facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سيادة الوفاء: لسنا بحاجة لدروس في الانتماء


نضال أنور المجالي
30-12-2025 09:26 PM

في زمن كثرت فيه الشعارات، وتعددت فيه المنابر التي تحاول صياغة مفاهيم "الوطنية" و"الانتماء" وفق قوالب جاهزة، نجد أنفسنا في غنى تام عن من يعلمنا كيف نحب أوطاننا. فالوطنية بالنسبة لنا ليست منهجاً يُدرس في الكتب، ولا خطاباً يُلقى في المناسبات، بل هي "هوية وجود" وتاريخ محفور في الصدور.

الانتماء.. إرثٌ لا يُكتسب
نحن جيلٌ لم ينتظر محاضرة ليفهم معنى الأرض، ولم نحتج لندوات لندرك قيمة العلم. لقد رضعنا حب الوطن من صدور أمهاتنا مع أول صرخة لنا في هذه الحياة. كان نشيدنا الأول هو صوت حكايات الجدات عن الصبر والثبات، وكان معلمنا الأول هو تراب هذه الأرض الذي تغلغل في مسامنا قبل أن نعرف أبجديات القراءة والكتابة.

إن هذا الانتماء هو إرثٌ جيني، انتقل إلينا عبر الأجيال كابراً عن كابر. هو تلك الرابطة الفطرية التي تجعل نبضات قلوبنا تتسارع مع كل ذكرى لبطولة، ومع كل شبر من حدودنا التي سهرنا على حمايتها.

مدرسة الميدان.. حيث تُصهر القلوب
بالنسبة لنا نحن العسكريين، كانت الوطنية هي رفيقنا في الليالي الباردة، وهي دافعنا في ساعات الخطر. لم نكن نبحث عن تعريفات فلسفية للانتماء حين كنا نرتدي "البوريه" ونقسم يمين الإخلاص؛ بل كنا نعيش هذا الانتماء واقعاً ملموساً، ونترجمه عرقاً وجهداً وتضحية.

رسالة للباحثين عن التنظير
إلى كل من يحاول اليوم إعطاء دروس في المواطنة: وفروا مجهودكم. فمن جبل طينته من تراب هذا الوطن، ومن سقى غرسه بدم الوفاء، لا يحتاج لشهادة تعريف بوطنيته. نحن أدرى الناس بوجع الوطن وأفراحه، وأكثر الناس حرصاً على أمنه واستقراره، لأننا لا نملك وطناً سواه، ولا نعرف هوية غيره.

ختاماً..
سيبقى انتماؤنا شجرة جذورها في الأرض ممتدة بفعل التاريخ، وأغصانها في السماء تطاول السحاب بكرامتنا. نحن "أبناء الدار" الذين رضعوا العز كرامةً، ولن تزيدنا الأيام إلا تمسكاً بهذا الميراث العظيم.

حفظ الله الاردن والهاشمين..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :