الوصايا والاقتراحات التي استمعتُ إليها خلال ( مرضتي ) هذه ..لا تكفي لاستعادة صحتي فقط ؛ بل لو طبقتُ بحذافيرها فهي تكفي لشعب بأكمله ..فكميّة ( الزهورات ) المطلوب مني شربها لإخراج ( البلغم ) تكفي لإخراج بلغم أي حرب أهلية ؛ بدءاً من اللحم المتطاير في العراق ؛ مروراً بالجالسين في شوارع بيروت ؛ وختاماً بالأسلحة ( إللي بتشهّي ) ويلبسها المقنّعون في فلسطين ..!!
لا أعرف لماذا أتذكّر قصّة الأخدود المشهورة ..هل هي بقايا الهلوسة التي ترافقني ؛ أمْ هي عين العقل ..؟؟ فكلّما جاءت سيرة السنة و الشيعة ( كل قرود الدنيا تركبني ) .. وأضحك من كل الداعين إلى المصالحة التي تفشل قبل أن تبدأ ..!! و كلّما خرجت حسناوات لبنان في البرد القارس و المطر الثقيل ( إللي يخربط كل عيارات المكياج ) و سمعت اسماء ( الحريري – نصر الله – جنبلاط – عون ) تأكدتُ أن الحرب الأهليّة هناك لا ينقصها إلاّ دعوة جديّة للمصالحة ..!! وكلّما قال أحد قادة فلسطين بوقف القتال فوراً يسقط دم فلسطيني جديد ..وكأن كلمة ( فوراً ) معناها ( إبدأ الهجوم ) فمع كل ( فوراً ) تفور وتغلي الساحة الفلسطينية ..وصرتُ أكرهها لأنها شيفرة كانت سرية وصارت مكشوفة لا تعني إلاّ الموت ..!!
لهذا أتذكر الأخدود ..وأراه النجاة لنا جميعاً ..وأتقدم باقتراحي فيه ..وهو أن نصنع أخدوداً كالذي كان وأكبر ..وتقوم كل جماعة بالعراق ولبنان وفلسطين بتسليم كل قادتها وزجهم في هذا الأخدود المشتعل بالنيران و أن نطلب مساعدة كل الدول الشقيقة وغير الشقيقة بالتبرع بالحطب ..!! وهيك نكون ارتحنا من زعامات الفتنة بكل منطقة وحتى دون أن نبحث على مين الحق ..؟؟ لأننا لن نصل إلى نتيجة ..وبحرقهم جميعاً نحرق الأسئلة ..!!
أعرف أنكم ستأخذون اقتراحي على سبيل الهلوسة والمزاح ..ولكن أنا مقتنع فيما ذهبتُ إليه ..لازِمْ يغادر كل القادة والمسؤولين منطقة صنع القرار الطائفي و الحزبي ..وأن يندثروا للأبد ..!! فحياتنا ليست لعبة تبدأ ببيان على ورقة بيضاء و تنتهي بكفن أبيض ..لا نريد كل هذا البياض ..آن أن يلبسوا أكفانهم وما يظلّي منهم واحد ..أشبعونا ورماً للكبرياء الزائف وآن لهم أن يدفعوا الثمن ..قبل أن نصبح جميعاً وقود ألعابهم ..!!
صحيح ..الذي لم أستطع تدبيره للآن هو مكان الأخدود و مين إللي بّدو ( يدزّ و يدِع ) ..بالنسبة إلي أنا رجل قلبي رهيّف وما أحب منظر الشوي ..فشوفوا غيري وأبقى أتفرّج عليها فيديو براحتي ..!!