رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان المحترم،

تجديد الثقة الملكية السامية بتكليفكم بقيادة دفة الحكومة هو إيذان بمرحلة جديدة عنوانها العمل الدؤوب والمخلص، وغايتها تحقيق الرؤى الملكية السامية للتحديث الشامل بمساراته الثلاثة: السياسي والاقتصادي والإداري. إن هذا التكليف يحمل في طياته مسؤولية تاريخية كبيرة، ويستوجب منا كأردنيين أن نكون سنداً وعوناً لفريقكم الوزاري، وأن نطلق صرخةً من القلب تعزز مسيرة النهوض بالوطن.

إن النهوض بالوطن لا يتحقق إلا بتضافر الجهود، والعمل بروح الفريق الواحد، حيث يكون المواطن شريكاً فاعلاً لا مجرد متلقٍ. ولتحقيق الأردن القوي المنيع والمستقر، نرى أن التركيز على المحاور التالية هو مفتاح النجاح والتغيير الإيجابي:

أولاً: بوصلة الاقتصاد ومعيشة المواطن

إن صمود الوطن وقوته يبدآن من قوة اقتصاده واستقرار حياة المواطنين. يجب أن يكون تحسين مستوى معيشة المواطن ومكافحة الفقر والبطالة هما البوصلة التي توجه كافة القرارات والإجراءات الاقتصادية. وهذا يتطلب منا:

تحفيز الاستثمار المنتج: تقديم حوافز حقيقية للاستثمارات التي تخلق فرص عمل مستدامة وتوظف الكفاءات الأردنية، خصوصاً في المحافظات، لضمان العدالة التنموية.
الشفافية والنزاهة: استمرار الجهود في ترسيخ مبادئ النزاهة والمساءلة، وتجفيف منابع البيروقراطية التي تعيق التقدم، فالعدالة الاقتصادية لا تستقيم إلا في ظل حكم رشيد ونظيف.

ثانياً: الاستثمار في الكفاءة والقيادات الجديدة

الاستثمار في الإنسان الأردني هو أجدى أنواع الاستثمار. إن نهضة الأوطان تبنى بعقول أبنائها المبدعة ومهاراتهم المتطورة. يجب إعطاء الأولوية القصوى لـ:
تطوير الإدارة العامة: يجب تسريع وتيرة التحديث الإداري، واختيار القيادات الإدارية الوسطى والعليا بناءً على معيار العدالة والكفاءة والقدرة على الإنجاز، بعيداً عن أي شكل من أشكال الواسطة والمحسوبية.

ربط التعليم بسوق العمل: ضمان أن مخرجات التعليم الجامعي والمهني تلبي الاحتياجات الحقيقية للمستقبل، وتجهيز شبابنا بالمهارات الرقمية والتخصصية اللازمة.

ثالثاً: خبرة المتقاعدين قوة دفع للوطن

دولة الرئيس، إن الوطن ثري بخبرات أبنائه، ومن بينهم شريحة المتقاعدين العسكريين والأمنيين والمدنيين. هؤلاء قدموا زهرة شبابهم في خدمة الوطن، وهم اليوم يشكلون خزاناً هائلاً من الانضباط، والخبرة المتراكمة، والولاء المطلق.

ندعوكم إلى تفعيل دور هذه الشريحة الوطنية في مسيرة التحديث الإداري والعمل المحلي، فخبرة سنوات الخدمة الطويلة التي تتمتع بها هذه الفئة هي ثروة وطنية يجب الاستفادة منها في نقل الخبرات وترسيخ قيم الانتماء والاحترافية ضمن مؤسسات الدولة.

إن دمج هذه الكفاءات في لجان التنمية المحلية ومجالس الإدارة يضمن أن تبقى مسيرة البناء مستنيرة بالإخلاص والوفاء، وتوفر قدوة حقيقية للأجيال الشابة.
دولة الرئيس،

إننا على ثقة بأن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وبإرادة شعبه الأبي، سيعبر هذه المرحلة الإقليمية الصعبة نحو بر الأمان. النجاح لن يكون سهلاً، بل يتطلب قرارات شجاعة، وشفافية مطلقة، وعملاً مخلصاً يلامس حياة كل أردني وأردنية.

كلنا أمل في أن تكون حكومتكم، بكل تفاصيل عملها، "كلمة من القلب" تُترجم إلى إنجازات تعزز منعة الوطن وكرامة المواطن، ليبقى الأردن قوياً عزيزاً شامخاً. حفظ الله الأردن وقيادته وشعبه