رافق تأكيدات المملكة الأردنية الهاشمية استمراريتها بإيصال المساعدات للأهل في غزة، وعدم انقطاعها من خلال شركاء لها داخل القطاع، رافق ذلك حرص على عودة إدخال المساعدات عبر جسر الملك الحسين «معبر الكرامة»، بإيمان مطلق بداية على أن دخول المساعدات سيكون أكثر عملية وبكميات أكثر من تلك التي يتم توزيعها داخل القطاع، إضافة للقدرة الضخمة والسريعة لتوفير وإيصال ما يحتاجه الأهل في غزة دون انقطاع وبكميات كبيرة.

وفي إعادة فتح الجسر، حتما غاية أردنية هامة، ذلك أن الأمر سيكون أكثر سهولة وسرعة، حيث سيتم إرسال قوافل من الشاحنات بكميات كبيرة، لا سيما أن الأردن بالتعاون مع المنظمات الشريكة الأممية قادر على إرسال أكثر من 8400 شاحنة مساعدات، فيما تحتوي مستودعات الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية على أطنان من المساعدات بحمولة نحو 3400 شاحنة، في ظل ذلك حتما فتح الجسر يشكّل حالة إنسانية هامة للوصول إلى الأهل في غزة بما يحتاجون، وبالكميات التي تقدّم لهم العون الإنساني الذي يحتاجون، وما يحتاجه الغزيون اليوم كثير.

بعد تصريحات رسمية أكدت أمس أن إسرائيل وافقت على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر جسر الملك الحسين (معبر الكرامة) بعد توقفها لأكثر من شهرين ونصف، حقيقة تغيّرت بوصلة العمل الإنساني الأردني في غزة، إذ اتجه نحو رفع كميات المساعدات الإنسانية والإغاثية، وتنوّعها وتوفير كل ما يلزمهم من خلال تسيير قوافل بالمئات، وهناك جاهزية كاملة لذلك، ففي إعادة إدخال المساعدات أهمية كبيرة في دعم الأهل في غزة.

وحقيقة الأمر، أن إعادة إرسال المساعدات، لم يأت قرارها صنيعة الصدفة، فقد جاء بعد جهود أردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لم تتوقف للحظة، وتحرك من جلالته على مستوى دولي على مدى الشهرين والنصف الماضيين ولقاءات واتصالات جلالته لفتح جسر الملك الحسين «معبر الكرامة»، وضغوط مستمرة، وصولا لهذا الإنجاز الوطني الإنساني الثمين، والذي رأى به الغزيون موقفا متقدما حتما سينقلهم لمكان آخر فيما يخص احتياجاتهم وعونهم الإنساني، ليكمل الأردن بقيادة جلالة الملك جهوده العظيمة تجاه غزة لمزيد من العطاء الإنساني والإغاثي، فهي جهود متقدمة لصالح غزة.

لم يغب ملف المساعدات الأردنية الإنسانية للأهل في غزة عن أي مباحثات ولقاءات واتصالات لجلالة الملك عبدالله الثاني، بحرص من جلالته على ضرورة تدفقها دون انقطاع، وبكميات كبيرة، فحضر الملف على طاولة مباحثات جلالته التي كان من بينها لقاء جلالته بسفير الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة مايك والتز، فلم يتوقف الأردن عن الضغط لإعادة فتح المعبر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر المنافذ الأردنية، ليتحقق هذا الانتصار الأردني ويضاف لانتصارات عظيمة أردنية لغزة والقضية الفلسطينية.

من المتوقع أن نرى اليوم قافلة مساعدات أردنية تنطلق لغزة بعد توقف لمدة شهرين ونصف، لم تغب فيها المساعدات الأردنية، إنما غابت القوافل القادمة من الأردن، لتعود اليوم، بحضور قوي بل الأقوى تمد يد العون والسند للأهل في غزة، بكميات كبيرة، ودون توقف، فهو الأردن الذي لم ولن يخذل الغزيين بعون لن يتوقف، ومساع وضغوط مستمرة لمنحهم حقوقهم الإنسانية، والإغاثية، وإنهاء الحرب، هو الأردن الذي سيبقى سندا حقيقيا لغزة، وصوتا ينادي بحقوق الغزيين.

تتجه الأعين اليوم نحو جسر الملك الحسين، حيث تنطلق قافلة الشاحنات الأردنية تحمل مساعدات إنسانية للأهل في غزة، وتحمل حبّا ووفاء بأن الأردن بقيادة جلالة الملك سند للأهل في غزة، لم يخذلهم ولن يخذلهم، ستعود المساعدات الأردنية لغزة، بوفاء أردني وشوق وشكر غزّي.

"الدستور"