في ذكرى وفاة الأستاذ إبراهيم خليل العجلوني
عبد الحفيظ العجلوني
06-12-2025 10:15 AM
ثلاثُ سنوات مرّت على رحيل ابن العم الغالي، الأستاذ إبراهيم خليل العجلوني، وما يزال أثره في الفكر واللغة والثقافة العربية الإسلامية غضًّا لا يبهت؛ وكأن صوته ما زال ينساب من بين السطور التي خلّفها، ومن بين الأسئلة التي كان يوقظ بها العقول ويدعوها إلى التأمل والمراجعة.
رحل إبراهيم العجلوني جسدًا، لكنه بقي مشروعًا فكريًا حيًّا في وجدان كل من عرفه أو قرأ له؛ بقي مثالًا للمثقف الحر، والكاتب الأمين على لغته العربية وهويته الإسلامية، والحارس اليقظ للقيم التي آمن بها ودافع عنها بقلمه ومواقفه. كان –رحمه الله– مدرسةً في الانضباط، ومرجعًا في الوعي، ومنارةً للفكر، وصوتًا صادقًا نادرًا يجمع بين العقلانية العميقة والفكر المنير والإحساس المرهف.
نفتقده اليوم، بعد ثلاث سنوات على رحيله، كما لو أنّ الفقد كان بالأمس؛ نفتقد تواضعه وأنفته ونقاءه وصدقه وترفّعه وخصاله العديدة التي عزّ أن تتكرر.
وعزاؤنا أنّ رجلًا بهذه القامة لا يغيب؛ فالمفكرون الكبار لا يرحلون تمامًا، بل يبقون في كتبهم، وفي أثرهم، وفي البصمة التي يتركونها على خط الزمن.
رحم الله ابن العم الأستاذ إبراهيم العجلوني، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه عن العلم والفكر والثقافة خير الجزاء.
وستظل ذكراك – فقيدنا الحبيب – منارةً تضيء الطريق لكل طالب معرفة، ولكل محب للغة العربية والثقافة الإسلامية، ولكل مؤمن بأن الكلمة الصادقة تبقى وإن غاب صاحبها.