تسليم جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة للمعهد النيجيري لبحوث الغابات
20-11-2011 04:35 PM
عمون - في غمرة احتفالات البلاد بالعيد الوطني الحادي والاربعين المجيد قامت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم في سلطنة عمان بتسليم جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة الى ممثل المعهد النيجيري لبحوث الغابات في نيجيريا، ظهر أمس في حفل بهيج حضره ممثلو اليونسكو وشخصيات عمانية وعربية ودولية بارزة، وذلك على هامش اعمال المنتدى العالمي لليونسكو، في العاصمة الهنغارية بودابست وبحضور المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا وسعادة الدكتورة سميرة بنت محمد موسى الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة في اليونسكو وسعادة الدكتور موسى بن جعفر حسن مستشار المندوبية في اليونسكو.
وقد أشاد المحتفلون أثناء مراسم تسليم الجائزة بجهود صاحب السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه - ومساهماته المستمرة للحفاظ على البيئة المحلية والعالمية من أية مخاطر تهددها، واهتمام جلالته الكبير بالبيئة وقضاياها التي تأتي ضمن أولوياته منذ بدايات النهضة المباركة، وتحفيزاً منه لمزيد من العطاء والاهتمام في هذا الجانب.
وقد تم الاعلان عن فوز المعهد النيجيري لبحوث الغابات (نيجيريا) من مكتب مجلس التنسيق الدولي لبرنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي (الماب) بتاريخ 28 أكتوبر - 2011م بجائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في دورتها الحادية عشرة هذا العام.
وتأتي جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة ضمن أولويات اهتمام صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - للحفاظ على البيئة وحمايتها من الأخطار التي تهددها، وتبرعه السخي للمهتمين والباحثين العلماء في كافة دول العالم والمساهمات المجيدة للأفراد أو مجموعات الأفراد أو المؤسسات أو المنظمات للحفاظ على البيئة بما يتفق مع سياسات وأهداف وغايات منظمة اليونسكو وفيما يتعلق ببرامج المنظمة في هذا المجال.
وقد أعلن حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- هذه الجائزة لأول مرة أثناء زيارته إلى مقر اليونسكو عام 1989م، وتكمل الجائزة هذا العام اثنين وعشرين عاماً منذ إطلاقها.
وقد جاء قرار اليونسكو لتخصيص الجائزة للمعهد النيجيري لبحوث الغابات في نيجيريا بناءً على توصية من مكتب التنسيق الدولي لبرنامج اليونسكو للإنسان ومحيط الحيوي "الماب" والذي يعد بمثابة لجنة تحكيم الجائزة ،وذلك تقديراً لما حققه المعهد من إنجازات كبيرة في إدارة الغابات والبيئة وصون التنوع البيولوجي، والإنتاج المستدام للغذاء لأجل الأمن الغذائي، والتزويد بالمواد الأولية الصناعية وفرص التوظيف. وقد أكد مكتب الماب على أن توصيته ترد في سياق إعلان الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2011 "السنة الدولية للغابات" بغية زيادة الوعي بشأن إدارة وصون كل أنواع الغابات والتنمية المستدامة.
يذكر بأن المعهد النيجيري لبحوث الغابات في نيجيريا يعمل تحت وصاية الوزارة الفيدرالية للبيئة، وهو الوحيد في نيجيريا الذي يجري بحوثاً - في مجال الغابات، ويقع مقره بمدينة أيبادان، وهناك عشرة مراكز
وأربعة معاهد تدريبية تابعة له في مختلف أرجاء نيجيريا.
ويُعنى المعهد أيضا بصون التنوع البيولوجي والنشاطات الايكولوجية بما في ذلك إقامة دار نباتات الغابات بايبادان، الذي يشمل أكثر من مائة ألف مجموعة من النباتات، وكذلك حقق نتائج مهمة حول كيفية تجديد الغابات المستثمرة، وقد قام المعهد بدور بارز في تأسيس وإدارة المحميات الطبيعية في نيجيريا بما في ذلك (محمية) المحيط الحيوي الواقعة في أومو.
كما ساهم المعهد بشكل كبير في حد التغير المناخي، وذلك عبر البحوث عن وقود الديزل البيولوجي، وإقامة المزارع والتقنيات الإدارية لإنتاج بذور جاتوفرا.
التوبي: تخصيص الجائزة في إطار دولي دليل مهم لمواقف السلطنة لخدمة قضايا البيئة والتنمية
أكد محمد بن سالم بن سعيد التوبي وزير البيئة والشؤون المناخية عقب إعلان مكتب مجلس التنسيق الدولي لبرنامج اليونسكو للإنسان والمحيط الحيوي (المآب) عن فوز المعهد النيجيري لبحوث الغابات في نيجيريا بجائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في دورتها الحادية عشرة، والتي يتم منحها عن طريق منظمة اليونسكو كل عامين للأفراد والمنظمات التي لها إنجازات مشهودة في مجال البيئة، على أن هذه الجائزة العربية العالمية هي بمثابة تثمين للجهود التي تبذلها حكومة السلطنة في مجال خدمة قضايا البيئة والتي تدين بالفضل لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس ابن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- وإسهاماته الخيرة في مجال حماية وصون البيئة العالمية، حيث كان تخصيص جلالته- حفظه الله ورعاه- لجائزة خاصة بالبيئة تحمل اسم «جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة» حدثاً تاريخياً له دلالاته ومعانيه الإنسانية والحضارية، فالجائزة كانت منحة شخصية من لدن جلالته عبرت عن فكر إنساني رفيع المستوى ووعي حضاري بالغ الحكمة، فقد أعطى جلالته الشأن البيئي أولوية خاصة إدراكاً منه بأن صون مقدرات البيئة وتنمية مواردها هو الضمان الحقيقي لاستمرار مسيرة البناء والتطور.
وأضاف ان تخصيص جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في إطار دولي يأتي كدليل مهم يشهد العالم بأسره لمواقف السلطنة المشهودة في خدمة قضايا البيئة والتنمية وهذا ما يؤكد سلامة النهج الذي تنتهجه في مجال حماية وصون البيئة والذي يرتكز بشكل أساسي على مبدأ تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الشاملة وحماية وصون الموارد الطبيعية، وقد لقيت الجائزة ترحيباً واسعاً على المستويين الإقليمي والدولي، وفي مقدمة المرحبين بها منظمة اليونسكو التي رعتها منذ ميلادها وتوافقت أهدافها مع غاية الجائزة كحافز يشجع الإسهامات البارزة والجهود المخلصة للأفراد والجماعات والهيئات والمنظمات المعنية بشؤون البيئة وقضاياها، دون تفرقة بينهم تتعلق بالجنس أو العرق أو المعتقد أو العقيدة، وهو ما أكد صفة العالمية لهذه الجائزة العربية. هذا وقد قامت السلطنة باستضافة بعض الفائزين بهذه الجائزة لاطلاعهم عن كثب على الجهود البيئية التي تبذلها في مجال المحافظة على البيئة وصون مواردها الطبيعية.
وأشار وزير البيئة والشؤون المناخية انه ومنذ انطلاق جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في عام 1989م، امتد عطاؤها ليشمل أكثر من شخصية وجهة تعمل في مجال البيئة على مستوى قارات العالم الخمس، لتظل الجائزة العربية العالمية مصدر إلهام وطموح لأصحاب النوايا الصادقة والهمم المخلصة الساعية لصون بيئة كوكب الأرض وموارده، ودعوة متجددة تذكر الأسرة البشرية بضرورة التعاون وبذل المزيد من الجهد والعمل لحماية المحيط الحيوي الذي نعيش فيه، بوصفه قدرنا ومصيرنا المشترك، ومصدر حياتنا وحياة أجيالنا على هذا الكوكب. حيث هدفت هذه الجائزة إلى الاعتراف تقديراً بمساهمات الأفراد أو المجموعات أو المؤسسات أو المعاهد أو المنظمات في إدارة البيئة وحمايتها، وذلك وفق أنظمة وسياسات وأهداف منظمة التربية والثقافة والعلوم «اليونسكو»، فيما يتصل بالبيئة وأبحاث الموارد الطبيعية والتعليم والتدريب البيئي، وإعداد برامج التوعية البيئية من خلال تخصيص مواد وأنشطة بيئية، تهدف إلى إنشاء وإدارة المناطق المحمية لبيئات المحيط الحيوي ومواقع التراث العالمي الطبيعية.
واختتم محمد بن سالم التوبي تصريحه قائلاً: «إن جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة تأتي نبراساً للأفراد أو المؤسسات أو المنظمات التي تقدم إسهامات مميزة لإدارة وحماية البيئة وصون الموارد الطبيعية في العالم أجمع، وأننا نبارك للمعهد النيجيري لبحوث الغابات في نيجيريا لحصوله على جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة في دورتها الحادية عشرة، وأن هذه الوزارة تستلهم التوجيهات السامية الكريمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه– نحو تطوير خدماتها في قطاع البيئة العمانية وصون مفرداتها الفريدة وفق الشروط والضوابط والتشريعات البيئة المعمول بها عالمياً