بأي وجهاً مفرح نستقبلك يا عيد! وإخواننا وأشقائنا تسفك دمائهم بغير وجه حق، مؤامرات تحاك على أراضينا وشعوبنا وخيراتنا وخطر التقسيم يهدد الدول العربية: فاليهود من جهة والفرس من جهة والمستعمر الأجنبي من جهة والقريب البعيد في داخلنا من جهة.

يا عيد اسواط الأعداء والغرباء اخف وارحم من اسواط بعض حكامنا الجلادين! فقد تسلطوا علينا، قلنا لهم نحن أبناؤكم ورعيتكم نحن منكم واليكم وقد سلبتم كل شيء ماذا تريدون بعد!!

قروناً من حكم التخلف والرجعية وامتهان الكرامة والحرية منذ غزوات الصليبيين الى عصر العثمانيين واستعمار الأوروبيين إلى حكم بعض الجلادين منزوعي الضمائر ممن تولوا علينا وكان حكمهم هو الأصعب والأقسى، نذكركم بتاريخهم: إنه منذ عقودا انقضت ثارت الشعوب العربية على الاستعمار وركب بعض الجلادين موجة وحركات الاحرار قالوا لهم حينها الجلادين في زيفاً نحن احراراً عرباً مثلكم ومعكم من اجل النور والحرية والكرامة من اجل زهور الربيع البهية وهتفوا مع اجدادنا الاحرار لليل الطويل بأن ينجلي، ثم ما لبثت ان استفحلت مخالبهم وغرست في أعماق أجسادنا مثلما طالت من قبل أجساد أجدادنا وآبائنا، عندها نقول لهم لن نسمح لكم بعد اليوم ان تبلغ اجساد ابنائنا.

نكاد نُجن من هول ما نرى، ما أغلى الكراسي عليهم ، لقد جمعوا كل المال والسلطة والنفوذ لقد ملكوا الدنيا ورغم ذلك قالت شعوبهم لهم ارحلوا معها بسلام " نريد ان نعيش ونفرح بالعيد"، لكن أرادوا كل الدنيا الملطخة بالدماء ، من اين لهم بكل هذه الوحشيه!! من زين لهم عملهم وعدلَ ظلمهم؟ من صور لهم بأننا جرذاناً وانعاماً وخرافاً يسوقوها كيف يشاؤون؟ من قال لهم بأننا أضحياتهم للأعياد؟ من قال لهم إنهم مخلدون؟

يا عيد بدأت أضحيتاهم في مشانق العراق بأيدي غرباء الرافدين وقالوا لنا حينها ربيعاً ملوناً قادماً لكن ما زال خريف العراق قاتم. يا عيد علقت مشانق الأمويين منذ عقود في دمشق وحماة وتسعّر حكم العلويين على شام العز وحمص الوليد وحوارن الشهامة وقالوا لنا اسكوتوا انها ممانعة ومقاومة وغير مسموح لكم ان تقولوا كرامة وحرية وحياة، حينها استباحوا قتل الشعب من اجل النصر يا لمنطقهم ومن معهم!

يا عيد من أراد لأرض الكنانة بان تعاث فسادا وخراباً وفتنةً ؟ ياعيد لقد فَصَلُوا مغربنا عن مشرقنا وخليجنا عن شامنا بل قضوا بأن يبقى يمننا حزينا وسوداننا عديداً، وهم اليوم يطرقون بوابة البحرين لضرب خاصرة الامة في خيراتها، في خليجاً ينطق فيه الانسان والمكان والزمان عربياً فقد استكثروا علينا النعمة، وهنا التحذير من ذاك البعيد الأجنبي الذي زرع الخنجر في صدر الامة "اسرائل المحتلة لفلسطين"، يدافعون عن مصالحهم في المنطقة بعيون لا ترى سوى اسرائيل والنفط الأسود حتى لو تلطخ بالاحمر منا.

يا عيد من غربنا تجبّر اليهود المحتلين وقد عاثوا بالبلاد والعباد الظلم والفساد وقتّلوا وشردوا الأهل والاقرباء وقلبوا كل موازين الحق والعدل في الدنيا، هؤلاء لهم الله ولن يكون النصر عليهم إلا من عنده.

يا عيد ماذا نعمل وقد عملنا كل شيء تجاه من يجلدنا في الداخل والخارج ؟ وقف حكيمنا مجيباً هادئاً يقول أنكم مهزومون من الداخل فكيف لكم إن تثوروا على أعدائكم وظلّامكم؟ العيب فيكم وليس فيهم، هل تطلبون من عدوكم بان يكون حكَماً وقاضياً عادلاً. قال حكيمنا كلاماً موزوناً كثيراً، قال ما زالت ثورة النفس لم تبدأ، ثورة تبدأ بإصلاح النفس أولا، ثورة نحب فيها الخير لغيرنا من أشقائنا قبل أنفسنا، فدعونا نوحد كلمتنا وارادتنا وطاقتنا معاً من اجل وطننا وامتنا وعقيدتنا. واستشهد حكيمنا بقول الخالق عز وجل " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".

اليوم وليس غدا ليقول كل منا كلمة حق تكون سهماً صائباً في قرابين نيل الحريات والكرامة والعدل ويغير في نفسه ومحيطه فإن لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وان لم يستطع ويسكت عن الحق فليس مستبعدا ان يكون منا اضحيةً وقرباناً للأعياد القادمة.

يا عيد لقد انجلى ليل بعض الجلادين والمستعمرين وما زالت الجراح تنزف من أعضاء جسمنا فمتى نبرأ وتتوقف اوراق الخريف عن السقوط ويظهر الربيع المزهر، وهنا نحن نتوسم كل الخير في حكامنا العادلين فهم منا ونحن لهم ومستقبل شعوبهم والشعوب التي تحررت من ظلم وبراثين الجلادين للتو في أعناقهم ، لمثلهم ولمثل شعوب العرب الأحرار نقول كل عام وانتم بخير.