لا شك أن المتتبع للاقتصاد العالمي والظروف المتقلبة التي تحيط به، تجعلنا نقف أمام قراءات الاقتصاديين ونتمعن بها، ولعل أهمها تصريحات الخبير الاقتصادي ورجل الاعمال الامريكي روبرت كيوساكي - مؤلف كتاب الأب الغني والأب الفقير- بأن العالم يقترب من أكبر انهيار اقتصادي في تاريخه، ووصفه في الكثير من تغريداته على حسابة على منصة اكس بأن وضع الاقتصاد العالمي كارثي، مؤكداً على تحذيراته السابقة بشأن الادخار التقليدي في الاصول المطبوعة ودعوته الى الاستثمار في الاصول الحقيقية مثل الذهب والفضة التي يصفها بأنه ملاذ آمن ومخازن للقيمة في ظل التضخم العالمي على حد قوله، مشيراً الى المخاطر الاقتصادية التي تواجهها القارة العجوز وانخفاض قيمة السندات الاوروبية الذي استدل من خلاله على فقدان الثقة بالاقتصاد العالمي .

روبرت كيوساكي خبير المال في وول ستريت الذي تنبأ في عام 2008 بالازمة الاقتصادية، حينما حذر من مخاطر الديون والمضاربات وشجع على الاستثمار بالاصول الحقيقية تحوّطاً ضد انهيار محتمل للنظام المالي، مشيراً الى تآكل قيمة الدولار بسبب الطباعة المفرطة للنقود الورقية من قبل الحكومات والبنوك المركزية وتحققت نبوءته ، عاد إلينا من جديد ليقدم تحذيراته من الانهيار الاقتصادي العالمي الكبير وبأنه تنبأ في كتابه "نبوءة الاب الغني" بهذا الانهيار، متوقعاً بأن يخسر جيل الطفرة السكانية مدخراته التقاعدية وسيجد الكثير منهم انفسهم بلا مأوى، مؤكداً أن التضخم سيحول مدخراتهم من النقود الورقية الى نفايات على حد وصفه ودعاهم الى عدم الادخار بالأصول المطبوعة بل الاستثمار في الأصول الحقيقية.

في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة، يشخّص روبرت كيوساكي الحالة ويقدم لنا منهجية جديدة في الذكاء المالي من خلال مقولته "المهارة هي من تصنع الثروات وان لم تمتلكها ستبقى فقيراً للأبد" التي أكد عليها بدعوته للمستثمرين الى التثقيف المالي الذاتي قائلاُ: أدرس مزايا وعيوب الأصول بنفسك واستمع الى المؤيدين والمعارضين ،ثم استثمر بناءً على حكمك المالي الشخصي ،هذا ما يرفع ذكاءك المالي ويجعلك اكثر ثراءً.

لذلك وجب على الهيئات الاقتصادية الاستعداد ووضع الخطط الاستراتيجية لإدارة ومواجهة مثل هذه الازمات الاقتصادية العالمية وتحولاتها وارتفاع التضخم المالي والبطالة.