ذواتنا العميقة العميقة .. الافكار والذكريات 7
د. بركات النمر العبادي
13-12-2025 12:20 PM
اوقاتكم معمورة بالطيب و الطيبات و مزينة ببهي النور و الانوار وخالص المحبة و صادق الامنيات بالخير و الخيرات و الصحة و المسرات ، لجميع المتابعين من الاردنيين و الاردنيات ، و الاصدقاء و الصديقات من البلدان العربية و الاجنبية .
ولسوف اقوم بالكتابة عن موضوع عميق (الذات ، الانا ، الافار ، الذكريات) العميقه في اقبيتنا الداخليه ، حيث لا رقابه ولا اضاءه ، وذلك بعدة اجزاء و بصورة ميسره ، حتى تعم الفائده ، و لعل هذا الجز واخر جزء في هذه السلسلة وانتم مخيرين بالمتابعة ، ساكون حاضرا معكم في العناوين القادمة اول باول و لسوف اختم بجزء ثامن تحت عنوان "اعادة تشكيل الذات " ويمكنكم التواصل معنا بواسطة عمون الاخبارية.
الجزء السابع
الذات حين تُزهِر
يحدث الازدهار بهدوء.
لا يُقرع له طبل، ولا يُعلَن له موسم.
بل يبدأ في تلك اللحظة الخفية ، حين تهمس روحك لنفسها ، بعد كل ما مرّت به:
"نجَونا… والآن، نحيا.
لسنا ذاتنا الأولى…
تلك التي تشكّلت من الطفولة ، ومن الخوف ، ومن التكرار.
نحن الذات التي نبتت من الصمت ، من التأمل ، من السقوط العميق…
ومن القرار الداخلي بأن الألم لن يكون النهاية.
الزهور لا تُخلق من فراغ.
هي وليدة التراب ، والظلمة ، والصبر الطويل تحت الأرض.
وهكذا نحن.
كل دمعة كانت سقيا…
كل خيبة كانت حرثًا…
وكل عتمة ، كانت رحمًا خفيًا للضوء القادم.
الذات تُزهِر حين تختار أن تُحبّ نفسها كما هي.
بكل ما فيها من ندوب لم تُشفَ ،
وبقايا صوتٍ يرتجف ، وحنينٍ لا يجد طريقه.
تزهر حين تتوقف عن جلد نفسها،
وتبدأ بمعانقتها…
كما يُعانق الغصن آخر قطرة مطر في خجل الفجر.
نحن لا نزهر لنُرى،
بل نزهر لأن في داخلنا بذرة نُبلت كثيرًا،
وانتظرت كثيرًا،
والآن آن لها أن تُنبت حياة.
الذين يزهرون حقًا…
لا يتكلمون كثيرًا،
لكن حضورهم يشبه ظل شجرة في ظهيرة مُتعبة.
هادئ…
لكن يُحيي.
وفي الختام،
من يمرّ في رحلة كهذه، لا يعود كما كان.
في عينيه أثر الرحلة،
وفي قلبه صوت النسخة التي خرجت من الحطام،
وهمست له ذات مساء:
"أنا لست ذاتك القديمة… أنا أنت حين اخترت أن تُحب."
حمى الله الاردن وسدد على طريق الخير خطاه