facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تنجح موازنة 2026 في إعادة توزيع الأمل ؟


د. بركات النمر العبادي
30-11-2025 10:01 AM

* بين يقظة الدولة على واقعها الاقتصادي الحرج وظمأ المواطن الذي بدأ الفقر ينهش لحمه وينخر عظامه

(على الفقراء/ العاطلين عن العمل/ صغار الصنا ع و الزراع و الحرفيين والموظفين المحجوز على رواتبهم / ...........الخ ؟ ) .

في لحظةٍ حرجة من التاريخ الاقتصادي الأردني ، تقف الدولة أمام مفترق طرق لا تحكمه الأرقام وحدها ، بل تحكمه الأسئلة الكبرى التي تفرض نفسها بقوة : كيف نُعالج الفقر دون أن نُفرّغ الخزينة ؟ كيف نكسر قيد البطالة دون أن نُجهض روح السوق ؟ وكيف نوازن بين الداخل المتطلب والخارج المتسارع ؟

تُعدّ موازنة 2026 اختبارًا صريحًا لصدق النيّة وجدّية الفعل ، فالحكومة اليوم لا تمتلك رفاهية "التأجيل" ، لأن الشارع بات أكثر وعيًا ، وأكثر تعطشًا لإجابات ملموسة ، لا وعودٍ نظرية تُنسى في زحام التصريحات.

إنّ الفقر في الأردن لم يعد مجرّد مؤشر رقمي في تقارير التنمية ، بل تحوّل إلى شعور يومي بالخذلان ، يكبر في الأحياء المهمّشة ، ويتسلل إلى أحلام الشباب الطامحين في حياة كريمة ، اما البطالة ، من جهتها ، أصبحت جدارًا نفسيًا يُقيد الطاقات ، ويُخنق الإبداع، ويُفرغ الجامعات من جدواها.

لكن، وعلى الضفة الأخرى، تلوح فرص لا يجب إغفالها ، انفتاح الأردن على شراكات اقتصادية جديدة ، وتوسيع بوابة التصدير ، وموقعه الجيوسياسي كـ "مفترق مصالح إقليمي"، تشكل نافذة أمل قد تُعيد كتابة المعادلة ، بشرط أن تتحول هذه الفُرص إلى نتائج لا إلى خطب كلامية لا تسمن و تغني من جوع ، وخطب شعبوية في الحوارات البرلمانية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ولا تفضي بالنفع لما يلمسه المواطن في واقعه المعاش .

الرهان الحقيقي إذن ليس على حجم الموازنة ، بل على فلسفتها ، هل هي موازنة محاسبة أم موازنة رؤية ؟ هل توزّع الموارد على أساس الكفاءة والتأثير؟ أم تكرّر عقلية الترقيع؟

والأهم : هل تجرؤ الحكومة على إعادة النظر في الأولويات ؟ في هيكلة الإنفاق ؟ في دعم المشاريع الإنتاجية بدلًا من الاكتفاء بالدعم الاستهلاكي ؟ هل ستصغي لصوت القرى كما تصغي للعواصم ؟ ام هل تصغي لصوت المهمشين ام تزيد من نعيم المنعمين ؟

جلالة الملك ، من جانبه ، يفتح المسارات ويؤسّس للعلاقات ، لكن تحويل تلك الفرص إلى استثمارات يتطلب قدرة تنفيذية فعّالة ، وإرادة سياسية لا تخاف من "القرارات الصعبة" ولا تتهرب من محاسبة النفس ، الى حكومة تفعل وتنجز لا الى حكومة مرجفة تتعثر بالمعيقات دون معالجتها .

في النهاية ، موازنة 2026 قد لا تكون ورقة أرقام فقط ، بل قد تكون مرآة لصدق الإجابة على سؤال مهم : هل ما زال الأردن قادرًا على تحقيق التوازن بين الاستقرار السياسي والتحوّل الاقتصادي ، دون أن يدفع الفقير الثمن ؟

حمى الله الاردن من كل كريهة وسدده على طريق الحق و الرشاد .

* حزب المحافظين الاردني /مساعد الامين العام للثقافة الحزبية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :