عمون - د. عادل القطاونة - عبر سنوات استثنائية عاشتها الرياضة الأردنية، وبين مباراة دولية وأخرى ودية، تعالت أصوات الجماهير في الملاعب العربية، وعلى شاشات القنوات الفضائية، للحديث عن ظاهرة كروية أردنية عالمية حملت اسم يزن النعيمات. فمن هو يزن؟ ولماذا أحدثت إصابته كل هذا الصدى لدى الجماهير الأردنية والعربية، بل وحتى العالمية؟

يزن عبد الله عايد النعيمات، مواليد الرابع من يونيو عام 1999 من محافظة معان، هو مهاجم منتخب الأردن لكرة القدم، ولاعب النادي العربي القطري. ساهم بشكل محوري في وصول منتخب الأردن إلى نهائي كأس آسيا 2023، كما لعب دورًا أساسيًا في تأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة الأولى في تاريخه، في إنجاز غير مسبوق للكرة الأردنية.

بعيداً عن الجانب الرياضي، شكّل النعيمات عنصرًا إيجابيًا داخل صفوف المنتخب، إذ أسهم في خلق بيئة داعمة لزملائه اللاعبين. فبفضل إرادته القوية، وابتسامته العفوية، وشخصيته المميزة، كان له دور واضح في تعزيز الفكر الكروي والفريق الجماعي. كما أن روحه القتالية ومهاراته الفنية داخل الملعب جعلت منه أيقونة كروية وشخصية استثنائية.

لطالما عُرف الأردني بالشهامة والرجولة، واكتسب مكانة خاصة لدى العرب والعالم، حتى بات يُعرف بلقب “النشمي”، وأصبحت المنتخبات الوطنية الأردنية في مختلف المجالات تُعرف باسم “منتخب النشامى”. و”النشمي” هو الشخص الذي يتحلى بالهمة العالية، والنفس الكريمة، وحسن الضيافة، والسمعة الطيبة، والأخلاق الرفيعة.

جسّد النعيمات هذه القيم بوضوح خلال مباراته الأخيرة أمام المنتخب العراقي، حين أصرّ على مواصلة اللعب رغم معاناته من آلام شديدة، قبل أن تُثبت الفحوصات إصابته بتمزق في الرباط الصليبي. كان صراخه في أرض الملعب، وتحامله على نفسه، وبقاؤه إلى جانب زملائه، نموذجًا حيًا للنشمي الأردني الذي يقدّم مصلحة فريقه ووطنه على ألمه الشخصي.

يزن النعيمات يُعد مثالًا حيًا للنشمي الأردني الذي يعشق وطنه بكل تفاصيله، بإيجابياته وتحدياته، بأحيائه وشوارعه. فلم يزده الألم إلا إصرارًا على النجاح، فكان قدوةً في الوفاء والعطاء، متوكّلًا على الله تعالى دون تواكل أو تراجع، مؤمنًا بأن القادم أفضل، وبأنه سيعود قريبًا للمساهمة في تحقيق المزيد من الإنجازات الأردنية في المحافل العربية والعالمية.