عمون - برعاية الأستاذ الدكتور محمد مقابلة، نائب رئيس جامعة إربد الأهلية، مندوبًا عن الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق رئيس الجامعة، نَظّمت كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات في جامعة إربد الأهلية، بالتعاون مع كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك، ورشة علمية متخصصة بعنوان "التوثيق الرقمي وحماية التراث: تكامل الصيانة والذكاء الاصطناعي في الميدان"، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والطلبة من الجامعتين، في مدرج الكندي.

وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الدكتور معتصم أبو دواس، عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات، بالحضور، مؤكدًا أن هذه الورشة تُجسّد نموذجًا متقدمًا للتكامل بين التخصصات التقنية والإنسانية، وتأتي استجابةً للتحديات المتسارعة التي تواجه التراث الثقافي في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، وأشار إلى أن التوثيق الرقمي والذكاء الاصطناعي أصبحا من الأدوات الرئيسة في حفظ المواقع الأثرية وتحليل البيانات ودعم أعمال الصيانة والترميم بأساليب علمية دقيقة تسهم في حماية الإرث الحضاري للأجيال القادمة.
من جانبه، أكد الدكتور زيد الجواسرة، رئيس قسم علم البيانات والذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي بات يشكّل ركيزة أساسية في حماية التراث، من خلال تحليل الصور، ورصد التشققات، والتنبؤ بالمخاطر المحتملة، مشيرًا إلى أن تكامل علم البيانات مع التخصصات التراثية يسهم في الانتقال من المعالجة التقليدية إلى التخطيط الاستباقي القائم على البيانات.

بدوره، شدد الدكتور سيف العكور، رئيس قسم هندسة البرمجيات، على أهمية توجيه مشاريع الطلبة نحو خدمة التراث الوطني، وتوظيف التقنيات الحديثة في حماية الموارد الثقافية، مؤكدًا دعم جامعة إربد الأهلية المتواصل للمبادرات العلمية التي تعزز البحث التطبيقي والتكامل الأكاديمي بين الجامعات.

وشهدت الورشة مشاركة علمية متميزة من نخبة من المختصين في كلية الآثار في جامعة اليرموك، من بينهم الدكتور حسين صبابحة، والدكتور معن عموش، والدكتور عبد الرحيم أحمد، الذين قدموا أوراقًا علمية تناولت آليات صيانة المواقع الأثرية، وتحليل البيانات الميدانية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في حماية التراث، مؤكدين أهمية الدمج بين الخبرة الميدانية والتقنيات الحديثة لتحقيق الاستدامة في هذا المجال.

كما ألقت الطالبة هبة الخطيب، رئيسة نادي هندسة البرمجيات، كلمة أكدت فيها دور الطلبة في دعم المبادرات العلمية، وأهمية إشراكهم في مشاريع تطبيقية تسهم في ربط المعرفة الأكاديمية باحتياجات المجتمع.

من جهتها، أكدت الطالبة جنى العمري، منسقة الفعالية، وهي طالبة في كلية الآثار بجامعة اليرموك وإحدى طالبات كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات في جامعة إربد الأهلية، إلى جانب الطالب جمال جرادات، ممثل كلية الآثار في جامعة اليرموك، على أهمية هذا التعاون المثمر بين الجامعتين، مشيرين إلى أن هذه الفعالية تُشكّل أنموذجًا ناجحًا للتكامل بين التخصصات التقنية والإنسانية.

بدأت الورشة بالسلام الملكي، وتلاة عدد من آيات الذكر الحكيم، وقدم لها الطالبة جنا الخطيب، وملاك أبو شبيب، واختُتمت الورشة بتكريم المشاركين والمتحدثين تقديرًا لجهودهم العلمية، حيث قام نائب رئيس الجامعة وعميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات بتسليم الشهادات التقديرية، مؤكدين استمرار الجامعة في دعم المبادرات البحثية التي تَخدم المجتمع وتعزز مكانة التعليم العالي في الأردن.