عمون - كتب محرر الشؤون المحلية - يبدو ان التعبئة والتجييش التي استمرت طوال الاسابيع القليلة الماضية بدأت اثارها تظهر على السطح على نحو مقلق للغاية وذلك بعد ان التقط افراد في الامن ومقربين من الاجهزة الامنية الاشارات بشكل خاطئ فها هو عنفهم يتجاوز متظاهرين عزل طالبوا بالاصلاح ليتنقل الى مارة في شوارع العاصمة نالهم ما نالهم من بطش ووحشية لم نعرفها من قبل ..

انتخابات طالبية في احدى الجامعات الخاصة تحولت الى معركة طاحنة بين طرفين حمل بعضهم الاعلام والصور بيد و "القناوي" والعصي والحجارة باليد الاخرى ... والكثير من القصص التي تعكس حالة الاحتقان والتوتر التي جرت برعاية رسمية في بداياتها الا انها خرجت عن السياق وانفلت عقالها الان ولا نعرف الى اين ستأخذنا ..

قيام الأجهزة الأمنية بالاتصال بوالدة طالبة وتهديدها بالعمل على اعتقال ابنتها في حال لم توقف نشاطاتها الطلابية والحزبية، الاتصال الذي جاء على خلفية مشاركتها في برنامج على شاشة التلفزيون الأردني حول الشباب والأحزاب وتحدثت خلاله حول خطورة التدخلات الأمنية في الجامعات وتأثيرات ذلك على انخراط الطلبة في العمل الحزبي.. لهو امر جلل وفيه مخالفة صريحة ومباشرة لتوجيهات جلالة الملك التي طلب فيها من الاجهزة الامنية مغادرة الجامعات بشكل نهائي وهو الامر الذي يبدو انه لن يحدث ابدا ...

تعرض شعبة الاخوان المسلمين في جبل التاج الى اعتداء من قبل مجهولين ومحاولة احد الاشخاص بالتهجم على المقر الرئيسي لحزب سياسي مرخص "حزب جبهة العمل الاسلامي " هو نتاج لعمليات التعبئة والتأليب التي تمارس من قبل اعلام رسمي وشبه رسمي لهو خطر اخر يتهدد السلم الاهلي في بلادنا .. وما الحماية التي فرضت على قيادات سياسية اردنية من قبل الامن وبتوجيهات ملكية الا مؤشر اخر على نمو ظاهرة العنف واتساع دائرة خطرها على المجتمع والناس ..

في الايام القليلة الماضية كنا شهودا على قصة ما عدنا قادرين على نشر تفاصيلها بعد ان رفضت المتضررة سرد تظلمها للرأي العام اثر تسوية "جائرة" جرت مع رجال الامن العام .. الحكايه للاسف تم فيها تجاوز كل معاني الرأفة والانسانية والرحمة والتقاليد العسكرية والعشائرية وكل القيم في الدنيا ...فكيف يتم الاعتداء بالضرب والشحط والتنكيل على فتاتين في الشارع وامام المارة من قبل ٤ رجال امن ويتم التعاطي مع هذا الامر بمنتهى البساطة والانصراف الى محاولة احتواء الموقف والضغط على الاسرة لمنع نشر ما حدث معها في وسائل الاعلام المحلية ... التهمة التي تلصق بالاطراف في كثير من الحالات المشابهة عند الاشتباك مع رجال الامن العام جاهزة وهي "قدح مقامات عليا " ..تخيلوا المشهد " تتلقى ضربا مبرحا واهانات وتنكيل وفوق كل ذلك يتم احالتك الى محكمة امن دولة بتهمة قدح مقامات عليا ".. سيد البلاد لا يقبل بهذا ولو قبل به مدير الامن العام وتساهل مع مرتكبي هذه التجاوزات وغيرها الكثير الكثير ..