عمون - وسط حضور لافت من المثقفين والإعلاميين ورؤساء الجمعيات المقدسية والأرثوذكسية ورابطة الكتّاب الأردنيين ومحبي الشعر، شهرت الشاعرة والأديبة الأردنية رولا فايق نصراوين ديوانها الشعري الرابع "لستُ بخير"، والصادر عن فضاءات للنشر والتوزيع، وذلك في قاعة المركز الثقافي الرياضي في جمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسية.

الفعالية، التي قدّمها الإعلامي صدام راتب المجالي، اتسمت بأجواء أدبية احتفالية، حيث تحدّث خلالها الشاعر موسى الحوامدة والناقد محمد سلام جميعان عن تجربة نصراوين الشعرية ومسارها الإبداعي، مشيرين إلى خصوصية لغتها وفرادة مواقفها الوطنية في هذا الديوان. وقدّمت الشاعرة مجموعة من قصائدها على أنغام موسيقى العازف فراس محادين التي أضفت على الأمسية طابعًا وجدانيًا متناغمًا مع روح الكتاب.

ويأتي هذا الديوان بعد غياب إبداعي منذ صدور كتابها "أما أنا" عام 2017. وكانت نصراوين قد نشرت قبل ذلك كتاب "لأنها الدنيا" وكتاب "أما أنا" الصادرين عن الآن ناشرون وموزعون، إضافة إلى كتابها الأول "هكذا تكون البداية".

وتصف الشاعرة هذا الغياب بأنه كان رحلة مواجهة مع الذات أكثر منه انقطاعًا عن الكتابة، مشيرة إلى أن عنوان "لستُ بخير" ليس مجرد صياغة لغوية، بل اعتراف داخلي حاولت طويلاً إخفاءه قبل أن يعود ليصوغ نصوصًا مشبعة بما تراكم من وجع وأسئلة وجودية عن الواقع الذي تمر به الانسانية والأمة العربية. ويتألف الديوان من ثلاثة أبواب رئيسية تمثل محاور التجربة الشعرية التي تخوضها نصراوين في هذا العمل:

• باب الحبّ بما يحتويه من خسارات واعترافات إنسانية.
• باب غزّة حيث تتشكل القصيدة من ذاكرة الألم والصمود، وتولد الكلمات من تحت الأنقاض.
• باب الرثاء الذي لا يرثي الراحلين فحسب، بل يرثي ما نفقده على امتداد العمر والعشرة.

وتؤكد نصراوين أن حالة "لست بخير" تتجاوز بعدها الشخصي لتلامس الواقع العربي المثقل بالحرب والفقد، وتحديدًا ما تعيشه غزة وفلسطين من نزيف مستمر، موضحة أن قسوة العنوان تنبع من واقعية لا يمكن تجميلها.

يُذكر أن الديوان جاء في القطع الوسط، وحمل غلافًا للفنانة التشكيلية عبير حدّاد، وتصميمًا فنيًا للفنان سمير خوري، ليشكّل إضافة جديدة في مسيرة رولا نصراوين الشعرية، وإطلالة مختلفة بعد سنوات من الصمت الإبداعي.