ويشبّ طوق الياسمين
وترّف أجنحة الحنين
وتذوب أصداء السنين
طيباً وزهواً وفتون
الواعدون
والدفقة الأولى
من العمر المعطر بالسنى
والرفقة الأغلى
من العهد المعمّد بالمنى
الواعدون وعدٌ وعهدٌ وسهر
وردٌ وشهدٌ وثمر
...........
لحظٌ وينهمرُ المطر ...

كما قلت أقتبس من كلماتك ( ينهمرُ المطر )ولكنه اليوم من عيونٍ أحبتك ...

واليوم لعطر الياسمين رائحة لا تغادر أنفاسنا، ولكننا نتنفسها بألم الفراق لننثرها زهرةً ..زهره .. في وداع (الدكتور الكاتب حسني البواب)
المعلم الذي بنى وأسس وأعطى فكان الثمر وعداً كما قال، وعهداً كما أراد...

وبعبق الياسمين نبكي ألم الفراق، لروح لا تفارقنا بل اختارت السماء .. فلتفتحي أيتها السماء ذراعيك ولتبتهجي بالقادم إليك ..فها هو عاشق الياسمين الباني المعلم وبعد أن نضجت ثماره يغادرنا اإليك...

حاملاً معه الطيب والزهر وحاملاً معه قلوبنا التي تنفست بعلمه و حبه وحملت منه أجمل ما يحمله قلب الإبن من أبيه.

قلبٌ محبٌ عاشق للحياة أعطاها فاعطته وكان له أن يرتاح بعد هذا العطاء.

الدكتور حسني البواب قامة خالدة بما قدّم وما أعطى .. تلاميذه أبناءه الكثر الذين أحبهم فصاروا وكانوا وأحييوا روحه في ميادينهم ومواقعهم وتقديمهم للأردن ليسمو عالياً بالعلم، رسالة ابيهم الخالدة (وعدٌ وعهد) كما قال وكما ترك الأمانة...

يقول الدكتور حسني البواب لتلاميذه (رغم أن العمر قد بلغَ عتياً.. لاأزال شاباً أقول الشعر وأتغنى بتخرجكم فوجاً بعد فوج ).. ليتركنا وقد أشعل( قطاف الجمر ) في قلوب أحبته ...

لعل ما أكتبه اليوم يا أبا المنذر أضمه إلى فهرس كتابك (رسائل لم تصل) .. فقد وصلت لحضن العلي قبل أن تصل رسالتي هذه .. مسافرةٌ هي كلماتي إليك كما سافرت عنا وتركت الجمر دمعاً على وجنتي السحر ...

أبو المأمون عاش مؤتمنا على غراس العلم في كل لحظة زرع فيها بذوره الراسخه .. منذراً لنا اليوم بأجراس تدق لتعلن الرحيل ...
مختلطة هي دموع الياسمين بالمطر حينما يبكي عاشقه ومختلطة هي مشاعر الوداع فخراً بغراسك ثماراً .. وبهجة لأمنا السماء لتنم بين أحضانها برحمه ..

وداعاً أيها المعلم

وداعاً أيها الباني

وداعاً ننثرها أليك بدموع الياسمين ...

نعزي الدكتور مأمون البواب وزوجته الدكتورة ريادة عويس وابناءهم الأستاذ حسان البواب ود. فارس البواب وعموم آل البواب الكرام
أسرة الشاعر الراحل ادوارد عويس