facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جيل قادر على التغيير .. لكن من يفتح له الطريق؟


هنادي عبدالرحيم المناصير
26-11-2025 02:42 PM

يمتلك الأردن اليوم جيلًا شابًا يتقدم بوعي ومعرفة وقدرات رقمية غير مسبوقة، جيل أثبت أنه قادر على التعلم السريع، وصناعة المبادرات، وتحويل الأفكار إلى مشاريع حقيقية. ومع ذلك، ما زال جزء كبير من هذه الطاقة الهائلة يقف على عتبات الفرص، مما يشكل خسارة تنموية، وينتظر بيئة أكثر استعدادًا لاحتضانه وتمكينه.

كل عام تتخرّج آلاف الطاقات الشابة من الجامعات، لكن المسافة بين التعليم واحتياجات السوق ما تزال واسعة. يجد الشاب نفسه مضطرًا للبحث عن دورات وخبرات وفرص تدريب، قبل أن يتمكن حتى من خوض أول تجربة عملية. وبينما ترتفع طموحات الشباب، تتباطأ الإجراءات والأنظمة التي يفترض أن تساعدهم على الانطلاق.

الجيل الجديد لا ينتظر وظيفة تقليدية فقط؛ فهو يبحث عن فرصة لإثبات الذات، والعمل الإبداعي، وصناعة مشروعه الخاص. يمتلك هذا الجيل إمكانات تتيح له المنافسة إقليميًا وعالميًا، لكنه كثيرًا ما يصطدم ببنية وبيروقراطية غير مرنة، وبحواجز إدارية أو تمويلية تبطئ تقدّمه أو تقيّد مبادراته.

ولا يمكن تجاهل دور مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ساحة واسعة للتعبير والتأثير. صحيح أنها فتحت أمام الشباب نافذة على العالم، لكنها في الوقت نفسه خلقت ضغطًا قائمًا على المقارنة المستمرة، ما يجعل الكثيرين يشعرون بأن خطواتهم بطيئة رغم حجم الجهد الذي يبذلونه.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: من يتحمل مسؤولية فتح هذا الطريق؟
فتح الطريق ليس شعارًا، بل هو مسؤولية مشتركة تتقاسمها الحكومة بتبسيط إجراءاتها وخلق بيئة تشريعية داعمة، والقطاع الخاص بتبني ثقافة الاستثمار في الابتكار وروح المبادرة لدى الشباب، والمؤسسات التعليمية بجسر الهوة بين المناهج الأكاديمية ومتطلبات سوق العمل، والمجتمع المدني بدوره التمكيني، وصولاً إلى الأسر بدعمها المعنوي وتفهمها لمسارات أبنائها غير التقليدية.

اليوم، لا يحتاج الشباب إلى وعود أو شعارات، بل إلى خطوات عملية واضحة تصنع لهم فرصًا حقيقية. ومن بين أهم هذه الخطوات: تطوير التعليم بما يتواءم مع سوق العمل من خلال الشراكة الإلزامية مع القطاع الخاص، تعزيز التدريب العملي، توسيع حاضنات الأعمال في المحافظات، توفير أدوات تمويل مرنة وداعمة للمشاريع الريادية بعيدًا عن الضمانات التقليدية المعيقة، وإشراك الشباب في مواقع صناعة القرار بشكل فعلي لا شكلي.

الشباب الأردني ليس عبئًا على الدولة، بل ثروة وطنية تحتاج إلى إدارة حكيمة ورؤية واضحة. وإذا تم الاستثمار في هذا الجيل بالشكل الصحيح، فسيكون قادرًا على تغيير ملامح التنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال سنوات قليلة.

فجيل بهذه القدرات لا يحتاج إلى فرصة وحيدة… بل يحتاج إلى طريق مفتوح وثقة حقيقية.
وإذا كنا نتفق على ذلك، أي هذه الخطوات تراه الأكثر إلحاحًا لتبدأ من اليوم؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :