facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هيبة بلا كلمات .. أردن بلا مساومة


م. محمد العمران الحواتمة
27-11-2025 02:52 PM

الرمثا مساء الثلاثاء لم تكن مجرد عنوان عابر في نشرات الأخبار ، بل كانت اختباراً حياً لهيبة الدولة الأردنية وتجسيداً صريحاً لمدى صلابة مؤسساتها وقدرتها على حماية أمن المواطنين واستقرار الوطن . فالأردن ، برغم صغر مساحته ، يثبت مرة أخرى أن قوته الحقيقية لا تقاس بالأرقام ، بل بالوعي والانضباط والالتزام المؤسسي .

الهوية الأردنية ليست شعاراً يرفع ، ولا كلمات تكتب على لافتة ، بل حالة وجدانية متجذرة في الناس : وعي، وفاء، وشجاعة. هي هوية تبدأ من ثوب المرأة البدوية الذي يحمل الشرف ، وتمر بصوت المؤذن في الفجر الذي يدعو المدينة إلى اليقظة ، وتظهر في الفلاح الذي يشق الأرض حباً للوطن . هذه الهوية تنبض في الوجوه حين يشتد الموقف ، وتعلو في الأكتاف حين يطلب من الأردن أن يكون أكبر من حجمه ، وأشد من ظروفه ، وأقوى من محيطه .

تقدمت المخابرات العامة الأردنية بصمتها المعهود ودقتها الفائقة إلى قلب الحدث . الجهاز الذي لا يظهر إلا حين يقرر ، ولا يعلق سوى على الحقائق ، أثبت أنه العقل المدبر الذي يقرأ المشهد قبل أن يتحول إلى أزمة . فالمخابرات العامة ليست مجرد جهاز ، بل امتداد للسيادة الأردنية ، يحافظ على استقرار الوطن ويمنع أي محاولة لزعزعة الأمن قبل أن تبدأ . التحرك الدقيق والخطط المحكمة للجهاز كانت العامل الحاسم في ضمان عدم تطور الموقف ، وإعادة الطمأنينة للمدينة بسرعة وفعالية .

على الأرض ، ظهر الأمن العام الأردني كواجهة صلبة للدولة ، يقود تنفيذ العملية باحترافية عالية . رجال الأمن العام ليسوا مجرد عناصر في جهاز ، بل هم صورة حيّة للهوية الأردنية ، صلابتهم ، وشجاعتهم ، والتزامهم بالقانون تمثل الوقاية الأولى للمواطن الأردني . الانتشار المدروس والتحرك السريع كانا مثالاً يحتذى به في كيفية مواجهة الخارجين عن القانون دون تعطيل حياة المدنيين ، وبطريقة تؤكد هيبة الدولة وسيادة القانون .

في الخلفية ، وقف الجيش العربي الأردني كالسند الصلب ، حامياً للحدود ومدافعاً عن الاستقرار . الجيش الذي تربى على قسم الثورة العربية الكبرى ، وورث قيم الانضباط والشجاعة ، لم يكن مجرد مراقب ، بل خط الدفاع الأخير الذي يضمن أن أي تصرف خارج القانون لن يجد أمامه سوى ردع حازم . الجيش الأردني يمثل جزءاً من الهوية الوطنية ، ويضفي على أي عملية أمنية ثقة لا تهتز على كل المستويات .

كل هذه التحركات كانت تحت مظلة واحدة: القيادة الهاشمية التي أثبتت مراراً أن الحكمة ليست رفاهية ، وأن القرار الصلب لا يحتاج إلى ضجيج . الملك عبدالله الثاني ، وولي العهد الأمير الحسين ، يمثلان مدرسة قيادة واضحة : حكم رشيد ، قراءة دقيقة للملفات الأمنية ، ووعي تام بأهمية حماية كل شبر من الوطن . القيادة الهاشمية جعلت من الأردن دولة متماسكة ، تستطيع إدارة الأزمات بسرعة وفاعلية ، مع الحفاظ على استقرار المجتمع وثقة المواطنين .

ما حدث في الرمثا مساء الثلاثاء لم يكن مجرد عملية أمنية ، بل درس واضح في تكامل مؤسسات الدولة . المخابرات العامة تحلل وتخطط ، الأمن العام ينفذ ويحمي، الجيش يراقب ويؤمن ، القيادة توجه وتقرر ، والشعب يقف خلفهم بثقة مطلقة . هذا التكامل هو ما يجعل الأردن قوياً، واستقراره ثابتاً ، وقدرته على الحسم سريعة وفعالة . الرمثا كانت شاهدًا على أن الدولة الأردنية لا تسمح لشرارة فوضى أن تتصاعد، وأن الأمن في الأردن ليس مجالاً للاختبار .

خرجت الرمثا من ليلها أكثر أماناً وأكثر يقيناً بأن الدولة الأردنية تمتلك كل أدوات القوة اللازمة لحماية مواطنيها . وهذه الليلة لم تظهر فقط صلابة الأردن ، بل جسدت الهوية الأردنية بأبهى صورها : وعي، التزام، شجاعة، وفداء. الأردن اليوم ليس مجرد دولة على الخارطة ، بل كيان متماسك ، ينهض بكامل ثقله حين تتعرض أركانه لأي تهديد .

ليلة الرمثا مساء الثلاثاء أثبتت أن الأردن دولة تحمي مواطنيها بكامل قوتها ، وأن مؤسساتها تعمل كجسد واحد : المخابرات العامة ، الأمن العام ، الجيش العربي ، والقيادة الهاشمية ، جميعهم عناصر قوة لا يُستهان بها . الهوية الأردنية هنا ليست شعاراً يُرفع ، بل ممارسة يومية يترجمها رجال الدولة وشعبها في كل لحظة . ومن يظن أنه يستطيع اختبار هذا الوطن أو مسه ، يدرك سريعاً أن الأردن ، حين يقف ، لا ينكسر ، وأن الدولة حين تتحرك ، تتحرك بثقل كامل لا يقاس ولا يقارن .

وهكذا، سيظل نشامى أجهزتنا الامنية رمزاً لأمان الأردن . وحادثة الرمثا مثالاً حياً على قدرة الدولة الأردنية على الحماية والحسم ، وعلى أن الهوية الأردنية الصلبة هي أساس كل قوة ومصدر كل ثقة ، وأن الدولة حين تنهض ، تنهض بكامل هيبتها ، بكل رجالاتها ، وبكل إرثها التاريخي ، لتؤكد للعالم أجمع : الأردن صامد، أقوى، وأشد هيبة من أي وقت مضى .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :