facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السعودية اللاعب الهادئ في منطقة مشتعلة


م. سليم البطاينة
15-12-2025 06:11 PM

قوة الدول لا تقتصر على مظاهر قوتها التقليدية مثل (الموقع والحجم الجغرافي والسكاني) بل تشمل ايضاً عقلية الحكم، وما من عبارة تُلقي بظلالها على العقل السياسي مثل عبارة: الصواب والرشد السياسي، فهي تنتمي الى قاموس نادر.

الملكيّات العربية ليست كلها مثالية بنظر البعض! لكنها للحق قدّمت نموذجاً مستنيراً للاستقرار النسبي في منطقة وبيئة رخوة، واخذت مساراً دبلوماسياً طويل النفس في فهم المتغيرات، ولم تدخل او تندفع في تحالفات صدامية مغلقة، بل على العكس اختارت التوازن الواقعي الذي يمنحها احترام الجميع، وأثبتت حضورها في كل مرة خَفَت فيها صوت العقل.

أهم ما يجب أن يُقرأ في المشهد اليوم هو أن السعودية لم تعد تُقرأ بمعايير الأمس.

فقد أظهر تقرير لمركز Gallup Poll العالمي لاستطلاعات الرأي أنه من بكين الى واشنطن مروراً بمجموعة شنغهاي وبريكس، ومحاور الهند والمكسيك، يُنظر الى السعودية على أنها قوة توازن واعية في معادلة اعادة توازن الشرق الأوسط، بل الأكثر قوة وتأثيرا في المحيط الإقليمي في تعاملها مع كل المتغيرات السياسية، بعيداً عن كل أشكال التبعية، باعتبارها شريكاً استراتيجيا واقتصادياً متزناً يبحث عن ركائز الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي.

تمتلك قوة سياسية تجمع بين المدى والمبدأ، ومداراً سياسيا قادراً على صياغة المعادلات السياسية وإنتاج التوازن الإقليمي

السعودية تُكرّس نفسها كفاعل متوازن داخل المنطقة، ولديها فرصة كبيرة لتغيير ديناميكية الوضع داخل الإقليم، فقد قادت تحولاً تاريخياً جمع بين الجرأة والحكمة بتحرير طاقات المجتمع السعودي، وأصبحت جُغرافيا ذات رأي، وموقعاً له طقسه الخاص في الحسابات والخرائط وملفات الأمن والسياسة، ونجحت في ترسيخ مكانتها كقوة من قوى القرن الحادي والعشرين في فن الحكم والدبلوماسية ممّا يؤهلها للعب أدوار محورية في إعادة تشكيل خارطة النفوذ السياسي والأمني والاقتصادي في المنطقة والإقليم.

بالتأكيد تغيرت ملامح المنطقة العربية على نحو عميق، ليس كفضاء جغرافي، بل كـ منطقة صراع وانفلات في إيقاع ضبط موازين القوى، وأصبحت خريطة الصراعات اكثر تعقيداً، بعد ان تحولت الحروب بالوكالة إلى صراعات ميدانية مباشرة.

خرائط النفوذ تتغير بسرعة! والتحالفات التقليدية لم تعد تصمد بعد ان قامت معظم الأنظمة العربية برسم ملامح أمنها القومي حسب مفهومها ومصالحها، وأهم ما في هذه المرحلة ليس فقط من يملك القوة أو الثروة، بل من يملك الرؤية والبصيرة، خاصة أننا نعيش اليوم في عالم يحدد فيه الأقوياء من يستحق الحياة، ومن يجب ان يموت.

فالشرق العربي بكل أطرافه على موعد مع تغييرٍ لا يبدو أحدا مستعدا له بالكامل، من حيث الخرائط وتبدل الأنظمة وتبادل الأدوار.

السعودية بدأت تظهر كلاعب هادىء، تتبع مساراً مستقلاً ومحسوباً بعناية في علاقاتها الخارجية بعيداً عن منطقة الصدام وموازين القوى، وتُدرك ان الأيديولوجيا أفرغت الدين مضمونه، والإسلام عبر تاريخه لم يكن مناوئاً لليهودية والمسيحية، وأن السيطرة على الدين من الخارج جعله أدوات شغل لقوى خارجية.. وتَعرِف ان إسرائيل استقوت بالشلل العربي، وتعي ان مواجهة استعلاء إسرائيل يتطلب الانتقال من أمن التجزئة إلى أمن التكامل، بحيث لا يتم استثناء تركيا وباكستان.

وترى ان النفوذ لم يعد يقاس بعدد براميل النفط، بل بعدد الخوارزميات!

وهذا ما شاهدناه في زيارة ولي العهد السعودي الأخيرة الى البيت الأبيض في ٨/ نوفمبر / ٢٠٢٥، بتحالف يضع الذكاء الصناعي في قلب المعادلة الاستراتيجية السعودية.

في النهاية قد نختلف في كثير من التفاصيل: لكننا بالتأكيد نتفق ان الوطن العربي يتفكّك وينهار، والمواطن العربي الذي لا حول ولا قوة له خانته السياسة وانقسمت عليه الجغرافيا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :