تصريح المستشار الألماني .. هل بدأ الانهيار؟
د. أيمن العدينات
18-12-2025 04:33 PM
أطل علينا المستشار الألماني فريدريش ميرتس (Friedrich Merz)قبل فترة بتصريح ناري ربما يمكن القول بانه لا يمكن تجاوزه دون الوقوف على مضمونه.
المستشار الألماني صرح بان العلاقات مع الولايات المتحده بدأت تاخذ منحنى آخر ،،فالولايات المتحده لم تعد تنظر إلى أوروبا بمنظار الشريك في عهد الرئيس ترامب ولكن بمنظار الهيمنه على أوروبا باعتبار ان أوروبا لا ترتقي لمستوى الشراكه بل لمستوى التبعية.
المستشار صرح ايضا بإن المانيا لن تقبل ذلك مطلقا وانها ستقاوم كل محاولات الهيمنة الامريكية.
لكن دعونا نستذكر العلاقات الاوروبيه الامريكيه والتي بدأت في النمو الحقيقي بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه في عام 1945 .
العلاقة بدأت فعليا من خلال "مشروع مارشال " في عام 1948 لإعادة اعمار أوروبا ومن ثم توطدت بتأسيس الناتو في عام 1949 ،على اثر ذلك توطدت العلاقات الامنيه والعسكريه وتفتحت آفاق الشراكه الاقتصاديه بين أوروبا والولايات المتحده الامريكيه .
العلاقات التجاريه متشابكه جدا فقد بلغت صادرات الاتحاد الأوروبي السلعيه وغير السلعيه للولايات المتحده حوالي 951 مليار دولار في عام 2024 وبلغ الفائض السلعي لصالح اوروبا حوالي 198 مليار يورو.
والكل يعلم بأن اميركا تدعم الاتحاد الأوروبي بكل ما تستطيع للمحافظه عليها كسند قوي يعزز هيمنتها وسيطرتها على العالم .
الناتو وقف مع الولايات المتحده في حروبها ومشاريعها ،لكن الان الولايات المتحده ترغب بشكل آخر من العلاقه انها علاقة الهيمنه والإذعان الكامل وليس الشراكه .
الرئيس ترامب يستغل مخاوف أوروبا من الصين التي باتت تغزو بسلعها العالم والرئيس ترامب يرى ان أوروبا لا تصلح كشريك بل كتابع كامل من اجل مواجهة التنين الصيني وان اوروبا تتلقى دعم كبير دون ان يعود ذلك بنفس النفع على الولايات المتحده الامريكيه .
إذا نحن نتحدث اليوم عن سياسه ترامبيه جديده تفرض مصطلحات الهيمنه مستغلة ضعف أوروبا وخوفها من الصين وتبعات الحرب في أوكرانيا .
علما بان هذه السياسه ليست جديده على الرئيس ترامب فقد تحدث سابقا عن ضم كندا ايضا ويتحدث حاليا عن محاولة ضم فنزويلا .
عودة إلى أوروبا التي هي اليوم امام خيارات صعبه إذا ما أصر الرئيس ترامب على موقفه فإما أن تقبل هذه الطروحات وبالتالي الخضوع الكامل الهيمنه الامريكيه وهذا ما رفضه المستشار الألماني والذي تمثل فيه المانيا الاقتصاد الأقوى في أوروبا .
إذا تبقى الخيارات صعبه هنا فإما ان يتفكك الاتحاد الأوروبي بان تنسحب بعض الدول تباعا وتقبل ما يريده الرئيس ترامب واما ان تقابل جميعها هذا المشروع وتتحمل جميع العواقب .
إذا أصر الرئيس ترامب على مشروعه بحسب ما اشار المستشار الأمريكي ورفضت أوروبا فان هذا سيغير من كثير من الاحداث اهمها تخلي أوروبا عن أوكرانيا وثانيها بداية التقارب مع روسيا والصين وربما لا حقا حلف جديد ضد الولايات المتحده يكون هدفه إلغاء الدولار كعمله أولى للعالم .