مرّوا من هنا .. أرض السلام والإسلام
أحمد سلامة
26-12-2025 12:32 PM
فرت الحروف، وغادرت بوابة القلب منذ ان اخترقت عيني طفلة غزة التي اخرجت من بطن امها المقتولة بنار الحقد المجنون … وكنت اسوق لصاحب عمون كلما ألح سمير بضرورة ان اكتب، اراوغه في الجواب .. ولم اذكر له ان الصورة تلك قد جففت عروق الحروف … اليوم ..
اطلق محمود كريشان ( ابو رسول الحب ) زخة من جمل واحاديث تدمع القلب حزنا وذكريات على من مروا وفاتوها … كنت باشرت قبل جريمة غزة كتابة مقالة يومية في ( عمون ) في صورة حديث للذكريات ولامر ما توقفت عند مرمى شخصية الحبيب رحمه الله ( ابو علي / سيد الاكشاك الوارفة ) ، وحين برقت حروف ابو رسول اليوم تراقص الروح التي مضت لباريها لم اجد بدا ان اقول :
اقول : في العيد المجيد تذكرت على حين فجأة تلك البوابة الغربية لكنيسة المهد التي تدلف منها لصحن الكنيسة من الساحة العامة وافيتها بعد غربة عنها عام 2019م بعد غيبة دامت ٤٧ سنة قضيتها اكحل العين بها من عمان وكانها هنا وكان عمان هناك ذاك الباب يلزمك الانحناء تقديرا وتبجيلا لما انت داخل اليه …. حين فرغت من الزيارة بعثت برسالة للغالي باسم سكجها خاطرة كعادتنا الدهرية في التراسل لكنه نشرها بكل كرمه في محل زاويته في الغالية ( الرأي ) بدل مقالته !!! …
يومها وانا اقف بجوار مجموعةً سياحية ايطالية وسط اكتظاظ بهيج داخل الكنيسة، كان الشاب التلحمي يشرح بإباء تاريخ الكنيسة للسواح !! وحين اطلت ذكرى وجود الصليبين مثبتة على الحائط الدهري الذي يخلد مرور الغزاة.
قال ذلك التلحمي المجيد ( وهذي تمثل الوجود الصليبي حين مروا من هنا ) .. وادهشني التعبير لذلك الشاب الجامح بعد ٢٠٠ سنة من العسف والظلم والقهر
طلع لهم عندنا جملة ( مروا من هنا )..
الله اكبر .. حين نستمد ثقافة التاريخ من كنائسنا المجيدة ..
مروا من هنا ..
اذن قبح يهود ما الذي ستذكرهم كنائسنا عنهم ..( لقد مروا ) ليس اكثر .
في ذكرى الظلم الذي وقع على المسيح عليه السلام، فانني اقتفي صبره وابتهل الى العلي القدير ان يدنينا من نأي مأساة جرح غزة ويبعد الاذى عن قطاع الحب .
ليست المذبحة جديدة علينا ابدا حين كنا وحين كانوا ، كنا نزر ع الدنيا حبا ووردا من غرناطة حتى سمرقتند ومن تمبكتو حتى اعلى تهامة .
كانوا يقلعون العيون في القدس حتى غاصت خيلهم في دماء الاجداد للركب، ٨٠ الف قتيل في ايام ثلاثة يا لشين فعلتهم !!.
وعشرات الالاف في حي القصبة في الجزائر في يوم واحد ..
ولقد اكلوا لحم اجدادنا في حصار معرة النعمان، احياء نحن تركنا الحمراء القصر والسباع السبع وغرسنا الرمان واللوز والعبهر، وهم زرعوا الموت والدمار .
نحن لا يحزننا القتل تحت الكاميرات في غزة قط، يحزننا ان هولاء اليهود المضطهدين اوروبيا قد وضعوا انفسهم في خدمة الغرب المتوحش بشقيه الاووربي والامريكي وفي الحالين كانت غزة من يدفع الثمن .
ذات يوم سنقتل ضعف ما قتلوا ونقصف فوق ما قصفوا ونرجعهم الى الضفة الاخرى ضفة العقل والحكمة والاذعان للانسانية والحق .
اثبت الجنون اليهودي المتسرئل ان لا حكمة لديهم ولا فرصة عندهم للعيش في هذه البلاد، فهذه الارض ارادها المسيح عليه السلام واحة من رضا وواحة من حب وواحة للسلام وكان ثمن ذلك دمه .
واكمل المدهش عمر بن الخطاب رسالة التسامح والتراضي والحياة الواحدة وليس فقط العيش المشترك ..
اخطأ اليهود بدمويتهم واصاب المسيح عليه السلام بانسانيته، وستظل ارض المسيح ارض السلام وارض الاسلام..