الإرهاب الصهيوأمريكي يتزايد والمطلوب عزلهما دولياً
صالح الراشد
27-12-2025 12:05 PM
يتزايد النفاق العالمي بنصرته للقتلة ودعمه للمجرمين ورفض تأبين القتلى والمساكين، فالعالم أصبح كصحراء جافة بلا إنسانية بعد أن تغلبت المادة على الشعور الإنساني، وأصبحت السيطرة على الآخرين الهدف الأول للدول المارقة المتنمرة، لذا هاجمت روسيا أوكرانيا واشعلت حرب طويلة الأمد وسبقتها الولايات المتحدة بإشعال سلسلة من الحروب في الشرق الأوسط وأفريقيا وجديدها فنزويلا، وإذا كانت موسكو تبحث عن حماية نفسها من الناتو بحربها ضد أوكرانيا فإن واشنطن وفي جميع حروب كانت تبحث عن أمرين لا ثالث لهما، وهما حماية الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين حالياً، ومستقبلاً بتدمير كل من يحمل أمل بالتحرير والحرية، وثانيهما سرقة الدول ونهب مقدراتها.
فالولايات المتحدة وذراعها الصهيونية لم يضيعا الوقت بعد وقف إطلاق النار في غزة ، فأخذا بمعاقبة جميع الدول التي وقفت ضد الكيان لتأديبها ولتوجيه رسالة لبقية دول العالم بأن من يدعم فلسطين سندمر بلده ثم نخلعه عن الحكم، لتنتشر العمليات الارهابية في جنوب أفريقيا التي رفعت دعوة ضد الكيان ومجموعة الارهابيين الذين يقودونه، وتعمل الهجمات الارهابية على ضرب السلم والأمان في جنوب أفريقيا، تحضيراً لقلب نظام الحكم وجعل الدولة تتهاوى حتى تتحول لمستعمرة صهيوأمريكية لا تملك قرارها، وعلى ذات المنوال شنت الطائرات الأمريكية هجمات متعددة لقصف السفن الفنزويلية واعلنت مجالها الجوي مغلق بذريعة محاربة المخدرات، والمخفي أن فنزويلا من الدول الداعمة لفلسطين لذا وجب وقف هذا الدعم بخلع الرئيس نيكولاس مادورو والسيطرة على ثروات البلد.
وبسبب البلطجة والخوف من رد الفعل الصهيوأمريكي فقد صمتت الدول عن الحرب المتقطعة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، ويطلقون عليها اختراق وقف إطلاق النار اليومي، مما يشير إلى الرئيس الأمريكي ترامب فشل فشلاً ذريعاً في وقف إطلاق النار كما إدعى، بل جعل الرصاص يذهب في اتجاه واحد فقط لمنح الصهاينة الوقت والقدرة للمزيد من القتل والنرويج لكذبة خرق إطلاق النار، كما صمت قادة العالم عن القصف الصهيوني لسوريا ولبنان وزيادة بناء المستعمرات في فلسطين المحتلة، وكأن الغالبية موافقين على تهويد فلسطين وتدمير دول الجوار لمنح الكيان السيطرة المطلقة عسكرياً على الشرق الأوسط وصولاً للسيطرة الاقتصادية، وهذه الأمور تتم بدعم كامل وشامل من البيت الأبيض الشريك الرئيسي في القتل والدمار.
لقد انشغلت العديد من دول العالم بنفسها وتركوا الحرية للدول الإجرامية لتنفيذ مخططاتها معتقدين أنهم بعيدين عن أهداف الدول المعتدية، لذا فإن الخراب سيصل لجميع الدول وبالذات الأوروبية التي تعتقد أنها حليفة لواشنطن وتل ابيب، ولم تتنبه هذه الدول للتنمر الصهيوني عليها خلال عدوانه على غزة ولم تتعلم الدرس من ابتزاز ترامب لها بذريعة حماية نفسها من التهديد الروسي ودعم الناتو، لقد تكشفت القارة الأوروبية ولن يحميها اتحادها إلا إذا أوقفت المد الصهيوأمريكي عن المناطق الخاضعة لنفوذها ومنعتها من العبث بالقرارات السياسية والاقتصادية الأوروبية، كما لن تحمي كندا والمكسيك الحدود المشتركة مع الولايات المتحدة وسنشاهد في السنوات القادمة تعرضها للقصف على الطريقة الصهيونية لسوريا ولبنان فيما الذرائع الأمريكية متوفرة وبكثرة والإعلام جاهز للترويج لها في أي وقت.
آخر الكلام:
إذا لم يتوحد العالم لوقف الإرهاب الصهيوأمريكي فإنه سيطال الجميع، كما أن الحاجة أصبحت ماسة لتحديث وتطوير الأمم المتحدة لتصبح حامية للدول وليس مجرد مكتب لمنح الارهابيين تراخيص لقتل الأبرياء أو طُلاب الحرية.