"شوفت عينك" .. عمل كرتوني عكس حرية التعبير في الدراما
11-10-2007 03:00 AM
عمون - صلاح العبّادي - قال الفنان موسى حجازين ان عمله الكرتوني الذي يعرض على شاشة الأردنية بعنوان شوفت عينك ، يعالج قضايا سياسية قومية ساخرة واجتماعية واقتصادية هي موضع اهتمام المواطن.
وأكد أن العمل الكرتوني يتسم بمرونته في معالجة المواضيع المختلفة، وقدرته على الوصول إلى المواطنين واستمالتهم نحو القضايا التي يعالجها، خصوصاً وأن شخصيات ومواقف تصور من خلال الشخصية الكرتونية لمناقشة قضايا لا يمكن معالجتها أو الحديث عنها في العمل الدرامي. وحول فكرة العمل، اوضح أن الرؤية جاءت نحو إيجاد شخصية كرتونية من خلال ثنائي يجسد شخصية عطا وسمعة، لطرح قضايا جديرة بالاهتمام، خلال مدة تتراوح ما بين الدقيقة والدقيقة ونصف الدقيقة. ولفت إلى إن نصوص العمل وما تميزت به من فكاهة ومعالجات متكررة لحلقات العمل من قبل الكتّاب، كان عاملا رئيسيا في نجاحه، لا سيما وأن الرسومات تميزت بمدى اتقانها وهي تشخص الواقع بوضوح. ولفت إلى أن هذا العمل هو نتاج وجهود ورش عمل عقدت لهذه الغاية، اثمرت بإخراجه إلى حيز الوجود، مشيراً إلى جهود الكاتبين اللذين قاما بكتابة نصوصه، إضافة إلى دور الفنان مؤيد زيدان الذي قام برسم شخصية العمل بمشاركة زوجته نوال عدس التي اعتبرها ذراعه اليمنى.
ولفت إلى أن نجاح العمل يعود إلى عوامل عدها أبرزها التعاون الذي جسد من قبل مؤسسة تقارب التي انتجت العمل بالمشاركة مع التلفزيون الأردني، إلى جانب الإشراف على عملية الإنتاج الذي تولته ميديا بلس. ورداً على سؤال حول سبب نجاح العمل واستحسانه من قبل المشاهدين، أكد أن ما يتميز به من جرأة في طرح مواضيعه ومناقشتها بموضوعية وحياد، بعيداً عن التحيز، هو ما قرب العمل إلى المشاهدين، وجعله محض اهتمامهم. وأكد حرصه على ملامسة الواقع وتشخيص ما يدور على الساحة المحلية من أحداث في الوقت الذي يراعي فيه منظومة القيم التي يجب الارتكاز عليها في عناصر العمل، لكي يصبح أكثر اتزاناً وحرصاً على تجنب خدش الوجنات المشرقة للوطن.
وفي اجابته على سؤال حول إيقاف بث بعض الحلقات، أوضح أن حلقات كان يفترض إيقاف بثها، قبل التدخل والسماح بها، كونها تعالج مواضيع هامة بمراعاة حرية الفكر والتعبير. من جهته قال الكاتب الساخر الزميل أحمد حسن الزعبي إن المسلسل الكرتوني شوفت عينك يعتبر أول عمل فني مشترك بينه و الفنان الكبير موسى حجازين بمشاركة زميله الكاتب محمد البطوش. ولفت إلى أن هذا العمل هو فاتحة خير لسلسلة أعمال أخرى سوف تترجم إلى أعمال فنية في المستقبل القريب. وعبر عن السعادة التي شعر بها عند التقائه بالفنان حجازين في المرة الأولى، خصوصاً وأنه يعد فناناً مبدعاً، ورمزاً لوطنية الإنسان الأردني، والمثقف المطّلع على هموم الناس، في الوقت الذي وصفه بـ خيميائي الضحك الأردني.
وأشار إلى أن تمكنه الكتابة بنصوص العمل يعود لتطابق رؤيته والفنان من حيث الموضوعات التي يتناولها المسلسل، مشيراً إلى أنه ومنذ زمن طويل كان يتطلع لتنفيذ أفكار ومشاريع درامية تحتاج الى من يقوم بتنفيذها بشكل جميل وعفوي ومحبوب؛ حتى يقوم بتقمص الحالة، الأمر الذي دفعه تبيّتها في أدراجه طويلاً حتى أخرجها المارد حجازين ..
وفي ما يتعلق بخصوصية كتابة نصوص هذا العمل، اشار الزعبي إلى أن صناعة الكرتون تمتاز بصعوبتها، الأمر الذي يتطلب من الكاتب أن يكون واعيا لكل ما يكتبه في السيناريو، وكذلك الفنان الممثل إذ عليه أن يشعل مصباح الفكرة ويوصل المشاهد الى الطريق الذي يريده في زمن قياسي دون أن يحترق. وذكر أن صعوبة الكتابة في هذا المجال تكمن في الايجاز الذي يتطلبه، خصوصاً وأن عرض المشهد يحبذ أن لا يزيد عن دقيقة واحدة لسرد قصة كاملة توصل الفكرة كما هي وتقنع المشاهد بأهمية الفكرة التي عرضت و تفجّر الضحكة من على شفتيه أو تنزل الدمعة من عينيه. من جانبه أفضى الكاتب محمد البطوش أن مشاركته في كتابة حلقات العمل جاءت وفقا لرؤيته في معالجة قضايا ذات أهمية تظهر بشخصية كرتونية، على عكس الأعمال التقليدية، إذا ما أخذ بالاعتبار أن هذا العمل يمتاز بكونه غير محصور في الديكور ولا زمان أو مكان ما، الأمر الذي يجعله قابلاً للتنفيذ بسهولة. وأكد أن العمل يمتاز باختزاله للكثير من الأفكار التي تجول في ذهن المواطن الأردني، إضافة إلى كونه يعد بوابة الدراما العربية على الصعيدين المعنوي والمادي، وهو ما يرتبط بالجانب الرحب من الحرية التي تتاح له في كتابة النصوص دون حصرها. وقال إن الأفكار التي تطرح من خلال العمل هي ليست بجديدة بالنسبة للمواطن من حيث مضمونها، خصوصاً وأنها تحاكي واقعاً معاشاً، غير أن قيمة العمل وفنيته تكمن بما امتاز به من دقة وجرأة في المعالجة، اثمرت نتائجها بعد سلسلة من الورش التي كانت تعقد بين فريق العمل للتباحث حول الأفكار وطريقة تنفيذها. ورأى أن اتسام شوفت عينك بالهامش الواسع من الحرية الذي امتاز به، هو ما جعله يأخذ نسبة كبيرة من المشاهدة على الصعيدين المحلي والعربي، وهو ما أكده الفنان حجازين الذي بين أن حلقات العمل تبث على إحد المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، الأمر الذي كشف أن إحدى الحلقات بلغ عدد مشاهديها في يوم واحد ما يزيد عن ثلاثة وثلاثين الف مشاهد.
عن الراي