لقاء ترامب مع نتنياهو حسابات مختلفة
حسين بني هاني
29-12-2025 04:35 PM
يدرك ترامب وهو يستقبل نتنياهو اليوم، أن تطورات الحرب في غزة والتي توّجت بالاتفاق، قد أثّرت على مزاج الأمريكيين بشكل كبير، وأنه بات يخشى من أي إنتكاسة عليه ، ليس على نتائج الانتخابات النصفية للكونغرس ، في العام المقبل وحسب ، وإنما على جائزة نوبل للسلام التي يحلم بها.
ترامب يعلم أن نتنياهو قادم اليه ، لاقناعه بضرورة تأجيل المرحلة الثانية من الاتفاق ، بحجة نزع سلاح حماس ، وتأليب مشاعره ضد إيران ، بينما ترامب يغذُّ الخطى لإنهاء هذا الملف ، وإضافة نقطة أخرى ، في مسألة إنهاء الحروب وإشاعة السلام في بؤر الصراع ، حتى لو أدى هذا إلى العبث بإستقرار حكومة إسرائيل .
اختلاف وجهات النظر ، في اللقاء تبدو واضحة ، إذ يعتبر نتنياهو ومعه بن غفير وسيموتريتش ، الخط الأصفر مثلاً في غزة وفق الاتفاق ، بمثابة خطٍ احمر دونه إنهيار الحكومة ، بينما يعرف ترامب أن لدى واشنطن مصالح في المنطقة ، تتعارض مع أهداف إسرائيل فيها ، ويعلم ايضا أن نتنياهو قادم ، لخوض تمرين دبلوماسي دقيق معه ، إن لم يحسن نتنياهو فيه التصرف ، وإظهار قدرٍ كبير من المرونة وحسن النية ، للانتقال للمرحلة الثانية ، بعد تلك الشروط التي أعلنها نتنياهو ، قبل سفره للولايات المتحدة ، فإن الخلاف سوف يظهر عياناً بين الطرفين ، وهو أمر لا يريده نتنياهو ، ولا يقوى أصلا على مواجهته أو الخوض فيه ، في وقت بدأ فيه بعض المقربين من ترامب ، يعتبرون أن خطة رئيسهم ستبقى حبراً على ورق ، مالم يضغط على نتنياهو لتنفيذ بنودها .
يعلم نتنياهو أن ترامب ، يريد الانتهاء من هذا الملف ، للتفرغ لملف أوكرانيا ، لاستكمال طوق إنجازات نوبل للسلام ، وهو بذلك لايريد من نتنياهو، أن يضع أمامه المزيد من العوائق ، للوصول إلى هذا الهدف ، ولا حتى جولة جديدة من الحرب مع ايران ، يسعى اليها نتنياهو، بحجة تطوير الاخيره لقدراتها الصاروخية .
يعلم نتنياهو أن كل الملفات التي يحملها معه ، سواء تلك المتعلقة بغزة أو ايران ، وحتى تلك المتعلقة بسوريا ولبنان ، ملفات شائكة، لا يتوافق ترامب مع كل ما يريده نتنياهو منها ، وبالتالي فإن الاخير ، سيجد نفسه مضطرا لتقديم التنازلات ، إذا ما أراد أن يبقى ترامب ، اعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الابيض ، كما وصفه نتنياهو يوماً ، وهو الأمر الذي سيشعل بيت نتنياهو السياسي ، وبالتالي خلق أزمة كبيرة له ، مع احزاب اليمين القومي المتطرف ، داخل ائتلافه الحكومي ، عشية عام جديد ، تستعد فيه احزاب إسرائيل لدخول عام انتخابي ، يخشى نتنياهو ، أن ينقلب فيه السحر على الساحر.