كارثة إنسانية لا عمر لها !! بقلم آيات الهواووشة
12-09-2011 06:37 PM
إعلان يتبعه إعلان تصدره الأمم المتحدة عن تلك الكارثة التي فتكت بأرض الصومال ..
وكان آخر تلك الإعلانات التي لم تحرك ساكنا في أمتي .. إعلان حالة المجاعة في منطقة سادسة قبل أسبوع, ذاك الذي أظنه لقي آذانا صمّاء كما لقي ما قبله من الإعلانات ...!!
وأنا في سكرة الأحداث اقضي وحيدا متفكرا .. كدت اشكك في هويتي وهوية العالم من حولي ... !!
حتى علا صوت المؤذن يقسم لي أنني أحيا في ربى دولة الإسلام !!
تتزاحم الأفكار .. وأكاد أختنق من تناقض التناقض فيما حولي .. !!
فانا أعيش في واقعين اثنين ... !!
وكلاهما يقسم لي انه الواقع .. وأنا لا أشكك في ذلك ... !!
فهناك في ربى الدولة الإسلامية يقول أميرها سيدنا عمر بن عبد العزيز :
(أنثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين !!)
على رؤوس الجبال يا أمير المؤمنين !!
وحتى لا تجوع الطيور !!!
لعمري تلك رعية تفخر براعيها .. ولعمري ذاك راعِ يحتاجه زماننا !!
هنيئا لذاك الطير الذي خشيت عليه أن يجوع على رؤوس الجبال .....!!
ذاك تاريخ يقسم لي بأنه واقع ... وليس قصة تتلى ما قبل النوم ...
أو محض حكايات من الماضي ملئى بها كتب الأدب العربي !!!
ذاك زمان كانت الصدقات فيه تقف حيرى في بيت مال المسلمين تنادي الجوعى والمساكين ولا من يجيب !!
ذاك زمان كان للجائع فيه أن يخرج بسيفه على الراعي إذا لم يطعمه !!!
فهاهو –عمر- ذاك الذي لم تجد الصدقات في زمنه أصحابها يصدح قائلا :
(عجبت لمن جاع ولم يخرج عليّ شاهرا سيفه ) .....!!
ويحار فكري وتتشتت الأفكار مرة أخرى إذ أسمع الأخبار في أمتي تقسم لي أن هناك واقعا آخر يعيشه العالم من حولي
فلا زالت ذاكرتي كل ليلة تكرر لي نفس المشهد من مسرحية ذلك الواقع على أرض الصومال !!
كارثة إنسانية ولا عمر لها ...!!!!
هناك على ارض الصومال يروي لنا الواقع حكاية مريرة .. ومسرحية خيّم الألم على فصولها ...
وشبح الموت يغتال بلا هوادة ولا تريث أبطالها .. الواحد تلو الآخر .....!!!!
وليس من مُخرج يوقف تلك المسرحية القاتلة ...!!
ولا من كاتب يغير من أحداث تلك المسرحية البائسة أو يكتب خاتمة عاجلة توقف تفشي تلك الكارثة الإنسانية !!
750 ألفا حتى الآن في دائرة الموت والعالم أجمع كجمهور ساذج يرقب أحداث المسرحية وينتظر بطلا خارقا يتدخل في الوقت المناسب وينقذ الضحية ليصفق الجميع للبطل وتنتهي المسرحية !!!
هكذا .. بسذاجة الأطفال وهم يرقبون فيلما كرتونيا وينتظرون "سوبر مان" ....!!
ولا أدري لما لا يكون ذاك البطل الخارق واحد من ذاك الجمهور !!
ولا أدري متى يحين الوقت المناسب برأي الجمهور ليتدخل البطل المنقذ !!
أثمّة وقت يمكننا انتظاره والكارثة تسابق الأيام وتتحدى الزمن !!
ولا أدري .. ترى لو تدخل البطل وأنقذ الضحية.. هل سيصفقون ؟؟؟!!
ورغم رفض القلب النابض بلحن الحياة والفكر المفعم بذاك التاريخ المشرق لسذاجة تلك المسرحية إلا أنها هي أيضا تقسم لي أنها واقعا !!
هي واقع مرير متجدد وان رفضناه ..!!
ففي الصومال لا زالت المجاعة تتقدم كوحش كاسر لا يعرف الشفقة أو الرحمة ..
رحل الكثيرون .. ولا زال الكثيرون ينتظرون شبح الموت ليغتال أنفاسهم ...
وباتوا جميعا كصفحة في نهاية دفتر تنتظر موعد انتزاعها عن صويحباتها بصمت مميت !!
ليت أطفال الصومال عاشوا طيورا على جبال دولة عمر !!!
وليــــــــتـ لنا اليوم بعمر ثاني !!
ايات جمال الهواوشة