من خلال القراءة العامة للإستراتيجيات والخطط العامة التي توضع لمستقبل الأردن يتضح بجلاء مدى الاعتماد على النشاط السياحي في تنمية الاقتصاد القومي خاصة في ظل التزايد المستمر في نسبة مساهمة السياحة في الناتج القومي، وتزايد الحركة السياحية إلى الأردن، من هنا تنبع أهمية الحديث عن السياحة التعليمية التي ستسهم في تعزيز القطاع السياحي والقطاع التعليمي وتنمية الموارد البشرية ، حيث تنبع أهمية السياحة التعليمية من قدرتها على إطالة مدة إقامة السائح لفترة أطول من أنواع السياحة الأخرى، مما يترتب عليه إنفاق متواصل على مجالات متعددة تشمل الإقامة والنقل والطعام ووسائل الترفيه والرسوم الدراسية والنفقات الجامعية ،كما أن العائد الاقتصادي على الدولة كبير جداً وذلك لقيام هذا السائح بعملية صرف دائم للعملات الصعبة مما يؤدي إلى دخول العملات الصعبة بشكل مستمر لخزينة الدولة .

أهمية الاستثمار الوطني في السياحة التعليمية :

يتراوح معدل إنفاق الطالب الوافد 6 أضعاف نصيب الفرد الأردني من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي يجعل من الاستثمار الوطني في هذا الاتجاه استثمارا ناجحا، أما القيمة المضافة للسياحة التعليمية تصل إلى 60 بالمائة.وقد بلغ عدد الطلبة الوافدين في الجامعات الأردنية 25 ألف طالب نهاية عام 2010، مقابل 8322 طالبا عام 2000 بزيادة تصل إلى 10 بالمائة سنويا. وتعتبر الجامعات الأردنية من أهم الجامعات على المستوى الإقليمي، لما تمتلكه من قدرات هائلة مكنتها من متابعة التطور الهائل في شتى ميادين الحياة المعرفية والعلمية، فخلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسوب التعليمي في الأردن وظهر مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم محتوى للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة.

فالأردن مؤهل فعلياً لقيادة المنطقة في مجال السياحة التعليمية لما يتمتع به من موقع جغرافي متوسط بين دول المنطقة، وتمتعه بالأمن والاستقرار، وتوسع آفاق صناعة تكنولوجيا المعلومات في الأردن.والبنية التحتية للاتصالات.إضافة إلى كون الأردن مقراً للعديد من الشركات والمؤسسات الدولية في صناعة التعليم على مستوى الشرق الأوسط مثل : سيسكو لأنظمة المعلومات Cisco Systems، ومايكروسوفت Microsoft، وأوراكل Oracle، وهيولت باكارد Hewlett Packard.وشركة صن مايكروسيستمز Sun Microsystems وغيرها .

رؤية صناعة السياحة التعليمية في الأردن:

يتحول الأردن بسرعة، بقيادة الملك عبدالله الثاني، إلى محور للاستثمار في مجال السياحة التعليمية في المنطقة، لذا يجب العمل على جعل الأردن مركزا إقليميا ودولياً في مجال السياحة التعليمية، وأن يحظى باعتراف دولي ،وذلك من خلال الميزة النسبية للموارد البشرية المؤهلة في الأردن. ووفقا لذلك فإن مفتاح النجاح هو القطاع الخاص الذي تقع عليه مسؤولية تعريف الأسواق العالمية بهذا القطاع.كما أن للحكومة دوراً قوياً وحيوياً في إنجاح هذا القطاع من خلال خلق البيئة المناسبة. وعليه، فإن الشراكة بين القطاع الخاص والعام، ستكون هي الأساس من أجل تحقيق الفوائد الاقتصادية المستدامة للشعب الأردني.
هيئة تنشيط السياحة وترويج السياحة التعليمية

أما عن دور هيئة تنشيط السياحة الأردنية فلها حقيقة دوراً هاماً ومحوريا في ترويج السياحة التعليمية ،من خلال التعاون مع كل من وزارة السياحة والآثار ووزارة التعليم العالي، بهدف إبراز الجانب التعليمي على كافة المستويات ،لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الطلبة العرب والأجانب إلى الأردن بهدف تحصيل العلم الجامعي،أو في مجال التدريب في المجالات المختلفة، مما يشكل قوة دفع هامة في تفعيل الاقتصاد وتنشيط السياحة العامة بشكل غير مباشر.فمن أبرز فوائد السياحة التعليمية بأنها تُقلل اعتماد الجامعات الرسمية على الدعم المالي، إضافة إلى أن الطلبة الأجانب سيكونون سفراء للأردن بعد تخرجهم. ولهذا الأمر آثار ايجابية ممتدة على المدى البعيد على قطاع السياحة والتجارة مع الأردن والاستثمار فيه،ويستفيد الطلبة الأردنيون من التنوع المتزايد في الجامعة.

تجارب ناجحة من الأردن في مجال السياحة التعليمية :

من التجارب المميزة على الساحة الأردنية في مجال السياحة التعليمية ما استطاعت به جامعة الشرق الأوسط تقديمه كأحد أفضل الأمثلة والنماذج الناجحة في ترويج السياحة التعليمية في الأردن، كونها استطاعت دراسة احتياجات سوق العمل ومتطلبات التدريب في الدول المجاورة ، وسعت إلى تعزيز قدراتها وإمكانياتها في هذا المجال ،وهذا جعل من الجامعة محط اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة في العديد من الدول المجاورة .وختاماً نجد أن الاهتمام بقطاع السياحة التعليمية وتقديم الدعم المادي والإعلامي والإداري سيعود بالفائدة على الأردن .