facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى استشهاد الحنيطي قائد حيفا في الجيش العربي


19-03-2012 06:08 PM

** ذكرى الشهيد الحنيطي نموذج للتلاحم والوحدة الوطنية

ايمن الحنيطي - خاص ب " عمون " - صادفت قبل ايام الذكرى الرابعة والستين لاستشهاد قائد حامية حيفا في الجيش العربي الاردني ضابط الميدان محمد الحمد الحنيطي من ابوعلندا، والذي تمثل حكايته نموذجا رائعا في التلاحم بين ابناء الشعبين الاردني والفلسطيني دفاعا عن ثرى فلسطين، ورمزا للوحدة الوطنية.

قصة الشهيد الحنيطي كغيرها من قصص التضحية والشجاعة لابطالنا الاردنيين التي ظلمها بعض المؤرخين، وغيبها في كثير من الاحيان بعض الاعلام العربي رغم ما في هذه القصص من بسالة وتضحية وفداء في سبيل الذود عن الارض العربية، وارض فلسطين الطاهرة في مرحلة حرجة وحساسة في تاريخ الامة العربية، ما نزال نعاني لليوم من جراحها وويلاتها.

الشهيد الحنيطي سار في درب البسالة والشجاعة، وهو نفس الدرب الذي سار عليه ابطالنا الاخرين امثال المشير حابس المجالي الذي ابلى بلاء يشهد له القاصي والداني في معارك اللطرون وباب الواد، والطيار الحربي فراس العجلوني الذي استبسل في الاشتباكات الجوية مع طائرات العدو في حرب العام 67، و المرحوم مشهور حديثة الجازي، قائد معركة الكرامة التي اعادت للعرب شيئا من كرامتهم بعد نكسة 67 ومهدت للقوات العربية لتحقيق النصرعلى قوات العدو الاسرائيلي في حرب رمضان 1973 . وغيرهم الكثير من ابطالنا الاشاوس والشهداء الذين بقيت قصص تضحياتهم وشجاعتم محفوظة في صدور الاحباب والاقارب.

قصة الشهيد محمد الحنيطي انصفتها الدارما الاردنية عندما تجسدت في مسلسل انتجه وعرضه التلفزيون الاردني على شاشته لاول مرة خلال شهر رمضان الماضي، وعاود عرضه خلال الايام الماضية تماما في نفس الفترة التي وقعت فيه الاحداث الحقيقية، فكانت حادثة استشهاد الحنيطي مرحلة مفصلية، اثرت على معنويات المقاومة الفلسطينية والعربية وسقطت بعدها حيفا وفلسطين في ايدي عصابات الهاغانا والارغون التي عاثت في ارض فلسطين فسادا، فروعت العباد شيبا وشبابا، والنساء والاطفال، فقتلت منهم الالاف وشردت مئات الالاف.

المناضل الحنيطي صنفته بعض الروايات على انه الشهيد الأردني الأول على ثرى فلسطين، حيث شارك فصائل الجيش العربي الأردني وأبناء الشعب الفلسطيني الأبي دفاعهم عن قدسية الأرض وصون كرامة الإنسان العربي.

ولد الشهيد محمد الحمد الحنيطي في بلدة (أبوعلندا) شرق مدينة عمان عام 1913، حيث تقطن عشائر الحنيطي، بعد أن اشتد عوده، انضم لصفوف الجيش العربي، لعدة أعوام برتبة ضابط ميدان، حيث رأى فيه زملاؤه نموذجاً ؛ سريع البديهة، ذكياً، متحملاً للصعاب، ومخلصاً لوطنه ولأرضه ولأمته.

وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين في التاسع والعشرين من تشرين الثاني عام 1947م بدأت الصدامات المسلحة بين العرب واليهود، وقد تشكلت في قرى المنطقة فرق للحراسة والمقاومة نواتها من المتطوعين الأردنيين والفلسطينيين والسوريين والعراقيين واللبنانيين والسعوديين، حيث تعرضت القرى الفلسطينية للعديد من الهجمات اليهودية، وذلك في شباط وآذار 1948م وذلك بهدف تأمين المواصلات اليهودية عن طريق حيفا – يافا القديم، إلا أن المسلحين المتطوعين قاموا بضرب المواصلات اليهودية بهدف قطع وصول المساعدات والإمدادات اليهودية، فما كان من القوات الإسرائيلية إلا أن قامت بمحاصرة القرى وقصفها .

قائدا لحامية حيفا ومناضليها

جرى تنصيب محمد الحنيطي لقيادة سرية الجيش العربي الأردني في حيفا، فتوجه من القيادة في الجيش العربي ليتسلم زمام الأمور قائدا لحامية حيفا.

استشعر قادة الهاغانا في حيفا خطر دخول قوات اردنية بقيادة الحنيطي، لما سيشكله ذلك من اعاقة لمخططاتهم في الاستيلاء على المدينة، فعملوا جاهدين لدى قائد الانتداب البريطاني ستوكهويل في محاولة منهم لتقييد حركة الحنيطي ومن التحق معه من جنود الجيش العربي ومنهم ارفيفان المجالي، وفرضوا عليه وقف عمليات التدريب الروتينية داخل معسكر الجيش العربي في حيفا، لكنه كان ومن معه يمارسون نشاطاتهم بشكل سري في تدريب المناضلين الفلسطينيين، والتخطيط لعمليات المقاومة.

عاصر محمد الحنيطي حرب عام 1948 وكانت سريته في منطقة "فاينري" في حيفا، وبعد ضغوطات الانتداب البريطاني بفعل تحريض عصابات الهاغانا، اضطر الحنيطي للاستقالة من الجيش، والتحق بقوات المناضلين في حيفا وكان عمره لا يتجاوز ثلاثين عاماً، وساهمت قدرته العسكرية في قيادة المعارك على أوكار العصابات اليهودية في مدينة حيفا.

عمل الحنيطي على تنظيم المقاتلين الذين اختلفت تابعيتهم لأكثر من جهة، موزعةً بين أبي إبراهيم الصغير ومجموعة أخرى تابعة الى اللجنة العربية، وأخرى تابعة للجنة القومية في حيفا، فوحَّد الفرق تحت إمرته وقام بتقسيم المدينة الى عشر قيادات تحت إمرته بمساعدة كل من القادة الفلسطينيين سرور برهم وعبد الخطيب، وأبونمر، ومحمد أبوعزيز، وأبوعلي دلول، وحسن شبلاق، وأبوإبراهيم عودة، وراشد الزفري، ونمر المنصور، وجميل باكير، ويوسف عبد الخالق الحايك، ومجموعات كبيرة من أبناء طيرة حيفا.

يقول الباحث محمد العناقرة ان القائد الحنيطي قام بتنظيم القوات، ووزعها على النقاط الحساسة، وإعلن النفير العام، وطلب من السكان التزود بالمؤن والماء والوقود استعداداً للمعركة، كما اتخذ الحنيطي في مدينة حيفا مكانا يدعى "حمام الباشا" على مقربة من مشفى الأمين ويشرف على منطقة البرج، وشارع ستانتون، وأما مساعده سرور برهم فكان مركزه في حارة الغزاوية للإشراف على جسر رشميا وشارع هاشومير، واستطاع بعد عدة هجمات متتالية بقيادته على أوكار الهاغانا في حيفا، من الاستيلاء على كميات كبيرة من الاسلحة من ألعدو، وشراء كميات من مخازن جنود الإنجليز الذين باعوا أسلحتهم قبل نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين في 15 أيار 1948 .

في مواجهة عصابات الهاغانا

قاد المناضل الحنيطي، برفقة عدد من المقاومين الفلسطينيين، معركة حامية في بداية آذار في شارع فيرجن بين حي الصليب والهدار، وتمكنوا من صد هجوم عصابات الهاغانا وقتل العشرات من العدو، وجُرح عدد من المناضلين.

وفي 14 آذار من عام 1948 قامت معركة بقيادة محمد الحنيطي ورجاله الأبطال استمرت لمدة 18 ساعة، حيث تقدمت مجموعة من عصابات الهاغانا الى معاقل المناضلين الكائنة في وادي الصليب، والكولونية، والقشلة، وساحة الخمرة، والمركز التجاري حيث تمكنوا من دحر الهاغانا، وتكبيدهم خسائر عديدة.

واشتدت المعارك في أحياء البرج، وادي النسناس، حارة الكنائس، ساحة الحناطير، سوق السمك،وادي الصليب، المحطة، رشميا والحليصة، بوابة الدير، وشارع عباس أفندي، والميناء، وشارع الملوك وسوق الشوام. وقد تمكن المناضلون من احتلال مناطق حساسة من معاقل عصابات الهاغانا في الهدار كرمل، وضواحي حيفا، لكن العدو فاجأ المدينة بهجوم سريع على موقع شركة الفاينري سقط ضحيته 110 عمال من عمال الشركة، وعلى الفور طاردت قوات المناضلين قوات الهاغانا، ودحرتهم الى مستعمرة موتسكن وأوقعوا في صفوفهم 60 قتيلاً.

وفي 9 شباط 1948 وقع هجوم من الهاغانا على سكان حي الحليصة، فاستشهد عددا من المواطنين، وفي 20 شباط تعرض نائب رئيس اللجنة القومية في حيفا محمد نمر الخطيب لحادث اعتداء من كمين عصابات الهاغانا عند عودته من دمشق، فأصيب بثلاث رصاصات نقل على أثرها الى مستشفى الأمين، وعلى الأثر كمن المناضلون لعدد من سيارات العدو، وأمطروها بالنيران.

تصدى الحنيطي ورجاله للعصابات المتقدمة الى قيادته مستخدمين الأسلحة الرشاشة، والقنابل اليدوية، وتمكن المناضلون من محاصرة عدد منهم، وقتل أعداد كثيرة، وكان من بين القتلى قائد قوات الأرغون "بنحاس رام" واستشهد عدد من المناضلين. وبعد هذه المعركة الحامية نقصت كمية الذخيرة لدى المناضلين، وكثرت عمليات التفجير من العصابات اليهودية في أحياء المدينة، وللحصول على الأسلحة ارتأى القائد الحنيطي ومساعده الفلسطيني سرور برهم السفر الى بيروت سراً لإحضار الأسلحة والذخائر من الهيئة العربية العليا في بيروت.

فشل الهجوم الذي كانت شنته قوات جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي على كيبوتس "مشمار هعيمق"، وقد كانت النتيجة المباشرة لهذا الفشل هجوما يهوديا مضادا احتلت من خلاله عدة قرى حيفاوية وهُجّر أهلها، في حين تم عزل قرى اخرى، ثم توالت الضربات القاصمة والمتمثلة باستشهاد عبد القادر الحسيني، قائد جيش الجهاد المقدس وسقوط القسطل ومذبحة دير ياسين التي صاحبت سقوط تلك القرية.

هذه الأحداث أسهمت الى حد كبير بانهيار المقاومة وسقوط المدينة بشكل نهائي، ولكن الحدث الأبرز الذي قضى على آمال اهالي حيفا بشكل نهائي بحسب ما اجمعت عليه الادبيات العربية والعبرية على حد سواء، هو سقوط قافلة الذخيرة والعتاد التي قادها الضابط الأردني الشهيد محمد الحنيطي قائد حامية حيفا والمناضل سرور برهم الذي يعد أبرز تلاميذ الشيخ عز الدين القسام في كمين لقوات الهاغانا على مشارف مدينة حيفا قرب مستعمرة كريات موتسكن.

قافلة الذخيرة وقصة الاستشهاد

بالرجوع الى مذكرات بعض الشخصيات التي عايشت الحدث، وعند التمحيص في الادبيات العبرية والمصادر الاسرائيلية عن طبيعة المهمة التي قام بها الحنيطي وتفاصيل قصة استشهاده فقد روى الزعيم الحيفاوي رشيد الحاج إبراهيم في مذكراته قائلاً :

" في يوم 11/ 3/ 1948م وبناء على مخابرات سابقة، وتعيين موعد لقاء مع اللجنة العسكرية أرسلتُ الى دمشق قائد حاميتنا العسكرية محمد الحنيطي، وكان يرافقه أربعة من الحرس في سيارة خاصة. كان سفرهم عن طريق الباقورة – بيروت. ولدى وصوله وإطلاع المسؤولين في اللجنة على حقيقة الوضع وما تحتاجه الحامية من أنواع الأسلحة لدرء الأخطار تم شحنها في سيارتي كميون، وكانت تحتوي على السلاح والذخائر والألغام وكميات من مدافع وقنابل الهاون والهوشكس. وفي صباح يوم 17/ 3/ 1948م واصلت هذه القافلة مسيرها من بيروت الى حيفا مارة بمدينة صيدا، وكانت مكونة من سيارتي كميون وسيارة خاصة تقل القائد ورفاقه الأربعة، وفي صيدا انضم إليهم أربعة من العرب كان منهم الشاب الوطني أحمد محمود عمورة وثلاثة آخرون ومعهم خمس سيارات وخمسة سائقين.

قطعت القافلة الحدود اللبنانية، وكان انضم لها اثنا عشر مقاتلاً من حامية حيفا، بحيث أصبح عدد جميع أفرادها 24 شخصاً. في صباح اليوم ذاته مرت من عكا ولم تتوقف هناك، رغم نصائح البعض للقائد الحنيطي بالتوقف في عكا طلباً للراحة، وبغرض فحص الطريق الى حيفا بشكل يسهل وصولها بأمان. لم يسمع الحنيطي لنصائح مساعده سرور برهم ولإلحاح القادة العسكريين ومطالبتهم إياه بالمبيت في عكا. بعد مرور القافلة من عكا انضم إليها سبعة حراس جدد كانوا بُعثوا من قبل اللجنة القومية في حيفا ليصبح عدد المسافرين 31 شخصاً.

عند مرور القافلة في مفرق كريات موتسكن اعترضتها سيارات يهودية أدت الى توقفها ووقوعها هدفاً لكمين محكم التدبير أمطر القافلة بالرصاص وأدى الى استشهاد خمسة عشر من مرافقيها، بمن فيهم القائد الحنيطي وسرور برهم وفخري البرد وإصابة الشيخ نمر الخطيب بجراح بالغة. انفجرت إحدى الشاحنتين الكبيرتين بما فيها من ذخيرة وأحدث انفجارها دوياً هائلاً في حين أفلتت الثانية وسيارة خصوصية أخرى وعادتا الى عكا".

والشهيد سرور برهم من مواليد 1903م، وكان انضم للفصائل المسلحة التي أقامها الشيخ عز الدين القسام في مطلع الثلاثينيات في منطقة حيفا والشمال، وأثناء الثورة الفلسطينية 1936- 1939م كان مسؤولاً عن تزويد فصائل الثورة بالمؤن والذخيرة وتزعم تنظيم الكف الأسود الذي لاحق سماسرة الأرض والعملاء.

كمائن الهاغانا

وبحسب المصادر العبرية فان جهاز الاستخبارات التابع للهاغانا نقل معلومة لقيادة كتيبة "كرميلي" تفيد بان قائد القوات العربية في حيفا الحنيطي توجه الى بيروت للتزود بالذخيرة والمتفجرات والاموال.

وفي يوم 17 اذار 1948 توجهت قافلة مكونة من شاحنتين كبيرتين محملتين ب 12 طنا من الاسلحة والذخيرة اشتملت على 550 بندقية فرنسية الصنع، و120 الف طلقة، و2 طن من المتفجرات . وفي صيدا انضمت للقافلة سيارة محملة بالسلاح والذخيرة كهدية من سكان المدينة اللبنانية. ووصلت القاقلة الى راس الناقورة ومن هناك اتصل الحنيطي برفاقه يخبرهم انهم في طريقهم الى حيفا، ورصدت استخبارات الهاغانا تحركاته واتصالاته، واوصلت المعلومة لقيادة كتيبة "كرميلي" موشيه كرميل الذي اوعز لقائد السرية 21 لاعتراض قافلة الحنيطي ومصادرة ما بها من اسلحة.

وتقول المصادر العبرية ان قوات الهاغانا عملت على وضع كمينين اثنين لقافلة الذخيرة التي كان يقودها الحنيطي وبرهم، الكمين الاول رابط في عين سارة القريبة من نهاريا في الشمال، والكمين الثاني الى الشمال من مستعمرة كريات موتسكين بالقرب من المنازل في المنطقة، وتولت السرية الاولى من عصابة البلماخ اليهودية– او ما يسمى بالعبرية فصائل القوة الضاربة – الكمين الثاني في كريات موتسكين .

وتتفق رواية الادبيات العبرية مع ما جاء في مذكرات رشيد الحاج ابراهيم فيما جاء عندما وصلت قافلة الحنيطي المحملة بالذخيرة الى عكا حيث رفض المبيت هناك ونقل الذخيرة عبر البحر، حتى لا تستغرق العملية وقتا طويلا وبالتالي قد ينكشف امرها لعصابات الهاغانا التي ينتشر جواسيسها بين الناس، فواصلت القافلة طريقها باتجاه حيفا.

وتقول المصادر العبرية ان قوات الهاغانا وضعت احد افرادها من راكبي الدرجات في مكان متقدم وكلفته بمراقبة وصول القافلة جنوب عكا، وعندما رصد القافلة، عبر سريعا عنها ليبلغ افراد الهاغانا في كمين مستعمرة كريات موتسكين بوصول القافلة وذلك في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا، وعلى الفور قامت عصابات الهاغانا باغلاق الطريق بواسطة براميل من الزفت، وفتحت نيران رشاشاتها على القافلة ودارت معركة حامية الوطيس، حصل بعدها اثنين ممن شاركوا فيها من عصابات الهاغانا على اوسمة تقديرية.

قبل ان تكتب له الشهادة مع مساعده سرور برهم، وعندما تيقن الحنيطي ان الشاحنة الثانية من القافلة والتي لم تفلح بالهرب مثل الاولى، ستقع غنيمة كبيرة في يد عصابات الهاغانا، القى الحنيطي وبرهم، بحسب بعض الروايات، قنابل يديوية قبل ان يلفظا انفاسهما الاخيرة لتنفجر الشاحنة وما بها من ذخيرة لتحدث انفجارا قويا سمع دويه في شمال فلسطين وجنوب لبنان، وتذكر بعض الروايات ان الانفجار احدث حفرة كبيرة في الارض بعمق 20 مترا، ودمر عدة منازل ومصنعا للذخيرة في مستعمرة موتسكين. بحسب الادبيات العبرية فقد استشهد في العملية 17 مناضلا بينهم القائد الحنيطي . واعتبر اليهود ان هذه العملية كانت احدى العمليات القليلة الناجحة لهم بعد هزائم متتالية لحقت بهم طيلة شهر اذار 1948 على يد المناضلين الفلسطينيين والعرب. وجرى لاحقا وضع نصب تذكاري في المكان .


الخسارة الكبيرة والتخليد

أدى استشهاد المناضل محمد الحنيطي إلى خسارة مدينة حيفا وحاميتها رمزاً مهما من رموز الخبرة العسكرية والقتالية، وفقدت المدينة الساحلية قياديا في التنظيم وبث الحماسة بين المقاتلين العرب في حيفا. ويعد محمد الحنيطي ومساعده سرور برهم إخوة العقيدة وأصدقاء النضال وتوأم أول عملية استشهادية على أرض فلسطين والتي تستحق بالفعل التخليد، لتبقى عبرة للاجيال .

بعد ذلك، عهدت اللجنة العسكرية الى الرئيس أمين عز الدين قائد قوة الحدود الفلسطينية بمهمة الدفاع عن حيفا وأن يكون آمراً لحاميتها بدلاً من الملازم أول الحنيطي الذي استشهد في 17 آذار من عام 1948 .

استشهد محمد الحنيطي على ثرى فلسطين الطاهر، فاستحقت قصته عملا دراميا كبيرا يليق به، فكان مسلسل "بوابة القدس.. الطريق الى باب الواد" الذي ركَّز على أهمية التلاحم الأردني الفلسطيني عبر التاريخ، من النواحي الإنسانية والاجتماعية والسياسية، والذي تطرق ايضا للروابط والجذور المشتركة للعائلات الأردنية والفلسطينية هنا وهناك.

التقتينا في ابوعلندا ب نجل الشهيد الحنيطي، عبدالرزاق الحمد الذي وصف مشاعره الجياشة عندما شاهد قصة استشهاد والده تتجسد في عمل درامي اردني، وقال انه تاثر كثيرا بما شاهده عند عرض المسلسل لاول مرة في رمضان الماضي، على الرغم انه سجل عليه بعض الملاحظات التاريخية والفنية على مستوى العمل واخراجه.

وقال نجل الشهيد ان الناجي الوحيد من عملية تفجير القافلة، ويدعى ابو سالم من عرب خضير من بني صخر، الذي كان مرافقا للشهيد الحنيطي في نفس السيارة اثناء مسير القافلة، حضر الى منزله في فترة من الفترات، وحدثه عن تفاصيل العملية البطولية.

ويروي نجل الشهيد الحنيطي عن ابو سالم قوله: " انه عند دخول القافلة انقض عليها حوالي 4 الاف من عصابات الهاغانا، ومع بداية المعركة قتل جميع حراس القافلة برصاص قناصة الهاغانا، واستمرت المعركة اكثر من 3 ساعات وكانت حامية الوطيس وغير متكافئة، استشهد الجميع بمن فيهم سرور برهم الذي كان في سيارة اخرى مع زوجته، وبقيت انا والحنيطي الذي كان يحمل رشاش من نوع برن، وبعد ان اصيب الحنيطي في المعركة، حاولت سحبه لانقاذه، الا انه رفض، واصر على تفجير الشاحنة، فتراجعت انا للخلف، ثم القى الحنيطي بقنبلة داخل الشاحنة ففجرت بحمولتها".

ويروي ابو سالم ايضا لنجل الشهيد انه ومن شدة الانفجار الذي وقع دمر مبنى مختبرات وايزمان الواقع في مستعمرة موتسكين، وهذه المختبرات هي التي تشكل نواة علماء اسرائيل العسكريين. بالاضافة الى مستودعات الذخيرة لعصابات الهاغانا هناك.

وتمنى نجل الشهيد ان تتجسد قصص البطولات الاردنية الاخرى في اعمال درامية وفنية مماثلة وعلى ان تكون اكثر قوة في العمل والمضمون، لتعبر عن حقيقة التضحيات الاردنية على ارض فلسطين. مشيرا الى ان ثلاثة شهداء اخرين من بلدة ابو علندا شاركوا في معارك العام 48 وانه خلال جميع الحروب دفاعا عن فلسطين قدمت ابو علندا 10 شهداء.

تروي الحاجة هند (70 عاما ) من بلدة ابوعلندا ايضا، انها سمعت من والدها حمدان دهاج الحمدان، الذي كان يخدم في سلاح الفرسان، ويحمل الرقم العسكري (66) في الجيش العربي الاردني ان احد اقربائه ويدعى ح





  • 1 اردني من اصل يافاوي 19-03-2012 | 07:15 PM

    الله يرحم كافة الشهداء الاردنيين الابرار الذين ضحوا بارواحهم فداء لفلسطين وللعروبة والاسلام والاردنيين لم يقصروا ابدا تجاه نصفهم الاخر غربي النهر
    عاش النشامي وعاش الاردن النشمي العربي وعاش ابو حسين

  • 2 العنابي 19-03-2012 | 08:22 PM

    اين انتا منا يا بطل فلقد تهنا في غمرة الأحداث وضعنا وضاعت فلسطين واصبحنا لا نعرف من نحن والى اين .....روحك ان شاء الله سوف تهدينا ا....قول يجب ان تتدرس ذكراك حتى يهتدي الجميع ويعلم من الأردن ومن فلسطين .....وانا اردني حتى العظم وفلسطيني حتى النخاع

  • 3 البوريني 19-03-2012 | 08:44 PM

    اللهم ارحم واغفر لشهدائنا الأبرار واجعل اللهم مثواثم الجنة انشاء الله

  • 4 الجهني 19-03-2012 | 08:54 PM

    رحم الله الشهيد وكل شهدانا الأبرار .
    أعتقد ان الشهيد فراس العجلوني استشهد في معركة السموع قبل حرب ال67.
    كما اعتقد ان قائد معركة الكرامه المرحوم كاسب صفوق.
    الله يرحم جميع شهدا المسلمين.

  • 5 الجهني 19-03-2012 | 08:54 PM

    رحم الله الشهيد وكل شهدانا الأبرار .
    أعتقد ان الشهيد فراس العجلوني استشهد في معركة السموع قبل حرب ال67.
    كما اعتقد ان قائد معركة الكرامه المرحوم كاسب صفوق.
    الله يرحم جميع شهدا المسلمين.

  • 6 امل الحنيطي 19-03-2012 | 09:25 PM

    الله يرحمه ويغفرله ويرحم اموات المسلمين جميعا والحنيطي خاصة مقبلين على الخير دائما

  • 7 فلسطين الهواء اردني الانتماء هاشمي الولاء 19-03-2012 | 10:26 PM

    رحمة الله الشهيد الحنيطي وكل شهداء الاردن من كايد عبيدات الى موفق السلطي والشهيد البطل فراس العجلوني والبطل كريشان وبدر ظاظا الاردن وفلسطين بلد واحد شهدائنا واحد دمأ واحد

  • 8 يوسف رشيد زريقات 19-03-2012 | 11:36 PM

    شهيدبطل من اوائل الشهداء على ثرى فلسطين الغالية
    يحق لأبناءه واحفادة وكل الأردنيين والمسلمين بهذه البطولة
    ادخله الله جنته مع الشهداء والصديقين والأرار

  • 9 باحث مهتم جدا 24-03-2012 | 02:47 PM

    اين التكملة يا عمون


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :