي الحالي فاجأتنا وزارة التعليم العالي بقرار تحديد عدد المقبولين هذا العام ب 640 طالب في كليات الطب الستة مجتمعة بينما كان العدد 1000 طالب في فوج 2023-2024 ( لكن وماذا عن المئات بل الاَلاف في دول أخرى ) ؟ وهذا ما يدفعنا للتساؤل إن كان قرار الوزارة بمثابة صحوان متأخر ونقطة انطلاق لبرنامج توعوي وتخطيطي يتناسب مع الاحتياجات الميدانية أم أن المسفيدون الرئيسيون في النهاية ليسوا سوى المستثمرين في الكليات الخاصة ؟

يا ترى من الذي يتراكض للالتحاق بدراسة الطب أهل هو الطالب أم الأهل ؟ بالتأكيد أن العديد من طلبتنا لديهم حلم يساورهم منذ الصغر لدراسة الطب ومن حقهم خوض المعركة الطويلة لتحقيق طموحاتهم لكن منهم من يعتقدون بأن مهنة الطبيب ما تزال مصدر ثراء . والأكثر خطورة وذلك يمثل نسبة غير بسيطة من طارقي أبواب كليات الطب هم من ضحايا الأهل في مجتمع تحكمه المظاهر والنفاق ويريدون أن يصبح أبنهم طبيب واحيانً خارج إطار رغبته وطموحاته وهنا تكمن المأساة لاحقاً .

لهؤلاء نقول فإنه حسب تلفزيون المملكة وفي شارع الخالدي فقط أغلقت 374 عيادة أبوابها في عام واحد لخلوها من المراجعين بعد أن هجرّنا بأيدينا قوافل المرضى الوافدين . ولهؤلاء عليهم أن يعرفوا بأن تقاعد الطبيب اليوم 42 دينار في الشهر أي ما يسمح له بتناول وجبة فلافل وبيبسي في اليوم ، أمّا إن كان الطبيب من ضمن الشريحة العليا فكم هو محظوظ فتقاعده بعد 35 سنة من العطاء والاشتراك الإلزامي بصندوق تقاعد النقابة وجبة شاورما وبيبسي يومياً لا أكثر فصندوق التقاعد قد تبخرت مذخراته بينما يتهامس الكثيرون بأن في أدراج النقابة قواشين عديدة يملأها الغبار .

عزيزي خريج التوجيهي ، عزيزي والده الكريم انظروا لهذه الأعداد المكدسة من العيادات المرهونة للبنوك واصغوا لصراخ الأوفياء بأن المهارة لم تعد الشرط الرئيسي للنجاح واتركو الطريق فقط لمن بدمه حب هذه المهنة ويعرف ما قد يجابهه من مصاعب وفي ضميره وخلقه ما يستحق حمل مسؤولية بهذا الحجم وكم نحن بحادة لأمثالهم لكي نتخلص من بعض من يشوهو باتعدام أخلاقيات المهنة في دمهم مهنة الطب الشريفة ويعيدو لأردننا السمعة الخيرة والماضي المشرف .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :