السلم المجتمعي ومدينة السلط
م. عبد الغني طبلت الايوبيين
04-12-2025 02:50 PM
تُعد السلط أنموذجاً رائداً ورائعاً في تحقيق ابعاد "السلم المجتمعي والعيش المشترك" ما بين مختلف الفئات المجتمعية التي تتواجد فيها وتنتمي اليها ، وتحويل تلك الابعاد الى سلوكيات وممارسات جرى تفعيلها وتطبيقها على ارض الواقع العملي كمنهج حياة متواتر ، بأسلوب سلس ولين ومتناغم شهد (ويشهد) له القاصي والداني منذ سنوات وسنوات
فقد تميزت المدينة ذات النسيج المجتمعي المتلاحم والمتداخل بمستوى متميز وحالة لامثيل لها من الانسجام العميق والتوافق الشمولي الجامع والتلاحم العفوي غير المسبوق بين مختلف فئاتها المجتمعية بعشائرها وعائلاتها ومقيميها ومسلميها ومسيحييها على مدى مئات السنين ، الأمر الذي انعكس بوضوح وتبلور دون شك او ريب وأدى الى خلق حالة فريدة من السلم المجتمعي والعيش المشترك بين كل تلك الفئات ، وهو ماساهم بشكل إيجابي في رفعة اسم المدينة وتطورها وصون تراثها ومقدراتها ، وحفزها للسير نحو المستقبل بتؤدة واتزان
ولقد انعكس ذلك الانسجام والتوافق والتلاحم على مدينة السلط بشكل واضح ، وهو ما أكسبها وضعا مواتيا لأن يطلق عليها "مدينة التسامح والضيافة الحضارية " من قبل كثير من الجهات المعنية وبخاصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) التي قامت بإدراج المدينة على قائمة التراث العالمي عام 2021 ، كإحدى الحالات والامثلة المتميزة التي يشهد لها القريب والبعيد في تحقيق ابعاد التسامح الإنساني ، وتكريس جهود السلم المجتمعي وتثبيت معطيات العيش المشترك ، التي يجب ان لا تستكين او تتوقف او تخضع او ترتهن ، لتصبح أسلوب حياة راسخ ، وتغدو منهجا سلوكيا مستمرا يستوعب الاخر ولايسقطه مهما طال الزمن