ينتهي عام 2025 بهدوء دون ضجيج
ينتهي وكاننا نغلق باب يوم طويل ومتعب لكننا خرجنا منه واقفين.
ليس عاما نودعه بالتصفيق ولا عاما ننساه بسهوله بل عاما مر علينا بثقله وعشنا تفاصيله يوما بعد يوم.
لم يكن هذا العام سهلا على الناس
كثير من البيوت شعرت بالضغط، وكثير من العائلات اعادت ترتيب اولوياتها.
تعلم الاردني كيف يؤجل بعض الاحلام وكيف يكتفي بالقليل وكيف يخفي تعبه بابتسامه عابره، ومع ذلك لم تتوقف الحياه، فالناس استمرت في الذهاب الى اعمالها والاطفال الى مدارسهم والامهات الى ايام طويله لا تنتهي والاباء الى مسؤوليات اثقل من الكلام.
في 2025 شعر الاردني اكثر من مره ان عليه ان يكون يقظا، فقد كانت هناك لحظات ادركنا فيها ان الامان ليس امرا عاديا وان ما يحدث بصمت قد يكون اخطر مما يظهر.
ورغم ذلك بقي البلد متماسكا لم نرى خوفا في الشارع ولا فوضى في الحياة.
كان هناك شعور داخلي بان الاردن يعرف كيف يحمي نفسه بهدوء ودون ضجيج.
وفي هذا العام كان موقف الاردن واضحا وانسانيا، وقف مع غزه بثبات وهدوء كما يعرفه الناس دائما، فلم يكن موقفا للظهور بل موقفا نابعا من ضمير الناس قبل السياسة.
شعر به المواطن البسيط حتى وان لم يتحدث عنه كثيرا.
ورغم كل هذا الثقل لم تتوقف محاولات التقدم، فالتحول الرقمي دخل حياتنا بهدوء دون استعراض واصبحت بعض المعاملات اسهل وبعض الخدمات اسرع.
لم يكن كل شيء مثاليا لكن هناك شعور بان الامور تتحرك وان المستقبل يقترب ولو ببطء .
وفي لحظه مختلفه جاء الفرح فقد تاهل المنتخب الاردني لكاس العالم، حيث لم يكن مجرد خبر رياضي وانما كان لحظه فرح صادقه جمعت الناس دون اختلاف، لحظه شعر فيها الاردني ان بلده قادر على الفرح كما هو قادر على الصبر.
عام 2025 لم يكن عاما عاديا
لكنه عاما كشف معدن هذا البلد،
بلد لا ينهار ولا يبالغ ولا يصرخ، بلد يمشي بثبات حتى عندما يكون الطريق صعبا.
نودع هذا العام ونحن نحمل بعض التعب وبعض القلق، لكننا نحمل ايضا تجربه ومعرفه.
معرفه بان هذا البلد يقف باهله وبصبرهم وبقدرتهم على الاستمرار.
نستقبل العام الجديد دون وعود كبيره، نستقبله بامنيه بسيطه تشبه الناس في الاردن، بان تكون الايام القادمه اخف وان يكون العيش اهدأ وان تبقى البيوت امنة
كل عام والاردن بخير والناس بخير