facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العربية وكلية القانون في اليرموك


أكرم الزعبي
23-12-2025 10:36 AM

لا أخفي حبّي لجامعة اليرموك التي تخرّجت فيها مرتين، مرّةً في الحقوق عام 1996 والثانية في الأدب الإنجليزي عام 2012، ولكن تظلّ مرحلة الشباب ومرحلة الدراسة الأولى هي الأكثر حميميةً ورسوخًا في الذاكرة.

عندما دعتني كلية القانون في جامعة اليرموك ممثلةً بعميدها الأستاذ الدكتور محمد بشايرة، الأسبوع الماضي للحديث عن سلامة اللغة بين الأدب والقانون، في إطار احتفالات الكليّة باليوم العالمي للغة العربية، لم أتردد لحظةً في قبول الدعوة، فأنت تعود إلى كلّيتك محاضرًا بعد أن كنت طالبًا، وبعد أن مرّت كل هذه السنوات أمرٌ لا يحدث كلّ يوم، ولا يحدث مع كلّ أحد، وهو شعورٌ يمتزجُ فيه الحنين بالذكريات، عودةٌ إلى مربّعٍ غادرتَه كنت أنت فيه الطالب الذي يستمع، دائرةٌ تعكسُ الأدوار تمامًا، فقد أتيت اليوم لتتحدث لا لتستمع.

كنت إلى يمين الأستاذ الدكتور محمد بشايرة عميد الكلية، وهو زميل دراسةٍ في ذات الكلية من عمرٍ مضى، وهو صديقٌ دافئٌ وكريم، يتمتّعُ بأخلاقٍ نادرة، وعلمٍ قانونيٍ واسع، وكان إلى يساره الدكتور نعيم العتوم، وقدّمت الندوة الدكتورة نسرين عدوان، خلال التقديم كنتُ أنظر إلى الطلبة وأراهم أبنائي وبناتي، كنتُ سعيدًا بالحضور الكبير، خاصةً أنّ من بين الحضور أصدقائي المحامين محمد ناجي العزام ونشأت الكوفحي اللذين حضرا أيضًا إكرامًا لي وللدكتور محمد، واستعادةً لزمن مضى ما عادت أيامه لتعود، خالجتني مشاعر مختلطة اقتربت إلى حدّ لمعة العين بدمعةٍ مكظومة، ولربما ولأول مرّةٍ شعرتُ باضطراب في الحديث، لا خوفًا ولا رهبةً، ولكنني كنت وكأنّني في عالمٍ آخر، أستعيدُ فيه ذكرياتي بحلوها ومرّها، وأتعجّبُ من دورة الزمن الذي أعادني إلى كلّيتي متحدّثًا عن الأدب الذي كان يبدو ترفًا أيام كنتُ طالبًا.

ما فاجأني هو سلامة اللغة لدى طلبة كلية القانون في جامعة اليرموك، واهتمام الكليّة الملحوظ والظاهر في سلامة اللغة، وبدا ذلك جليًّا على الطلبة الذين تحدّثوا، والكثير منهم من طلاب السنة الأولى، لكنّ العجب زال عندما رأيتُ اهتمام الكليّة نفسها بسلامة اللغة من خلال عميدها وأساتذتها المدرسين المتقنين للعربية لفظًا وكتابةً، واهتمامهم الواضح بتطوير مهارات اللغة لدى طلبة كلية القانون من خلال الورش والمحاضرات والمسابقات، لا بل إنّ الأعجب والأجمل هو قرار الكليّة بحسم علاماتٍ من الطلبة الضعيفين في الكتابة ومهارات اللغة في وسيلةٍ جديدة لتحفيز الطلبة للاهتمام بلغتهم الأم، فاللغة للحقوقي توازي تمامًا علمه القانوني، لأنّ اللغة وسيلته لإيصال فكرته وحُجّته القانونية، وصياغة مذكرّاته ودفوعه القانونية، ومرافعاته وقراراته القضائية.

تحدّثتُ في الندوة كثيرًا عن ضرورة اللغة وضرورة ضبطها وسلامتها، وقرأتُ قصيدة (المحاكمة)، فيما تحدّث الدكتور نعيم عن الأخطاء الشائعة، وتحدّث العميد عن علاقة اللغة بالأدب، وضرب الأمثلة عن أدباء أردنيين وعرب وعالميين، فيما قامت الدكتورة نسرين بإجراء مسابقةٍ ارتجالية في اللغة للطلبة الحاضرين الذين تجاوزوا أنفسهم في ضبط اللغة عند الإجابة عن الأسئلة.

شكرًا لجامعتي جامعة اليرموك، وشكرًا لكلية القانون فيها عميدًا وهيئةً تدريسية، وشكرًا للأدب وللغة العربية الذين منحاني فرصةً العودة إلى كليّتي متحدثًا ومحاضرًا بعد ان كنتُ فيها ذات يوم مستمعًا وطالبًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :