عمون – كتب محرر الشؤون الاقتصادية- يقابلك التفاوت واختلاف الأرقام عندما تستمع لأيِّ من وزراء الفريق الاقتصادي يتحدث عن قيمة الدعم الذي تتحمله الدولة لسعر الكهرباء..

يتراوح دعم الكهرباء بحسب المسؤول بين 750-1800 مليون دينار فقط لا غير.
وبلغة الأرقام؛ يحتاج الاردن تقريبا الى 320 مليون قدم مكعبة يوميا من الغاز لتوليد كامل طاقته الكهربائية ولحساب القيمة بالدينار كل قدم مكعبة غاز =0.028 متر مكعب وكل 26.4 متر مكعب من الغاز يساوي واحد مليون وحدة حرارية انجليزية ويرمز لها (MMBTU).

1. سعر كل واحد مليون وحدة حرارية التي كنا نستوردها من مصر هو 2.14$ بتكلفة اجمالية سنوية188مليون دينار..
2.تصبح الان بالسعر الجديد البالغ 5$ لكل وحدة 440 مليون دينار سنويا.
(المعادلة هي كمية الغاز بالقدم المكعبة مضروبة بـ 0.028 لتتحول الى المتر المكعب وتتم قسمتها على 26.4 للتحول الى وحدات حرارية بريطانية وتضرب بعدد ايام السنة وتضرب بسعر الدولار ليصبح الناتج الاجمالي بالدولار ثم تضرب بسعر الدينار على الدولار 0.71 ليصبح الناتج ما ندفعه سنويا مقابل استيرادنا من الغاز).

320000000x 0.028 / 26.4 x 365 x 5 x 0.71 =440 مليون دينار

3. يحتاج الاردن لتوليد كافة انتاجه حسب أرقام حصلنا عليها من احد المصادر 1.240 مليون طن فيول اويل و600 الف طن ديزل . اذا حسبنا الكلفة 650$ لكل طن من المادتين فتصبح الكلفة هنا 850 مليون دينار سنويا.
علما بان سعر الفيول اويل يتراوح ما بين 400-600$ للطن ومثلة تقريبا للديزل.
4. ومن مصدرآخر يحتاج الاردن الى 1.240 مليون طن فيول اويل وتقريبا 1 مليون طن ديزل كلفتها تساوي 1035 مليون دينار سنويا.
5. ومن مصدر آخر حكومي نحتاج الى 3.1 مليون طن من المادتين كلفتها تساوي 1430 مليون دينار وهذا الرقم مشكوك فيه.
لان جميع مستورداتنا من النفط الخام والمشتقات النفطية لا تتجاوز الـ 6 ملايين طن فلا يعقل ان يستخدم اكثر من 50% منها في توليد الكهرباء.
وهنا التكلفة كالتالي:-
• الغاز بالسعر القديم 188 مليون دينار
• الغاز بالسعر الجديد 440 مليون دينار
• الحالة الاولى 850 مليون دينار
• الحالة الثانية 1030 مليون دينار
• الحالة الثالثة 1430 مليون دينار
علما بان ما استوردناه من جميع انواع المشتقات النفطية حسب وزير التخطيط هو 2750 مليون دينار لسنة 2011 وللعلم بان مجمل مبيعات الطاقة الكهربائية هي تقريبا 800 مليون دينار وهذا يعني ان الربح باستخدام الغاز يقارب 600 مليون دينار بالسعر القديم و360 مليون دينار بالسعر الجديد .(اين ذهبت تلك الارباح؟) وباستخدام الفيول اويل والديزل خسارة 50 مليون دينار في الحالة الاولى وخسارة 230 مليون في الحالة الثانية و 630 مليون في الحالة الثالثة (المبالغ بها). اي ان الخسارة اليومية ان وجدت لا تتعدى0.14 الى 1.73 مليون دينار يوميا وليس 5 ملايين دينار كما يدعي البعض.
وللعلم فاننا هنا قد بالغنا بسعر الفيول اويل والديزل باكثر من 100$ للطن الواحد. (وللمقارنة الحسابية فان سعر طن النفط الخام هو 550$ اذا كان سعر برميل النفط هو 100$) وهذا للمقارنة فقط لانه لا يتم استعمال النفط الخام في توليد الكهرباء مباشرة وهذا يشير الى النتائج التالية:

1.هناك تضليل وتلاعب مقصود بالارقام لتبرير عجز مالي وحالة مالية معينة
2.هناك سرقة وضياع يقاربان الـ 14%
3.ان هناك وسيطاً او وسطاء يقومون باستيراد وبيع المشتقات النفطية بسعر اعلى من تكلفتها لتحقيق ارباح على حساب المواطن وأن هناك من يقوم بالتغطية عليهم
4.ان هناك بنوداً مخفية في اتفاقية بيع شركة توليد الكهرباء تضمن ربحاً غير معلن عنه للمالك الجديد


ما سبق يؤكد ضرورة تبيان الارقام الصحيحة وان يحاسب كل من ساهم في الاضرار بالوطن والمواطن وتلاعب بالارقام عن سبق اصرار وترصد.
كما يستوجب البحث عن مصادر اخرى للتزود بالغاز مثل ايران وللعلم ان سعر 1 مليون وحدة حرارية لا يتجاوز 4 دولارات.

ولمزيد من التوضيح عن التلاعب بالارقام لنأخذ مشروع قانون الموازنة لسنة 2012 صفحة 184 وفي بند الفوائد الفارق بين فوائد سنة 2012-2013 هو 137 مليون دينار اذا اعتبرنا بان الفائدة هي 6% فهذا يترجم الى اقتراض بقيمة 2280 مليون دينار اي ان العجز الصحيح والذي يتم محاولة اخفائه هو 2280 مليون وليس 1027 مليون دينار كما هو في مشروع الموازنة (صفحة 15).
والفارق بين فوائد سنة 2013-2014 هو 161 مليون دينار اي ان العجز 2680 مليون دينار وليس 959 مليون دينار.(صفحة 496)
اي ان العجز في سنتين 2012 و 2013 سيزداد بمقدار 4960 مليون دينار وليس 1988 مليون دينار وهذا يسمى تلاعباً واخفاء لارقام المديونية التي تبلغ حاليا ما يقارب 13 مليار دينار سترتفع بنفس القيمة وستتجاوز مبلغ 18 مليار دينار في نهاية عام 2013. وهذا مثال بسيط عن التلاعب في الارقام.