facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غاندي أسطورة القرن العشرين


د. سامي الرشيد
06-10-2011 04:05 PM

ولد غاندي عام 1869، في مدينة يورباندا بالهند، وهي مدينة تطل على البحر العربي، وكانت تخضع للحكم البريطاني، وكان والده قائداً لها، وقد ورث غاندي عنه رجاحة العقل والصدق والإخلاص، أما والدته فقد أثّرت به أكثر لأنها كانت متدينة جداً- عائلته هندوسية – ومع ذلك كانت متسامحة مع حقيقة أن الدين الإسلامي يحتل المنزلة الثانية في الهند بعد الهندوسية، وكانت تؤمن أنه طريقة جيدة للتحدث مع الله، وأن كلا الدينين فرّق بين الصحيح والخطأ، وكلاهما شجع الناس على الصلاة والوسطية والسلوك الأفضل.

لقد تخرج غاندي من جامعات بريطانيا، وسافر ليعمل في جنوب أفريقيا، وبدأ ينظم ثورة بيضاء سلمية ضد التمييز العنصري هناك، وعاد ليعمل في الهند وبدأ يتحدث بصوت عالٍ، أن الهند مستعبدة، فقيرة وجاهلة ولابد من رفع الظلم عنها بالمقاومة السلمية، وقد أعلن الإضراب العام ثم أعلن المظاهرات السلمية حيث لا يؤمن بالعنف، ونظم مظاهرة لالتقاط الملح من الشاطئ، حيث كان الملح حقاً للحاكم البريطاني فقط، وهذه المظاهرة تطالب بإلغاء هذا القانون، ولكن الجنود البريطانيين قاموا بإطلاق النار على المدنيين العزل، وقتل وجرح العديد منهم حتى يلقنوا الهنود درساً لن ينسوه، ولكن ما تعلمه الهنود على العكس تماماً.

قال غاندي "عندما تطلق حكومة النار على شعبها الأعزل، فإنها بذلك تفقد حقها في الحكم"، وعلى الرغم من أنها لا تزال تحتفظ بالقوة والسلطة، فإن الحكومة البريطانية فقدت أي تأييد لها مع موت الهنود بالمذبحة.

لقد أعلن غاندي سياسة عدم التعاون مع البريطانيين وعدم شراء السلع المستوردة من بريطانيا مما أفقد الصناعة البريطانية كثيراً من الأموال وأصبحت محلات العزل رمزاً للقومية الهندية، واستمر بالمقاومة حتى وافقت بريطانيا على استقلال الهند ولكن بتقسيمها إلى الهند وباكستان.

لقد أشاد غاندي بالإسلام باعتباره رسالة محبة وسلام، وديانة للناس أجمعين ولصالح البشرية بوجه عام، وكانت عواطفه مع العرب.

ولعل من أهم ما يؤكد هذا الموقف المتعاطف من جانب غاندي للقضايا العربية، رأيه في القضية الفلسطينية فلقد استنكر مطالبة اليهود بإنشاء وطن قومي لهم بالتحالف غير الشرعي بين الصهيونية والاستعمار العالمي، مؤكداً أن فلسطين ملك للعرب، كما أن إنجلترا ملك إنجلترا وبنفس الدرجة.

وهذا نص ما قاله في مقاله الذي نشر بمجلة "هاريجان" بتاريخ 12 نوفمبر عام 1938 "إن عواطفي كلها مع اليهود، ولكن عطفي عليهم لن يعميني عن مقتضيات العدالة، فأنا لا أستسيغ المطالبة بإنشاء وطن قومي لليهود، ففلسطين ملك للعرب تماماً كما أن إنجلترا ملك للإنجليز وفرنسا للفرنسيين، وإذا لم يكن لليهود وطن إلا فلسطين فكيف بهم إذا أرغموا على ترك الأماكن الأخرى التي يعيشون فيها في أنحاء العالم؟ إن فلسطين التي جاء ذكرها في التوراة ليست في رقعة الأرض الجغرافية، بل هي في قلوبهم، أما إذا كان لابد لليهود من أن يتمسكوا بفلسطين – الأرض الجغرافية – فمن الخطأ كذلك أن يدخلوها في ظل المدافع البريطانية وعلى أسنة رماحهم، وليس هناك ما يمكن أن يقال ضد مقاومة العرب في مواجهة عقبات لا قبل لهم بها".

وقد قال صحفي أمريكي كان قد قابل غاندي في مناسبات عديدة "خلّف موت غاندي الكثير من الظلام فلم يكن هناك من حاول مثله أن يعيش حياة مليئة بالحقيقة والعطف والعفة والتواضع ومساعدة الآخرين والسلام في خلال كفاحه الطويل الصعب والعاطفي والمتواصل ضد الاحتلال البريطاني لبلاده وضد الشر في أبناء وطنه وفي وسط كل هذا ظلت يديه نظيفتين في وسط المعرفة وحارب بدون حقد أو كراهية لأحد".

لقد أضحى غاندي أسطورة القرن العشرين لكل محبي السلام ولكل المثقفين والمفكرين ومثلاً أعلى للقيم العليا المفتقدة.




Email: dr.sami.alrashid@gmail.com





  • 1 جميل ابو صيني 06-10-2011 | 04:22 PM

    اي اسطورة هو يا دكتور وهو الذي وقف مع الانجليز في قتال شعبه خلال الحرب العالمية الاولى ؟ لقد اجادت بريطانيا صناعة الكثير الكثير من الابطال " الاساطير " على شاكلة غاندي خدمة لمصالحها في المشرق العربي وشرق اسيا

  • 2 ا 06-10-2011 | 04:43 PM

    محمد علي جناح هو الاسطوره


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :